"سبوت شوت"

لم تعد قوارب الموت لغزاً. تتكشّف يوماً بعد آخر خفايا وخبايا المافيا التي تُدير عمليّة الهجرة غير الشرعيّة، إلاّ أنّ بعض المعلومات الأمنيّة يتمّ التعتيم عليها لخلفيات وأسباب مشبوهة.
فما جديد هذه المعلومات؟

لم يكن قارب المأساة ليُبحر لولا ضغوط وتهديدات المافيا المُشغّلة. رفض قبطان المركب، أسامة نافذ، وهو فلسطيني الجنسيّة، الإبحار على اعتبار أنّ "القارب ذاهب إلى الموت ومن المستحيل أن يخرج منه ركّابه أحياءً"، إلاّ أنّ القرار كان في النهاية لضغوك الشبكة المنظّمة للرحلات.

12 رحلة غير نظامية خرجت من المياه الإقليمية اللبنانية في أيلول. 700 عائلة دفعت الثمن الباهظ، مرّةً "من جيبتها" ومرّة من سلامتها وأرواحها للخلاص من الواقع الجهنميّ الذي يحكم مصيرها في لبنان.
إحداها عائلة أحمد نبيل هاكو وأسمى ناصر دباغ، تعاني حتّى هذه اللحظة مُرّاً أسوأ من مُرّ البقاء في لبنان، وهي حتّى الآن مقطوعة عن السمع كلياً.

أمّا في تركيا، حيث تتواجد العائلة حالياً، فماذا حصل عند وصولها؟

تحوّلت المأساة من هجرة غير شرعيّة إلى إبادة جماعية بكل ما للكلمة من معنى، حيث حصل "سبوت شوت" على معلومات تُفيد بأنّ "لدى مديرية المخابرات في الجيش خيوط كبيرة حول ملف قوارب الموت ستؤدّي إلى كشف تفاصيل خطيرة عن المافيات التي تُبرمج هذه الرحلات والأساليب العنفيّة التي تستخدمها".

فهل نحن أمام تواطؤ مدروس بين جهات لبنانية ومافيا منظّمة للإستثمار في عوَز اللبنانيين؟
شاركونا تعليقاتكم.