Beirut
16°
|
Homepage
الحريري "يُبرغث" في روسيا.. وبكركي
عبدالله قمح | الاثنين 12 تموز 2021 - 2:22

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

تتعمّق أزمات الرئيس سعد الحريري في الداخل والخارج. وفي ظل استعار النيران تحت رماد العلاقة "الملتبسة" مع الصرح البطريركي، تُصبح إحتمالات انفجارها مرتفعة. تحت البند نفسه يُعاني صاحب لقب "رئيس الحكومة المكلّف" مع عين التينة. رئيس مجلس النواب نبيه برّي حذره من الإعتذار ـ من دون خريطة طريق، ويعمل على كبحه، فيما الحريري يبحث عن نافذة للإفلات، ولن يقدر، طالما أن الثمن هو التفريط في العلاقة مع "الثنائي الشيعي"، أي آخر علاقة "صحيحة" متبقية للحريري مع مكوّن لبناني.

نزولاً عند رغبة الرياض، ومنعاً لإحراج سفيرها "فوق العادة" في بيروت، قرّرت البطريركية المارونية عدم دعوة الحريري للمشاركة في "احتفالية المئوية الأولى للعلاقات بين بكركي والرياض" التي استضافها الصرح يوم الخميس المنصرم، وتخلّلها كلمات وتوقيع كتاب من وحي المناسبة. عداك عن حضور الحريري المستفز للبخاري وللبطريرك الراعي على السواء، فإن الحضور بأصله، وفيما لو حدث، وفي ظل وجود السفير، قد يفسّر بغية محله، وكأنه عودة لتغطية سعودية لرئيس تيّار "المستقبل" وتحت عباءة "الكرسي المسيحي" وفي توقيت لا يخلو من الرسائل، وقد يتيح إلى البعض الذهاب بعيداً في استنتاجاتهم وصولاً لاعتبار أن الرياض قرّرت الإنفتاح على لبنان، ربطاً بمشاركتها في اجتماع جنوب إيطاليا + استقبالها للسفيرتين الأميركية والفرنسية في بيروت. حدث من هذا القبيل قد يفسّر بغير محله إذاً، والسعودية لا مصلحة لديها في "ترك الأقلام" تفلت على أمها، لهذه الاسباب وغيرها احتجبت "البطريركية" عن إرسال دعوة إلى رئيس الحكومة المكلّف. أمر آخر يجدر التوقف عنده، فعلاقة كل من البطريركية بـ "القنطاري" (مركز تيار المستقبل) وبيت الوسط (مركز سكن سعد الحريري) تشوبها القطيعة منذ أن مرّر الراعي عبارات "انتقادية" طال بها الحريري (لم يهضمها) وصنّفه من ضمن "جوقة" معرقلي تأليف الحكومة. زِد على ذلك، أن ما يصدر من مواقف "خلف الكواليس" عن رجالات تيار "المستقبل" وما يتناهى إلى مسامع بكركي عن ألسنتهم، يجعل من الأخيرة "مستقلة" تماماً في خياراتها عن بيت الوسط إنما بعيدةً عنه بل حذرة منه.


بخلاف ذلك، وضمن البند الداخلي عينه، لا زال الحريري أسير العلاقة مع الثنائي الشيعي. الرئيس نبيه بري يرفض قطعاً السماح للحريري أن يعتذر من خارج "اتفاق". يُدرك رئيس الحكومة المكلّف أن اللعب مع رئيس مجلس النواب مُكلِف، لذلك يحاول مراكمة الأسباب التي تبرّر له الإعتذار لاحقاً من خارج "خارطة الطريق" المطلوبة شيعيًا. يتذرّع الحريري هنا بعدم موافقة "الرباعي السني + دار الفتوى" على خطوة الإعتذار، وبالتالي، سيجد صعوبة في العثور على من يوافق على قبول التكليف، كما تُنشد الخارطة. المعلومات تشير إلى أن لقاء "رؤساء الحكومات السابقين أبلغ إلى الحريري رسمياً أن لا مرشحين لديه. إلى جانب ذلك، لن يُشارك "اللقاء" في تسمية أحد، ولن يشارك في الإستشارات النيابية الملزمة، سيقاطعها ويقاطع التسمية، وكل ما له صلة بالحكومة. هذا الجو وضعه الحريري، عبر مقربين منه، بعهدة الثنائي الشيعي. الأخير، وعلى قدر دقة الوضع، فإنه محرج أمام الحريري. وعملاً بالقاعدة ذاتها، فلن يُقبل "الثنائي" على تسمية أي شخصية من خارج الإجماع السُني أو التفافاً على موقف الحريري، خشية من ارتداد ذلك على العلاقة "السنية ـ الشيعية" بعد هامش من الإستقرار الذي تنعم به. كل ذلك يعني أننا لا زلنا ندور في نفس الحلقة.

