Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
سباق بين الجيش والأمن الداخلي على تولّي "الداخلية"
ميشال نصر
|
الجمعة
27
آب
2021
-
5:29
ليبانون ديبايت – ميشال نصر
تطورات بالجملة تُسجّل يومياً والنتائج صفر وما دون، إذ بحجم الذل الذي يعاني منه الواقفون في الطوابير أمام المحطات، عند الأفران، وفي الصيدليات، هو حجم الخيبة والدهشة الدولية من طبقة "تمسحت" وشعب استسلم، ما عاد همّه حكومة ولا من يحزنون، مسلّماً أمره لله ومن بعده لحزبه، علّ وعسى. فلا ارتفاع وتيرة الضغط الخارجي لا سيّما الأوروبي والرسائل التي نُقلت الى الرؤساء محذرة من هدر المزيد من الوقت أنتج حكومة، ولا البواخر الإيرانية الموعودة، ومن بعدها تلك التي أُفرغت، حلّت الأزمة النفطية، وبين الملفين حبل غليظ يلتف حول رقبة العهد. وحده المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ، قرر الهروب إلى الأمام مسطّرا مذكرة إحضار بحق رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، المتواري داخل غرف السراي، في سابقة هي الأولى من نوعها.
وإلى حين اكتمال مشهد "البازل"، لم يستطع نجيب العجيب المكوث في القصر الجمهوري لأكثر من نصف ساعة، رغم التكييف والبرود، ليغادر، على وقع بيان نعي لكتلة "الوفاء للمقاومة"، واعداً بالعودة الأسبوع المقبل بعد استكمال المشاورات، التي تدور في حلقة مفرغة، حيث تُفيد المصادر أنه لم يقدم أي مسودة بل أجرى جولة مشاورات مع رئيس الجمهورية ميشال عون، بدأت من حيث انتهت الجولات المكوكية للموفدين بين المقرات.
الإجتماع الذي انتهى إلى تمديد للتفاوض، لم يلغ النظرة السلبية إلى مسارها، مع تأكيد متابعين للملف الحكومي، "بأن الأمور مش ماشية" وبالتالي "لا تشكيل قريباً" في ظلّ مراوحة مواقف الأطراف المعنية مكانها، وإصرارها على بلف الداخل والخارج عند حديثها عن إيجابيات، فيما يضحك أصحاب الربط والحل في عبّهم، ضاربين المواعيد لسيناريوهات الإنفجار والإنهيار.
على أي حال، وبينما يصرّ فريقا القصر وميقاتي على أجوائهما الإيجابية المزيفة، والتي تنفيها نتائج جولات الحوار الـ 13 بينهما، خصوصاً أن ما يشاع عن تفاهمات مضخّم، وليس أدلّ على ذلك موجات المدّ والجزر حول وزارة الداخلية، التي يمحو كلام النهار بشأنها كلام الليل، حيث المُضحك المُبكي في اختيار من سيشغلها، أنها تدور بين ضباط من قوى الأمن الداخلي يطرحهم نادي الرؤساء الأربع، وضباط من الجيش شغلوا منصب رئيس فرع التحقيق في مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وهم من غير المحسوبين على "الحريرية الأمنية".
أمام هذا الواقع ترى المصادر أننا أمام ثلاثة سيناريوهات تحدّد استمرار المماطلة، وتتحكّم بمصير الولادة الحكومية. أولاً، إقتناع جنرال بعبدا بمصلحته في تشكيل سريع، ثانياً، تراجع "حزب الله" أمام الضغوط الداخلية المتعاظمة، خصوصاً داخل بيئته الحاضنة، كون استمراره في تعنّته لعبة خطيرة جداً غير محسومة النتائج، تحرق ما تبقّى من رصيده، وثالثاً، إقرار الجميع وتسليمهم عن سابق إصرار وتصميم بالتفرّج على الأزمات تتفاقم، والأمن ينهار والدولة تتحلّل، لحسابات في نفس السلطة، قد تضع البلد أمام أزمة نظام وجودية.
في كل الأحوال فإن الحكومة العتيدة وإن ولدت، فهي لن تُحدث صدمةً لدى الرأي العام المحلي ولا دول الخارج، أولاً بسبب تأخّر تشكيلها، وثانياً لأن تشكيلها يتمّ وفق المحاصصة الكاملة بين قوى السلطة، من خارج المعايير الموضوعة دولياً، وعليه فعن أي إنقاذ يتحدثون وأي شفافية ونزاهة؟
صحيح أن ثمة من خرج ليسوّق أن الولايات المتحدة تريد حكومةً "كيف ما كان"، ولكن في الحقيقة، فقد فاتهم أن السفيرة دوروثي شيا ومن قصر بعبدا تحديداً، حددت شكل ومهام هذه الحكومة، "حكومة ذات صلاحيات تركّز على الإصلاح وتلبي احتياجات الشعب وتباشر العمل الجاد من أجل التعافي الإقتصادي". مهمةٌ تُخفي خلفها "بروفايل" المرشحين المفترضين لشغل المراكز الوزارية.
إلاّ أن اللافت على هذا الصعيد، أن "دورا" لم تتطرق الى مسألة الإنتخابات النيابية، عن قصد، ما يعني عملياً وجود مساحة واسعة من الإختلاف في وجهات النظر بين واشنطن وبيروت، حيث أن مراجعة بسيطة لأدبيات الطاقم السياسي وللرئيس المكلّف، تبيّن أن التركيز هو على أننا في صدد حكومة إنتخابات، وهو ما لن يتلاقى مع المساعي الدولية، وبالتالي عدم الحصول على أية مساعدات موعودة.
يقود هذا الطرح إلى ما سُرّب خلال الساعات الماضية عن أنه إزاء التعقيدات المستجدة، ثمة من أخرج أرنباً، يقول بضرورة الإتجاه نحو حكومة "تكنو- سياسية ذكية" حيث تكون حصة الأحزاب وأطراف السلطة أوسع بقليل مما هي عليه حالياً، علماً أنه سبق للرئيس المكلّف، أن عرض صيغة 14 اختصاصياً و6 سياسيين. فهل يؤدي الموقف الأميركي إلى نفس ما حصل زمن تشكيل حكومة غرندايزر؟ "ما بطلع إلاّ ما تكون انتهت، فطلع وما انتهت"... في لغة الطبقة السياسية اللبنانية "انشالله خير" تعني لا تأليف ولا اعتذار، ومن وجهة نظر شعبية تعني "لا شيء يبشر بالخير" وبالتالي "ألله لا يوفقكم"... على طريقة الشاطر حسن.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا