رأى النائب العام البطريركي المطران سمير مظلوم، أن "موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي من الاستحقاق الرئاسي، غير قابل للتفسير والتأويل، خصوصًا لجهة دعوته النواب الى احترام الدستور والمهل، وتقديم مصلحة لبنان على المصالح الشخصية والحزبية، وأيضًا خصوصًا أنه ما عاد باستطاعة الشعب أن يتحمل نتائج الأزمات التي وضع فيها، علمًا أن المسؤولية الأولى والأكبر لانتخاب رئيس للبلاد، تقع على عاتق مجلس النواب انطلاقا من كونه المؤتمن الأول على انجاز هذا الاستحقاق وفقا لما يقتضيه الدستور، ولما تقتضيه المهل والأعراف".
ولفت مظلوم في حديثٍ لـ"الأنباء الكويتية"، إلى أن "كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري للمطرانين بولس عبد الساتر ومارون العمار خلال لقائهما معه في 9 حزيران الفائت، بأنه يفضل حوارا بين الفرقاء اللبنانيين يدعو اليه البطريرك الراعي، قد يكون موضع دراسة وبحث في بكركي بناء على الظروف والامكانيات المحيطة بالعملية الانتخابية، سيما وأن بكركي تجمع ولا تفرق بين اللبنانيين، شرط أن يكون أولًا حوارًا وطنيًا جامعًا بنوايا صافية وصادقة للخروج من الأزمة، وثانيا قصير المدى لتفادي إطالة عمر الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، معتبرا من جهة ثانية ان أي حوار بين اللبنانيين وان كان مكثفا وسريعا، يجب ألا يكون فقط للاتفاق على مواصفات الرئيس العتيد، انما أيضا على برنامج الحكومة التي سترافقه خلال عهده، وعلى مدى استعداد الكتل النيابية للتعاون معه في سبيل تسديد مساره على رأس الجمهورية".
وردًا على سؤال حول موقع بكركي بين مرشح المعارضة جهاد أزعور، ومرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية، أكد مظلوم أن "بكركي لا ولم ولن تدخل، لا في لعبة الأسماء، ولا في تفضيل مرشح على آخر، لا بل تعتبر كل ماروني كفئًا وجديرًا بتحمل هذه المسؤولية، وتتوافر فيه المواصفات المطلوبة التي تخوله قيادة السفينة اللبنانية، ويتفق عليه اللبنانيين، هو مرشح طبيعي، مؤكدا أن معركة الرئاسة ليست معركة بكركي، انما هي معركة كل لبنان، لاسيما الكتل النيابية المنتخبة من الشعب، والمدعوة لخوضها من منطلق صرف وطني، بعيدا عن الحسابات الحزبية والشخصية الضيقة".
وعما إذا كان الحل في ظل الانقسامات العامودية الراهنة، بانتظار كلمة السر من القوى الإقليمية والدولية، أعرب مظلوم عن "أسف بكركي لكون القضايا اللبنانية على اختلاف أنواعها وتعقيداتها، أصبحت قيد التداول الدولي لمساعدة لبنان على انهائها والخروج من النفق، معتبرا بالتالي انه بناء على مشهدية الانقسام العامودي المقيت بين اللبنانيين، فان أي مساعدة لانتخاب رئيس للجمهورية، أيا يكن مصدرها الدولي، مرحب بها من قبل بكركي وكل اللبنانيين"، مؤكدًا من جهة ثانية أن "أي مساعدة دولية على حل الازمة، لا تمس سيادة لبنان التي لم تعد موجودة أساسا نتيجة المحنة التي اوصلتنا اليها النزاعات والصراعات الداخلية".
وختم مظلوم مشيرًا إلى أن "التوصية الوحيدة التي تضعها بكركي في عهدة مجلس النواب رئيسًا وكتل ومستقلين، هي انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، والانطلاق لإنتشال لبنان من أزماته المتعددة والمتشعبة التي أسقطوها عليه، والتي حملت اللبنانيين الى الهجرة جماعيًا خوفًا من مصير أسود، ولا بد بالتالي من وعي ضمير المسؤولين، بأنه ما عاد باستطاعة لبنان أن يتحمل المزيد من الازمات بدءًا بالشغور الرئاسي، مرورًا بالانهيار الاقتصادي والنقدي، وصولًا إلى التدهور الاجتماعي وما أكثر تشعباته".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News