"ليبانون ديبايت"

أدخل تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري، الحزب السوري القومي الإجتماعي بنفق مظلم جديد بعد أن أخرج نفسه بصعوبة من النفق الأخير الذي كاد أن يشقه نصفين بسبب الإختلاف على إسم رئيس الحزب.

مرة جديدة، يوضع الحزب القومي أمام إمتحانٍ عسير فرفض القوى السياسية المسيحية تقديم مقعد لتوزير النائب أسعد حردان، أدى إلى ذهاب المقعد لصالح رئيس الحزب الحالي، الوزير علي قانصوه، أمر وإن حلّ عقدة توزير القومي بالنسبة إلى الحلفاء، لكنه عقد الأمور قومياً، كون "النظام الداخلي" للحزب يمنع على رئيسه أن يجمع بين الوزارة والرئاسة معاً.

أمر أعاد خلط أوراق القومي ووضع الحزب العريق أمام إمتحان الإلتزام بنظامه من عدمه. ولكي تتجنب القيادة الغوص في خضة جديدة، تكشف أوساط قومية لـ"ليبانون ديبايت"، أن "المجلس الأعلى وهو يعتبر أحد أرفع المؤسسات الحزبية بصدد الإجتماع والتباحث وعلى جدول أعماله إقتراحين، الأول يقضي بتكليف رئيس الحزب تسيير أمور الوزارة وبالتالي جمعه للمركزين بشخص واحد والذريعة هنا عدم طول مدة حياة الحكومة وعدم وجود دورة دستورية للمجلس القومي الذي ينتخب الرئيس، أما الإقتراح الثاني فهو عقد دورة إستثنائية لهذا المجلس وفتح باب الترشيحات وإختيار رئيس جديد بعد أن يقدم الرئيس الحالي قانصوه إستقالته على أن يبقى يشغل موقع الوزارة".

هنا، يستند القومي على أمرين فإن تأكد له أن الحكومة مستمرة لأكثر من فترة الستة أشهر أي التمديد لها بحكم التمديد التقني للمجلس النيابي من أجل الوصول إلى صيغة قانون إنتخاب، فيجنح، وفق مصادر القومي لـ"ليبانون ديبايت"، إلى إنتخابات رئاسية جديدة وإختيار رئيس جديد، أما إذا ثبت له أن الحكومة مدتها القصوى هي فترة الستة أشهر عندها يحشد لإخراجة تقضي بتكليف الرئيس الحالي تسيير أعمال رئاسة الحزب والوزارة معاً وتنتهي المشكلة.

ولغاية الآن، لا يبدو أن القومي متجه للتوافق على أمر من الأمرين، لكن ثمة من يردّد قومياً أن هناك إمكانية لإنتخاب رئيس جديد كون الجو السياسي لا يوحي بأن الإنتخابات النيابية ستجري في الفترة المقرر لها أي شهر حزيران القادم. وإنطلاقاً من هنا، ثمة من بدأ يتحدث عن أفضلية الذهاب لإنتخابات رئاسية قومية وعدم كسر النظام الداخلي كي لا يتحول هذا الكسر إلى عرف يسود لاحقاً، وعلى نفس المستوى ثمة من بدأ يلمح إلى وجود أسماء مقبولة مرشحة للفوز وهذه المرة سيكون رئيس الحزب السابق أسعد حردان بعيداً عن جوها كونه لا يحق له الترشح إلا بعد 4 سنوات لانه أنهى ولايتين متتاليتين.

وبحسب تقاطع مصادر الحزب القومي لـ"ليبانون ديبايت"، فإنه وفي حال السير في مشروع إنتخابات رئاسية جديدة، فإن القيادي جبران عريجي، وهو رئيس سابق للحزب، من أوفر القوميين حظاً للظفر في المنصب، كونه وجه إعلامي معروف وصاحب علاقات سياسية واسعة وشخص يحظى بمكان توافق بين جميع القوميين".