Beirut
16°
|
Homepage
عن زعامة جنبلاط وغباء "الغرف السوداء"
علي الحسيني | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 04 أيار 2022 - 17:02

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

لم تسترح غرفة العمليّات التي يقودها النظام السوري بالتعاون مع حلفائه في مُحور الممناعة خارج وداخل الحدود اللبنانية منذ أُعلن عن تحديد موعد للإستحقاق الإنتخابي في لبنان في الخامس عشر من الشهر الحالي. لكن اللافت بنشاط هذه الغرفة، هو تحديد هدف واضح إسمه وليد جنبلاط للتصويب عليه من محاور عدّة تصبّ جميعها بتشتيت الصوت الدرزي وتوحيد بقيّة الصفوف الطائفية والمذهبيّة ضمن عملية حسابيّة بالقلم والورقة يُراد منها إنهاء الزعامة الجنبلاطية في الجبل كخطوة اوليّة لإنسحاب العملية هذه على كامل مساحة الوطن.

ذات يوم أفصح رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط عن جزء من مضمون حديث جرى بينه وبين الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله إتفقا خلاله على أن لكل شخص منهما عدوّ يمتاز بها عن الأخر بصفة خاصّة، ففي حين وصف جنبلاط عدوّه (النظام السوري) بالغبي، وصف نصرالله عدوّه (الإسرائيلي) بالذكيّ.


وقد ظهر مع الوقت أن وصف لعدوّه جنبلاط كان الأكثر دقّة بعدما تأرجحت توصيفات نصرالله لعدوّه بين ذكي وغبيّ وبين جاهل ومُشتبه، في حين أصرّ النظام السوري على تمسّكه بصدارة الغباء من خلال المحاور العديدة التي تسرّب منها لخلق فتنة درزيّة ـ درزيّة في الجبل عبر مُعاونيه ومُخبريه من داخل الطائفة نفسها، بالإضافة إلى مساعيه المُستمرة لمحو التاريخ الجنبلاطي وتهديد دائم لمسيرة الشاب النائب تيمور جنبلاط وعرقلتها بمجموعة خيارات تتوالى الغرفة ذاتها على تنفيذها تباعاً، ولن تكون بوّابة الإنتخابات النيابية أخر الخيارات هذه.

اليوم، تتمحور اللقاءات داخل الغرفة المذكورة حول تفعيل آلية الهجوم على وليد جنبلاط واختيار الخاصرة الأضعف لديه لاستهدافها، علّها بحسب إعتقادهم أن تُسهم بإحجام التأييد الشعبي لخط الحزب "التقدمي الإشتراكي" المُمتد من الجبل إلى بيروت التي يواكب أهلها مُرشّحهم النائب فيصل الصايغ في جميع خطواته ويشدّون على يده في معركتهم ذات التوجّه الواحد. من هنا وجد "النظام السوري" ومن يلفّ لفّه في لبنان، أن تحالف جنبلاط مع حزب "القوّات اللبنانية" يُمكن أن يكون الخاصرة الرخوة التي يبحثون عنها وبالتالي يُصبح من السهل فضّ قُسم من الدروز من حوله والذهاب نحو خيارات درزية بديلة، لكن لم يُخيّل لهم بأن كُل رصاصة تُصوّب على وليد جنبلاط إنّما تستهدف تاريخ الدروز ووجودهم وحاضرهم ومُستقبلهم، وأن التحالف الإنتخابي مع أي حزب لبناني يبقى عملاً مُشرّفاً خصوصاً إذا ما قورن بمرحلة سوداء من تاريخ لبنان لم يكن تُميّز فيها الإغتيالات الجسدية بين حزب وأخر أو بين طائفة وأخرى.

بعد سقوط الخيار الأوّل، صبّت الغرفة السوداء خلال اليومين الماضييّن تركيزها على إشاعة أجواء توحي بأن تسوية قد حصلت بين "حزب الله" ووليد جنبلاط تقتضي بان يسحب الأوّل المُرشح عن المقعد الدرزي في دائرة بيروت الثانية نسيب الجوهري لمصلحة مُرشّح جنبلاط في الدائرة نفسها النائب وليد جنبلاط وذلك من أجل خلق بلبلة داخل "الإشتراكي" وإشاعة أجواء بفقدان الثقة بين الشارع البيروتي ككل، وهي مُحاولة باءت أيضاً بالفشل خصوصاً في ظل تأكيدات وتطمينات من الصايغ نفسه للناخبين "البيارتة" بأن المُحاولات هذه تدل على عمق الأزمة التي دخل بها هذا المحور وتخبّطه حتّى داخل مُجتمعه وبيئته.

في أخر "خرطوشة" لها، رمت الغرفة السوداء "قُنبلة" دُخانية لتعمية الأبصار عن حقائق الأمور بفعل "الكباش" الحاصل بين حلفاء الخطّ الواحد، تمثّلت بمساعي يقوم بها جنبلاط لتأجيل موعد الإنتخابات النيابية، وهو الأمر الذي كشف عن عمق أزمة "الممانعة" الإنتخابية بعدما كشفت دراساتها وتحليلاتها وماكيناتها الإنتخابية، صعوبة وصول الجزء الأكبر من الحلفاء إلى المجلس النيابي وعلى رأس هؤلاء، من جرى إقناعهم أو من خُيّل إليهم، أن بإمكانهم هزّ صورة أو موقع وليد جنبلاط.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 9 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 5 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 1
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 10 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 6 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 2
تقريرٌ يكشف مصادر تمويل حزب الله 11 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 7 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 8 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر