"ليبانون ديبايت"

لا زال الشغور الرئاسي الشغل الشاغل لأهل السياسة، وإن كانوا عاجزين حتى الساعة عن التفاهم على شخصية يمكنها أن تصل إلى الكرسي الرئاسي لتحدث تغييراً في المشهد المظلم الذي يعيش داخله كل لبنان.

وسط هذا الجمود يحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري كسر الجليد بين الأفرقاء ويلتقي نواباً يستمزج أراءهم عن المخارج التي يرتأونها في موضوع الإستحقاق الرئاسي، وهو ما دفع الكثيرين للحديث عن محاولته جمع أكثرية نيابة لإنتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية. فما دقة هذا الحديث؟ وهل يقوم رئيس المجلس بهذا المسعى وإلى أين وصل؟

يصف عضو تكتل التنمية والتحرير محمد خواجة في حديث إلى " ليبانون ديبايت" أن كل ما يجري تداوله عن أن الرئيس بري يذهب باتجاه العمل على إيصال فرنجية بأكثرية الـ 65 نائباً ووفق هذا النصاب هو "كلام جرايد"، لا سيما أن رئيس المجلس حريص على الدستور.

وذكّر أن 13 رئيس جمهورية للبنان انتخبوا بنصاب الثلثين فما الحديث عن نصاب الأكثرية إلا كلام غير دستوري أو قانوني.

ويؤكّد أن ما يقوم به الرئيس بري هو التشاور بعد محاولتين سابقتين للحوار كان مصيرهما الفشل، فهو لن يبقى مكتوف اليدين، وهو يستمزج اليوم آراء الكتل والنواب، لأنه لا يمكن إنتخاب رئيس والنواب لا يتحدثون إلى بعضهم.

ويعتبر أن تحرك بري ضرورة اليوم بعد أن ثبت في الجلسات الماضية أن أي فريق لن يستطيع إنتخاب رئيس لوحده.

وإذ ينفي أي معلومات يملكها عن اللقاء بين الرئيس بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وطرحه قائد الجيش للرئاسة، يؤكد أن لا كتلة التنمية والتحرير ولا كتلة الوفاء للمقاومة أعلنتا عن إسم مرشحهما إلى الرئاسة.

ويؤكد أنه بطبيعة الحال أي لقاء يجمع رئيس المجلس مع نائب أو كتلة ما سيكون الموضوع الرئاسي هو المحور، لأنه يسعى إلى إنتخاب رئيس بأقصى سرعة لأنه لم نعد نستطيع أن نكمل بهذا الشكل، على حد تعبير النائب خواجة.

واذ يلفت إلى ما يعانيه المواطن اليوم يرى أن إنتخاب رئيس وتشكيل حكومة تحمل خطة إصلاحية لم يعد أمراً يمكن وضعه على الرف.

لذلك يخلص إلى أن الرئيس بري يستمزج آراء النواب قبل الدعوة إلى جلسة جديدة لا يريدها على شاكلة الجلسات السابقة، بل أن تكون جلسة منتجة تضع حداً للفراغ وتكون منطلقاً لقيامة الدولة.