"ليبانون ديبايت"

استكمالاً لما بدأ موقع "ليبانون ديبايت" بعرضه على الرأي العام اللبناني من حلقات فساد مستشفى تنورين الحكومي، سنسلط الضوء اليوم على توابع حلقة الفساد الثانية التي تناولنا فيها سابقا تجاوزات مدير المستشفى الدكتور وليد حرب. وذلك عبر التعرف على كل من ساهم وساعد بتمرير مخالفات حرب أو تستر عنها، من الأطباء المراقبين في وزارة الصحة العامة ، وصولاً إلى مسؤولة قسم العمليات في المستشفى، والمسؤولة عن إدخال المرضى في قسم الدخول في المستشفى، مرورا بمدير العناية الطبية بالإنابة في وزارة الصحة العامة.

حيث تبين من التحقيق، كما ورد في قرار هيئة التفتيش المركزي رقم 18/2014. أن الطبيب المراقب في مستشفى تنورين الحكومي الدكتور طانيوس غطّاس بولس، كان يحضُر إلى المستشفى مرة واحدة في الأسبوع، وأن العديد من بطاقات التغطية لمرضى المستشفى، قد خلَت من موافقته وتوقيعه عليها، وبالتالي لم يتم التدقيق في الفاتورة الحسابية العائدة للمرضى قبل خروجهم. كما تبين أن الدكتور بولس قد وقّع أيضاً على طلبات استشفاء لمرضى لم يُدرج فيها اسم الطبيب المعالج أو الرمز الطبي، وأنهى بطاقات تغطية لمرضى كانوا لا يزالون في المستشفى ووقّع على مئات الفواتير لعمليات جراحية لحالات مختلفة جرى تضمينها معاينات طب عيون دون أي مبرر طبي، إضافة إلى توقيعه على عدد من بطاقات التغطية المنظمة باسم الدكتور عبدو خوري، وهي في الحقيقة، وبعلم الطبيب المراقب، تعود للدكتور وليد حرب.

علماً أنه، ومن واجبات الطبيب المراقب في وزارة الصحة العامة، أن يدقق في الفاتورة الحسابية لمرضى الوزارة، ويوقع عليها دون تأخير، ويتأكد من عدم دفع المرضى لأية مبالغ إضافية لما هو ملحوظ في العقد الموقّع بين المستشفى والوزارة. إضافة إلى التأكد من إدراج تاريخ دخول المرضى وخروجهم على بطاقة التغطية وتوقيعها، والتثبت من خروج مرضى الوزارة ضمن الدوام الرسمي، بعد الإطلاع على فواتيرهم وتوقيعها، ما يجعل من عمله مخالفة لموجبات العقد المبرم معه، ولواجباته الوظيفية المنصوص عليها في المادة الثامنة من المرسوم رقم 1434 تاريخ 24/6/78 (نظام التعاقد في وزارة الصحة العامة)، ما ألحق الضرر بالمال العام، ويقتضي معه مساءلته مسلكيا ومالياً، سنداً لأحكام المادة 14 من المرسوم رقم 1434/78.

كما تبين من التحقيق، أن رئيس قسم الصحة في قضاء البترون، الدكتور ي. ط. ض.، المسندة إليه مهام طبيب مراقب في مستشفى تنورين الحكومي، خلفا للدكتور طانيوس بولس، قام بالتوقيع على بطاقة تغطية للسيد كريكوار سمرجيان رقم 2197761 تاريخ 29/8/2008، بالرغم من عدم دخول هذا الأخير إلى مستشفى تنورين الحكومي بتاريخه. كما أقرّ الدكتور ض. بتوقيعه على بطاقات الاستشفاء بعد خروج المرضى، واستمهال الملفات الطبية حتى نهاية الشهر للتدقيق في الفواتير وتوقيعها، واقتصار حضوره إلى مستشفى تنورين الحكومي على ثلاثة أيام في الأسبوع، الأمر الذي ينهض مسؤوليته المسلكية والمالية، لإلحاقه الضرر بالمال العام.

... وفي السياق نفسه، نرى أن مدير العناية الطبية بالإنابة في وزارة الصحة العامة، ورئيس لجنة تدقيق الفواتير، الدكتور فايز خليل، لم يقم بواجباته لناحية تدقيق بطاقات التغطية ذات السعر المقطوع من الناحية الطبية، ما أدى إلى إدراج معاينات طب عيون غير مبررة، في الفواتير الاستشفائية العائدة لمستشفى تنورين الحكومي، ورتب على الخزينة أموالا دون وجه حق، إضافة إلى علمه بأن الدكتور وليد حرب هو مدير مستشفى متفرّغ ويعالج في مستشفيات خاصة عدة، ويتقاضى لقاء عمله هذا مبالغ مالية من وزارة الصحة العامة، الأمر الذي يرتب عليه أيضا مسؤولية مسلكية ومالية.

أما مسؤولة قسم العمليات في مستشفى تنورين الحكومي كوليت مطانيوس حرب، والمسؤولة عن إدخال المرضى في قسم الدخول في المستشفى المذكور كاتيا سليمان، فتبين من التحقيق، أنهما خالفتا أحكام المادة 12 من المرسوم رقم 12255 تاريخ 21/5/1998 (نظام المستخدمين والمتعاقدين في المؤسسات العامة التي تتولى إدارة المستشفيات الحكومية). وفي حين أكدت حرب خلافا للواقع بأن Dr.Ophtalmo هو الدكتور عبدو خوري، رفضت السيدة سليمان الإدلاء بأية معلومات عن مجمل الأسئلة التي طُرحت عليها، مكتفية بالإجابة بوجوب مراجعة الإدارة، وعدم علمها بأي أمر، ما يقتضي معه اتخاذ التدابير المسلكية المناسبة بحقهما.