في البند الثاني، أي الخارج، اتضح أن زيارة السفيرتين الفرنسية والأميركية إلى الرياض والتحوّل الطارئ على العلاقة الإماراتية ـ السعودية لم يخدما الحريري، إنما بات يصنّف من أكثر المتضرّرين منهما. في هذا الوقت، "يُبرغِث" "المكلّف" بين موسكو والقاهرة بحثاً عن غطاء. في الأولى (موسكو)، تم تحويل اتصال جرى بينه ونائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف من "إتصال اطمئنان" إلى قضية حماية سياسية يوفّرها "الكرملين" لرئيس الحكومة المكلف! رواية المكتب الإعلامي للحريري، تحدثت عن "حصول إتصال بناء على اتفاق مسبق بين الرجلين. وقد عرض الحريري لوجهة نظره حول الأحداث. في المقابل، أكد الجانب الروسي على ضرورة دعم كل الجهود في سبيل الإسراع في تشكيل لبنان حكومة مهمة قادرة، من التكنوقراط، برئاسة الرئيس سعد الحريري، من دون الإشارة إلى ظروف الإتصال. وقد بدا البيان بمثابة "تسويق لموقف روسي على أنه دعم للرئيس الحريري وعلى نيته صرفه داخلياً"، وهو ما خالفه "مصدر دبلوماسي لبناني في روسيا"، إذ كشف لـ"ليبانون ديبايت"، أن بوغدانوف في إجازة مرضية ووظيفية تمتد حتى شهر أيلول المقبل، وإن التواصل بينه وبين الحريري تمّ على هامش زيارة "شخصية" قام بها مستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان إلى منزل المسؤول الروسي، بناء على موعد مسبق بعنوان "الإطمئنان إلى صحته". وبحسب رواية "المصدر"، فإن شعبان ـ الذي يبدو أنه كلّف من بيروت لأجل إتمام الزيارة إلى المسؤول الروسي - قال لبوغدانوف، بأنه يريد "وصله" بإتصال هاتف مع الحريري "وطمأنته إلى صحته". وبعد موافقته، أجرى الإتصال ومرّر الهاتف إلى بوغدانوف، وقد جرى حديث في "العموميات" وتطرق للأزمة الراهنة، وقد تمنى بوغدانوف في الحديث الذي لم يدم سوى لدقائق معدودة، "للحريري تأليف الحكومة الجديدة في وقتٍ ليس ببعيد ووفق المعايير التي وضعها"، وهي الجملة المفتاحية التي تناولها "المستقبليون" وأعادوا صياغتها وتركيب مفرداتها على نحو ما يشتهون ووفقاً لمصلحتهم السياسية، ولاستخدامها كمادة "دعم" في بيروت.

وكما موسكو كذلك القاهرة، يُحاول الحريري تصوير الموقف المصري تجاه "مسألة" تأليف الحكومة، على أنه "جنس دعم" محصور له وحده، بينما القاهرة ـ كما موسكو وباريس وسواها من عواصم - باتت تُشدّد على ضرورة تأليف حكومة في لبنان، بمعزل عن إسم رئيسها، على الرغم من أن القاهرة، تطلب إلى حلفائها في الرياض و"أبو ظبي" التخفيف قليلاً عن كاهل الحريري، وأنها ـ بحسب متابعين - باتت أقرب إلى تبني الموقف الإماراتي، القائل بضرورة خروج الحريري من "موقعة التأليف" سريعاً، وتحضير نفسه لمرحلة الإنتخابات النيابية المقبلة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
تحذيرٌ "عاجل" من اليوم "الحارق" المُرتقب... وهؤلاء عرضة للخطر! 9 صدمةٌ بين الأهالي... بلدة لبنانية تستفيق على مأساة! (صورة) 5 يخضع منذ الصباح للتحقيق... والتهمة صادمة! 1
اسرائيل تحضّر لـ "اقتحام برّي" في الجنوب والجولان! 10 ممارسات إسرائيلية تشكّل تهديداً لمطار بيروت! 6 "رسائل خطيرة على الهواتف"... وتحذير جدّي إلى المواطنين! 2
المهندس "أبو علي" ضحيّة جديدة للإعتداءات الإسرائيلية! 11 هذا ما يحصل متنياً 7 "إجتياح من نوع آخر" لمدينة لبنانية! 3
الحزب يبدأ "معركة الداخل" ويطلب وضع الجيش "رهن إشارته"... مخطّط سريّ! 12 بعد فصل طالبة لبنانية من جامعة أميركية... دعوةٌ من إعلامي لبناني! (فيديو) 8 "الثمن مُكلف جدًا"... لافتة تُثير الإستغراب في الغبيري! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر