أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء عن تنفيذ عملية نوعية أسفرت عن مقتل ذو الفقار حناوي، قائد "لواء الإمام الحسين"، في غارة جوية دقيقة على الضاحية الجنوبية لبيروت. العملية، التي نُفذت بتوجيه استخباراتي من هيئة الاستخبارات العسكرية، استهدفت حناوي، الذي يُعد من أبرز القادة العسكريين المرتبطين بحزب الله.

"لواء الإمام الحسين" هو إحدى أكبر الميليشيات العراقية-السورية، التي أسسها "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني. تأسس اللواء في سنة 2016 بإشراف القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، بهدف دعم الأجندة الإيرانية في سوريا ولبنان، وتعزيز قوة حزب الله. لعب اللواء دورًا بارزًا في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" ودعم نظام الأسد في سوريا.

يُعتبر اللواء من الأذرع العملياتية الأساسية لإيران في سوريا، حيث يشارك في العمليات العسكرية من خلال الهجمات البرية، القصف الاستراتيجي، والهجمات الصاروخية الدقيقة. يتركز نشاطه في مناطق مثل حمص وحلب، ولكنه وسّع عملياته ليشمل مناطق أخرى في سوريا مثل المعضمية، داريا، والقابون.

في سنة 2018، دُمج اللواء ضمن قيادة الجيش السوري بدعم إيراني مالي وسياسي، واستمر في تلقي دعم عسكري استراتيجي من فيلق القدس، بما في ذلك صواريخ أرض-أرض وطائرات بدون طيار. تورط اللواء في هجمات على القوات الأمريكية في سوريا، منها الهجوم على منشآت عسكرية قرب التنف في تشرين الأول 2021.

منذ 2018، تمركزت قوات اللواء في مرتفعات الجولان، حيث نفذت هجمات صاروخية ضد إسرائيل باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ. كما شن اللواء في آذار 2023 هجمات صاروخية على قواعد أمريكية في دير الزور.

اللواء يضم نحو 6000 مقاتل من جنسيات متنوعة، بما في ذلك مقاتلون من سوريا، لبنان، أفغانستان، واليمن. وكان ذو الفقار حناوي، اللبناني الأصل وناشط في حزب الله، يقود اللواء بعد أن شغل عدة مناصب قيادية في الحزب، بما في ذلك مسؤولية الشؤون الهندسية في وحدة "عزيز" وقائدًا لقوات حزب الله في منطقة حلب.

في إطار الصراع المستمر مع "حماس"، أُعيد نشر العديد من عناصر اللواء في الجولان وجنوب لبنان في سنة 2023 لدعم عمليات حزب الله ضد إسرائيل. ومن بين العمليات البارزة التي شارك فيها اللواء إطلاق مسيّرات انتحارية استهدفت عمق إسرائيل، بما في ذلك استهداف مدرسة في مدينة إيلات في تشرين الثاني 2023.