Beirut
16°
|
Homepage
المقعدان المسيحيان و"كَسر الحريري" في بيروت الثانية
فادي عيد | الاربعاء 25 آب 2021 - 5:09

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

تُجمع معظم التحليلات وحتى الدراسات عن الإنتخابات النيابية المفترض إجراؤها ربيع العام القادم، بأن التغيير لن يكون كبيراً لخارطة المجلس الحالي، وأن الوجوه الجديدة أو القوى الجديدة لن تتجاوز نسبتها العشرين في المئة من الواقع الحالي، الثلاثين في أحسن الاحوال. إلا أنه ومع هذه القراءة، يبدو أن التغيير سيطال خصوصاً المقاعد المسيحية، وذلك لعدة أسباب، منها التبدّل في المزاج العام المسيحي، ومنها لتعدّد الخيارات، التقليدية منها كالأحزاب، أو لقوى المجتمع المدني المنبثقة من ثورة 17 تشرين وما قبلها.

تبدو دائرة بيروت الثانية، وهي الدائرة ذات الغالبية المسلمة، السُنيّة تحديداً، وفق تقسيمات القانون النسبي المعمول به، محتدمة، خصوصاً وأنها دائرة الرئيس سعد الحريري، والأخير أمام استحقاق جدّي إما لتجديد زعامته الوطنية إنطلاقاً من العاصمة، أو للتحوّل الى "زعيم بين الزعماء"، السُنّة تحديداً.


للدائرة 11 مقعداً موزعين على 6 للسُنّة، 2 للشيعة، ومقعد واحد لكل من الروم الأرثوذكس والإنجيليين والدروز.

في رصدٍ أولي لأجواء الحراك الحاصل اليوم في بيروت الثانية، فإن اللوائح الأساسية هي كالتالي:
ـ لائحة المستقبل برئاسة الحريري.
ـ لائحة "الثنائي الشيعي" بالتحالف مع "التيار الوطني الحر" وجمعية المشاريع (الأحباش).
ـ لائحة النائب فؤاد مخزومي.
ـ لائحة يُعمل عليها من الوجوه السُنّية المعارضة للحريري.
ـ لائحة "بيروت مدينتي" والمجموعات المتحالفة معها.
ـ لائحة "حركة الشعب" بالتحالف مع "مواطنون ومواطنات في دولة" (شربل نحاس) ومجموعات يسارية أخرى.
ـ لائحة للمجتمع المدني غير متفاهمة مع "بيروت مدينتي".

ويبقى غير واضح فيما إذا كان النائب نهاد المشنوق سيدعم إحدى اللوائح، علماً أن قراره بعدم الترشّح قد حُسم. كما يبقى بهاء الحريري ونيته في تشكيل - أو دعم - لائحة ضد شقيقه، بالإضافة إلى عدة لوائح قد تتشكّل، وإنما لن تغيّر من الواقع الإنتخابي بشيء.

مع الإشارة الى أن "المزاج الثوري" لبيروت الثانية غير متماسك، بعكس عدة دوائر إنتخابية، إذ يبدو أن التنظيم لقوى الثورة (بمختلف تلاوينها) غير فاعل في بيروت الثانية، حتى اللحظة.

وعليه، ومع احتدام المعركة على المقاعد السُنّية، ولتأمين الحاصل اللازم لاستحواذها، ونتيجة للحسابات الرياضية وفق أحكام القانون النسبي، فإن المقعدين المسيحيين هما هدف معظم اللوائح، إذ يُعتبر أن فروقات الحواصل هي التي ستسمح للوائح بالحصول على المقعدين المسيحيين، وهذا ما تعمل عليه اللوائح، إذ لا وجوه مسيحية بارزة في معظم اللوائح، وكأن المطلوب تسمية "أيّاً كان"، طالما أنه سينجح "كيفما كان"!

بالمقابل، يبدو أن ل"المستقبل" حسابات مختلفة عن باقي منافسيه، إذ يعمل، وفق مصادره، على تشكيل لائحة بأقصى الشروط لنجاح أكبر عدد منها، وليس فقط المقاعد السُنّة. من هنا دراسة كل الأسماء المفترضة على المقعدين الأرثوذكسي والإنجيلي، على اعتبار أن المرشّح الدرزي إنما سيكون مُمثّلا للحزب التقدمي الإشتراكي، وبالتالي، مختاراً من رئيسه وليد جنبلاط.

ورأت مصادر مستقبلية مواكبة، بأن معيار الإختيار لدى الرئيس الحريري و"مطبخه الإنتخابي"، يتأرجح بين العامل المادي (مرشّح متموّل) أو مرشّح له حيثية شعبية، وبين العامل الحزبي أي أن يكون حزبياً من داخل التنظيم أو من خارجه.

واستناداً لهذه المعايير، فإنه أرثوذكسياً يبدو النائب الحالي نزيه نجم، رئيس لجنة الطاقة والمياه والأشغال النيابية، الإسم الأوفر حظاً لإعادة ترشيحه في حال اعتماد معيارَيْ التمويل وغير الحزبي، وفي حال اعتماد معيارَيْ الحيثية والحزبية فإن إسم المحامي ميشال فلاّح يعود للواجهة، وهو الذي كان أحد خيارَيْ "المستقبل" في دورة 2018، والتي حُسمت وقتها في الساعات الأخيرة لصالح نجم.

إنجيلياً، يُبدي النائب السابق باسم الشاب، وهو حالياً مستشار الرئيس الحريري للعلاقات الدولية والدبلوماسية، عدم حماسته لإعادة خوض غمار الإنتخابات، وهو يعتبر الموقع حيث هو اليوم الأنسب له، إنما يبقى القرار الأخير للرئيس الحريري في حال وجد أن ظروف "المعركة" تُحتّم ذلك.

بدورها، تبدو لائحة "الثنائي الشيعي" بتحالفها مع "التيار الوطني الحر" حاسمة لناحية ضمّ مرشحَيْن، أرثوذكسي وإنجيلي، من اختيار "التيار"، وعليه، فإن جوجلة الأسماء إنما تتم داخل مطبخ "ميرنا الشالوحي". إلا أن إسم النائب الحالي إدغار طرابلسي يبدو الأكثر ترجيحاً لإعادة ترشيحه عن المقعد الإنجيلي، في نسخة مجدّدة عن دورة 2018. بينما المقعد الأرثوذكسي يتأرجح بين عدة أسماء أبرزها نضال مجدلاني وطوني شاغوري، والأخير كان مطروحاً بجدية في الدورة الماضية عن "التيار الوطني"، وقد وُعد بترشيحه في دورة 2022، علماً أنه من المتموّلين المقيمين خارج لبنان.

أما باقي اللوائح، ووفقاً للمؤشّرات الأولية، إنما تفتقد لأسماء مسيحية بارزة، أو أقلّه حاضرة بيروتياً، إذ هي تضع نصب أعينها، كسر الحزبية السياسية، أو بمعنى أصحّ كسر الحريرية السياسية، المتمثلة اليوم بسعد الحريري، والأخير أمام استحقاق جدّي ووجودي.

كل شيء ممكن في هذه الإنتخابات، وكل الإحتمالات واردة، حتى تأجيلها، والأيام القادمة ستبلور المعطيات أكثر فأكثر.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 9 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 10 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر