"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

يترقّب اللبنانيون نتيجة الطعن المقدّم أمام المجلس الدستوري في قانون الإنتخاب الذي تقدّم به تكتّل "لبنان القوي"، لكي يتفرّغ كل مكوّن من المكوّنات السياسية لتحريك مكاناته الإنتخابية بشكل فعلي على أرض الواقع.

وإحدى الدوائر المهمة في انتخابات العام 2022، هي دائرة بيروت الثانية، التي تكتسب معركتها طابعاً خاصاً مع كثرة الأقاويل عن عزم الرئيس سعد الحريري الإمتناع عن المشاركة شخصياً في هذا الإستحقاق على غرار الرئيس تمام سلام والنائب نهاد المشنوق، وبحسب مصادر سياسية بيروتية، فإن هذه المؤشّرات والمعطيات تجعل من دائرة بيروت الثانية ساحة ومعركة إنتخابية غامضة في ظل ابتعاد الحريري شخصياً عن المشاركة في هذه الإنتخابات، رغم ما يحكى عن مشاركة تياره المنقسم في تلك المنازلة.

وفي قراءة مستندة إلى نتائج إنتخابات العام 2018، يتبيّن، بحسب المصادر، أن "الثنائي الشيعي" وحلفاءهما هم الأكثر تنظيماً في هذه الإنتخابات، وبالتالي، أكثر قدرة على حصد أكبر عدد من مقاعد هذه الدائرة – في حال اعتكف الحريري وسلام ـ مما يجعل من أمر منافسة "الثنائي الشيعي" وحلفائه أمراً بالغ الصعوبة.

وبالنظر إلى أهمية المقاعد السنّية الستّ، واشتداد المعركة حولها، مع تحرّك النائب فؤاد مخزومي، فضلاً عن "الأحباش"، تبقى مقاعد منسيّة في هذه الدائرة لعلّ أبرزها مقعد الروم الأرثوذكس ومقعد الأقلّيات، وهي هدف واضح ل"التيار الوطني الحر" مدعوماً من "حزب الله"، لحصد أكبر عدد من المقاعد المسيحية في لبنان.

وتابعت المصادر البيروتية نفسها، أن كافة القوى باستثناء "حزب الله"، وضعت المقاعد السنّية تحت مجهرها، فالحزب الذي حسم المقاعد الشيعية، يطمح إلى انتزاع المقاعد المسيحية، مستنداً إلى التشتّت الحاصل لدى تيار "المستقبل"، فضلاً عن سوء انتقاء أسماء المرشّحين من قبل قطبي الحريرية في بيروت، ونعني بهما أحمد الحريري وأحمد هاشمية.

وبإنتظار البتّ بالطعون الإنتخابية من قبل المجلس الدستوري، أضافت المصادر، يعمل "حزب الله" على ممارسة لعبته التي يتقنها جيداً، والمتمثّلة بحصد مقاعد منسيّة، تعطيه أكثريةً نيابية، بينما باقي القوى منهمكة بصراع حول مقاعد أساسية، لم تعد لها أهمية بسبب نوعية المرشّحين المفترضين.