"ليبانون ديبايت"

جبل لبنان الذي يتغنّى سكانه عادةً بكثرة ينابيعه وجمال طبيعته ،مهدّد بالتصحّر والتحول إلى جبل عطشان!

ما يحدث منذ أكثر من شهر تحديداً جعل من المواطنين أسرى تجار المياه عبر الصهاريج وأسواقهم السوداء، بفعل انعدام التغذية تقريباً عبر مياه مؤسسة بيروت وجبل لبنان.

بإختصار، تُعاني المؤسسة، كما تؤكد مصادرها، من شحٍّ في تأمين مادة المازوت لتشغيل المولدات والمضخات، مما أدى إلى تراجع التغذية إلى نسبة تفوق الـ60%، وعلى الرغم من توفر مادة المازوت لدى الشركات على سعر الدولار الفريش، إلا أن الشركة بقيت على هامش تأمين احتياجاتها من المادة على سعر مدعوم من خلال المنشآت. وتقول مصادرها أن المادة المرصودة لا تكفي لتغطية نطاق جغرافي يمتد من كسروان وحتى جزين.

أمرٌ من هذا القبيل دفع ببعض مدراء مؤسسة المياه ضمن مناطق الجبل اتخاذ خطوة من خلال الطلب إلى شركة "الأمانة" تزويدهم بالمازوت الإيراني، وهو ما يحدث فعلاً في العديد من قرى عاليه والشوف. لكن المشكلة التي تواجه "الأمانة"، تنحصر بالبيروقراطية. فعلى مؤسسات المياه الفرعية ضمن المناطق، التقدم بطلب رسمي إلى الشركة لتزويدهم بكميات على سبيل الهبة، في وقتٍ تنسحب البيروقراطية ذاتها على طبيعة تعاملات الشركة الخاضعة لآلية محددة عبر برنامج يُعدّ بطيئاً نسبياً، بالإضافة إلى جانب عدم القدرة على توفير مواد دائمة وبشكلٍ مستمر.

يحدث ذلك فيما الدولة اتخذت وضعية المتفرج!