"ليبانون ديبايت"

يبدو أنّ إرهاصات المعركة الانتخابية بدأت تتمظهر شيئاً فشيئاً على الرغم من عدم وضوح الرؤية القانونية التي تنظّم إجراء العمليّة، الغائبة عن السمع كنتيجة لخلافات الفرقاء. لكن مكينات بعض الاحزاب النافذة، يبدو أنّها غير معنيّة بالإطار القانوني المتروك لأصحاب الشأن.

لا يمكن التكهّن بما ستنتجه الأيّام من الآن ولغاية الساعة صفر من يوم 20 حزيران القادم، لكن ارتفاع اللّافتات ذات النكهة الانتخابيّة المزيّنة بصور المرشّحين، وإن اُخفِيت غاياتها، تُنذر بقرب وصول الاستحقاق، وأنَّ مسألة حصول الانتخابات في هذا العام "حتميةً"، دون الغوص في شكل قانونها. الذي يسلك طريق الجنوب (صعوداً أو نزولاً) ويمرّ في مناطق قضاء الزهراني، يمكنه أن يُعاين بشكلٍ واضح ارتفاع لافتات تحمل صور رجل الأعمال "مرعي بو مرعي" الذي اختار أن تكون خلفيّته "برتقاليّة" مزيّنة بشعار التيّار الوطني الحرّ مع عبارة "ما بيصح إلّا الصحيح".

ارتفاع صورة "بو مرعي" التي كانت وزارة الخزانة الأميركيّة قد أزالت اسمه من لائحة العقوبات الماليّة مطلع الشهر الجاري، وضعتها مصادر قريبة من "التيّار" لـ"ليبانون ديبايت" في خانة "اللانتخابية"، معتبرةً أنّها "حملة مرتبط بإزالة اسم بو مرعي من على قائمة العقوبات الأميركيّة" لتركن في تفسيرها إلى العبارة المكتوبة (ما بيصح إلّا الصحيح)، لكن المتابعون، خاصّة من أبناء المنطقة، لا يجدون في رفع الصور إلّا مؤشّر على نيّة "الرابية" ترشيح "بو مرعي" عن مقعد الروم الكاثوليك، خاصّة وأنَّ الرجل "يستحق ذلك، كونه من أصحاب الأيادي البيضاء".

نفي المصادر القريبة من "التّيّار" يقابله ظنّ من أخرى ذات متابعة انتخابيّة، تُبدي اعتقادها، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أنَّ المعركة الانتخابيّة بين التّيّار الوطنيّ الحرّ وحركة أمل قد بدأت على نحوٍ ولضح من على أبواب المصيلح (قضاء الزهراني)، كون المكان الذي رُفِعَت فيه الصور، له رمزية معيّنة، فهو أوّلاً يقع على مدخل المقر الثاني للرئيس نبيه برّي، وثانياً "قلعة خضراء انتخابيّة لحركة أمل" التي تتمتّع بحضور في كلّ منزل من منازل المنطقة تقريباً، وكأنَّ "التّيّار" يحاول بطرقِ بابها أن يقول "إنّه موجود".

وفي تحليلها لرفع الصور، تقول المصادر إنَّ "أمور مقعد الروم الكاثوليك في الدورة القادمة، ستكون خارج التفاهمات الانتخابيّة السابقة التي وضعت الرئيس نبيه برّي وصيّاً عليه" متوقّعةً "طلاقاً انتخابيّاً بين حركة أمل والتّيّار الوطنيّ الحرّ في دائرة الزهراني"، ما سينتج عنها معركة انتخابيّة "غير سهلة".

ولا يُخفى أنّ التّيّار الوطنيّ الحرّ يميل إلى نقل مقعد الزهراني الكاثوليكي إلى قضاء جزين، لتحريره من الثقل الشيعي، وهو ما يجد معارضةً شديدةً من الرئيس نبيه برّي "المتمسّك بالنكهة الإسلاميّة المسيحيّة للقضاء"، ما أعطى للصراع في هذه الدائرة بعداً إضافياً.

تجدر الإشارة إلى أنَّ قضاء الزهراني، ذو تنوّعٍ طائفيّ، إسلاميّ (شيعي) مسيحي (كاثوليكي)، لهم الشيعة مقعدان والكاثوليك مقعد يشغله حاليّاً النائب ميشال موسى المنضم لكتلة الرئيس نبيه برّي (التنمية والتحرير)، وللشيعة فيه ثقل انتخابي، كما للكاثوليك وزن مؤثر.