Beirut
16°
|
Homepage
لا داعي للعودة… "الترويكا راكبة" من دون الحريري
المصدر: فيتو | الاربعاء 31 كانون الثاني 2024 - 7:16

"ليبانون ديبايت" - محمد المدني

سعد الحريري مجدداً، عاد ليكون حديث الناس في لبنان مع اقتراب ذكرى استشهاد والده الشهيد رفيق الحريري. وكان غيابه الطوعي منذ عامين، قد أثّر في ديناميكية الحياة السياسية، وخصوصاً على المستوى السنّي، ولهذه الغيبة تداعيات كبيرة لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.

مما لا شكّ فيه، أن الحريري، ورغم غيابه، ما زال يحتفظ بحيّزٍ تمثيلي شعبي واسع، وهذا الحيّز يكتسبه من خلال 3 نقاط أساسية:
الأولى، هي العاطفة المرتبطة بطريقة تغييب والده الشهيد رفيق الحريري عن الحياة السياسية، من خلال عملية اغتيال هزت العالم بأسره. والنقطة الثانية، هي أنه ما زال ممسكاً بمفاصل الدولة العميقة السنّية، إذ إن الوظائف الرئيسية السنّية في الأمن والقضاء والإدارة ما زالت تابعة له، ومن مخلّفات عهده. والنقطة الثالثة، أن رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي، يتصرف بحرصٍ شديد في الحفاظ على الإرث المستقبلي، ولا يريد وراثته لا في طرابلس ولا على الساحة الوطنية.


يعتقد البعض، أن الحريري كان شريكاً في "ترويكا" سياسية تضمّه والرئيس نبيه بري والوزير السابق وليد جنبلاط، كما كان له في مرحلة ما "تحالف سلطوي" مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وبالتالي، كانت هذه الشراكات أو التحالفات تكفل له دوراً كبيراً في رئاسة الحكومة، وذلك ضمن قناعة "الثنائي الشيعي" بأن الحريري هو الأسلم لمشروعهم السياسي. لكن مع مرور الوقت، أثبت ميقاتي أنه قد يكون الركن السنّي في "ترويكا" جديدة يحاول البعض تركيبها للحفاظ على أسلوب إدارة البلاد كما كانت عليه قبل ثورة 17 تشرين.

ويعتقد آخرون، أن جزءاً أساسياً من قوة الرئيس الحريري الإقليمية، وتحديداً الدور الذي تمّ التوافق عليه من أجله بين السعودية وسوريا، ما سُمّي في ذلك الحين بـ (السين – سين)، بات مفقوداً الآن، فالسعودية لم تعد مهتمة بالتفاصيل اللبنانية كما كانت في السابق، هذا بالإضافة إلى توتر علاقتها بالحريري. أمّا سوريا، والتي تمّت معاداتها من قبل الحريرية السياسية، فهي أيضاً خارج إطار الساحة اللبنانية؛ بسبب المشاكل التي تعانيها نتيجة الإضطرابات والأحداث والحروب التي حلّت بها منذ العام 2012.

ومن الإيجابيات المرافقة لغياب الحريري، التنوّع الموجود في الساحة السنّية وانقسامها إلى ثلاثة معسكرات، ووجود طاقات جديدة وإصلاحية ووسطية غير متمحورة. أمّا سلبياتها، فهي أن غياب التماسك بين النواب السنّة، سمح بتضخيم الدور الشيعي والمسيحي على الساحة اللبنانية.

وبما أن لبنان يمرّ بفترةٍ عصيبة كانت نتيجتها الإنهيار المالي والإقتصادي، وسوء الإدارة والفساد الذي حلّ بالبلد على مدى عقود من الزمن، وكان لا بد أن يكون هذا الحدث هو أحد أسباب ونتائج ما يسمى "الترويكا" التي كان السنّة والشيعة والدروز وجزء من المسيحيين مشاركين فيها. بالتالي، لا بدّ من إعادة النظر في كيفية إدارة لبنان سياسياً بأسلوبٍ حديث يمنع السقوط في مستنقع الأزمات. وهذا يدعو إلى ما يُسمّى عدم وجود حصريات جديدة تحديداً عند الطائفة السنّية، على أمل أن تغيب هذه الحصريات عن الطوائف الأخرى أيضاً، كي تكون هناك عودة إلى حياة سياسية برلمانية ديمقراطية يقوم الجميع فيها بالتلاقي والإختلاف على المواضيع السياسية الوطنية، لا على المحاصصة الإقليمية والمذهبية.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بشأن "المظاهر المسلحة"... بيانٌ من الجماعة الإسلامية 9 انتشال جثة... البحث مستمر عن مفقودَين في الرملة البيضاء 5 هل يخسر اللبنانيون دولاراتهم المخبّأة في منازلهم.. أيضاً؟ 1
"جاهد حتى الرمق الأخير"... أمل تنعي عاطف عون! 10 وسط حشود من انصار حسن مراد... مهرجان لِحزب "البعث" في الخيارة! 6 التيار أصبح نصف "القوات"! 2
قتيل و3 جرحى في حادث على طريق ضهر البيدر! 11 توضيحٌ سعودي بشأن الخمور والمنتجعات السياحية! 7 القوات اللبنانية: لبيك يا جنوب... تسريب خطير عن لسان نائب قواتي! 3
بعد انقلاب مركبة داخل نفق المطار... على السائقين "توخّي الحذر"! (صورة) 12 "معجزةٌ عظيمة"... أول ظهور لـ بن غفير بعد الحادث (فيديو) 8 طلبٌ "هام" من التحكم المروري إلى المواطنين! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر