ليبانون ديبايت - ريتا الجمّال

.. وأخيراً بات بإمكان المواطن اللّبنانيّ أنْ يُراقب الحركة في مراكز المعاينة الميكانيكيّة قبل أنْ يتوجّه إليها، ويُحاصر في طابورٍ طويلٍ لساعات من الوقت، كفيلة بالقضاء على يومه كلّه، وعلى "أعصابه". إذ إنّه وفي خطوةٍ جديدةٍ من نوعها، حديثة ومتطوّرة، قامت هيئة إدارة السّير بتركيب كاميراتٍ للمراقبة في مركزي الحدث ومجدليا، كخطوةٍ أولى، تُستتبع لاحقاً على صعيدِ فرعي زحلة والغازيّة.

هذا المشروع الذي يُشكّل خطوة نوعيّة مهمّة جدّاً ستسهّل أمور المواطن اللّبنانيّ، يُعدّ أحد البرامج الأساسة التي تدخل في إطار السّلة المتكاملة التي وعدت مدير عام هيئة إدارة السّير والآليّات والمركّبات المهندس هدى سلوم بتحقيقها خلال عهدها، إذ حرصت منذ اليوم الأوّل لها على مواكبة التطوّر التكنولوجي، على صعيد "التواصل الاجتماعي"، وتكنولوجيا المعلومات، من خلال إطلاق الموقع الإلكتروني الخاصّ بهيئة إدارة السّير والآليّات والمركّبات "www.tmo.gov.lb"، وتطويره بشكل يسمح للبنانييّن، بالحصول على كافّة المعلومات المتعلّقة بشؤون السّير وتسجيل السيّارات والاستحصال على دفاتر السّوق، وغيرها من الخدمات، ما يُتيح للمواطن الاطلاع على وضعه لناحية مخالفات السّرعة الزائدة على سبيل المثال، وجداول دفع الميكانيك، وعدادات الوقوف، وقراءة كافّة التعاميم الصّادرة عن الهيئة حتّى يبقى عالِماً بكلِّ ما يحصل من تطوّرات أو تغييرات وما إلى هنالك. فكانت هذه الخطوة بداية الطريق، الذي استُكمِلَ لاحقاً في إصدار رُخَصِ السّير الإلكترونيّة، ورُخَص السّوق البيومتريّة، إضافةً إلى تركيب لوحاتٍ إلكترونيّة إرشاديّة "VMS"، على مداخل العاصمة بيروت، لإرشاد السّائقين على حال الطرقات وحركة السّير، والتوعية المروريّة، من دون أنْ ننسى اللّاصقات الإلكترونيّة عند استيفاء رسوم السّير السنويّة، وغيرها الكثير من الإنجازات، وصولاً إلى الإنجاز الجديد الذي يتمثّل بتركيب الكاميرات لمراقبة الحركة في مراكز المعاينة.

وفي هذا الإطار، أكّدت سلّوم لموقع "ليبانون ديبايت"، أنَّ "كلّ المشاريع التي جرى تنفيذها، والأفكار التي تُطرح، والخطط التي يتمّ وضعها، تهدف بالدرجة الأولى إلى مساعدة المواطنين وتسهيل أمورهم وحماية أرواحهم، سواء أكان لناحية الخطوات السّابقة التي تحقّقت مثلاً على صعيد تطبيق قانون السّير للحدّ من الحوادث، أم فيما خصّ اللّوحات التي تمَّ تركيبها بهدف إعطاء السّائقين معلومات فوريّة ومباشرة عن حركة المرور، وغيرها من الخطوات التي تمَّ تنفيذها أو جرى طرحها وهي قيد التنفيذ".

وأضافت: "إنَّ هيئة إدارة السّير تتابع كافّة التفاصيل المرتبطة بالمواطن وشكواه لناحية ملفّ السّير بشكل عام، وتعلم جيّداً كم يعاني اللّبنانيّون عند إجراء المعاينة الميكانيكيّة، التي باتت أشبه بيومٍ أسود بالنسبة إليهم، فكانت فكرة البثّ المباشر من داخل مراكز المعاينة الميكانيكيّة الأكثر ازدحاماً أي الحدث ومجدليا، التي تتيح للمواطنين مراقبة الحركة في المركز، عبر الدّخول إلى "http://tmo.gov.lb/web-cams"، لاتّخاذ قرارهم بالحضور أو تأجيل ذلك لموعد آخر، حين تكون الحركة خفيفة. وبهذه الطريقة يمكن أنْ نساهم في حلّ هذه المشكلة الكبيرة التي يشكو منها الجميع ونوفّر على المواطن عناء الانتظار أقلّه "لساعاتٍ طويلة". مشدّدة على أنْ "هذه الخطوة ستُستكمل بالتأكيد في زحلة والغازيّة، لنؤمّن الرّاحة لكافّة المواطنين من دون استثناء".

وإذ أشارت سلّوم إلى أنَّ "ورشة العمل طويلة، على صعيد ملفّ السّير وبالتعاون مع الأجهزة المُختصّة والمعنييّن، سواء لناحية الإرشادات المتواصلة وحملات التوعية المستمرّة، وكلّ ما من شأنه حماية المواطن وتسهيل أموره، والتخفيف من حوادث السّير، وخسارة الأرواح"، شدّدت على أنَّ "الهيئة تعمل حاليّاً على إطلاق اللّوحات الذكيّة المزوّدة برقمٍ سرّي، والتي ستُركّب بطريقةٍ تحميها من أيّ عمليّة سرقة، كما وتحلّ مشاكل كثيرة ومخالفات لها علاقة مثلاً بوضع السيّارة على الأنقاض أو التلاعب أو التزوير".

وفي الختام، أعلنت سلّوم أنّه "بات بإمكان كلّ شخص، أنْ يختبر معلوماته بشأن امتحان السّير، من خلال الدّخول إلى الموقع الإلكتروني، والفقرة المخصّصة لهذا الموضوع، وإجراء امتحانٍ نظريّ، الأمر الذي من شأنه أنْ يساعده كثيراً كي يُصبح على جهوزيّة تامّة يوم الامتحان "الرسميّ"، والاطّلاع على المستندات المطلوبة لنيل رخصة سوق السيّارات"، واعدةً بخطواتٍ مستقبليّة كثيرة كتفعيل الخدمات أيضاً عبر الهاتف، وغيرها من المشاريع المتطوّرة والمُوَاكِبة للعصر والتقدّم، لوضع لبنان على خارطة الدّول المتقدّمة في كلّ ما له علاقة بملفّ السّير".