"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
ودّع لبنان اليوم رئيس "الكتلة الشعبية" النائب والوزير السابق الياس سكاف في مأتم مهيب يليق بالكبار والزعماء و"الآوادم"، حيث انطلق موكب الجثمان صباح اليوم من امام مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت ومرّ بمحطات كثيرة أنزل فيها نعش الراحل محمولا على الاكف وسط تلاوة الصلوات، واطلاق المفرقعات، ونثر الورود والارز، وبكاء الاهالي الذين جهّزوا بلداتهم خصيصاً لاستقباله فعلقّوا صوره ويافطات عبّرت عن حبّهم الكبير وتقديرهم له، ملقين عليه التحية قبل ان يصل الموكب الى كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة حيث يحتفل بـ" الوداع الكبير" لتحط بعدها رحلة البيك الاخيرة في مدافن العائلة في بيادر زحلة.
الياس سكاف، "الآدمي" كما وصفه اللبنانيّون، بنى مسيرة سياسية ووطنية طويلة، وعُرف في زحلة والبقاع بعطاءاته واعماله الانسانية والخيرية، واستطاع ان يشكل حالة استثنائية في حياته كما في مماته، فالرجل السياسي الذي اجمع على حبّه الخصوم والحلفاء، أحبّه اللبنانيون من مختلف الانتماءات السياسية، الطائفية والمذهبية وحزنوا على خسارة لبنان "انسان" قل نظيره، لان الآدمي" الذي لم يستطع ان يتغلّب على المرض اللعين، نجح في التغلب على الاصطفافات السياسية، والفساد السياسي، وتمكن من المحافظة على اسم الراحل جوزف سكاف، فكان خير خلف لخير سلف، وتابع مشوار والده، اذ لم يخيّب امال الزحليين والبقاعيين فملأ مكان البيك الكبير، وبات رمزاً يحلف ابناء المنطقة باسمه.
اليوم الاربعاء 14 تشرين الاول 2015، ذكرى سيكتب عنها التاريخ، لانها حملت الحزن والفرح معاً، الحزن على رحيل سياسي نظيف، وانسان مخلص لوطنه، ولابناء بلدته، والفرح على مشهد لم نره منذ فترة طويلة، وصورة مواطنين بكوا الياس سكاف، مسلمين مسيحيين، سياسين معارضين وموالين، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساء حتى الشيوخ والمطارنة والكهنة ذرفوا الدموع واختصروا حياته بكلمات مؤثرة تدلّ على البصمة الكبيرة التي تركها البيك قبل ان يغادر هذه الحياة.
غدا، ستستيقظ زحلة من صدمة الوفاة، وستلبس الاسود، والشوارع التي اعتادت ان يزيّنها البيك بالاحمر والالوان المضيئة الفرحة بمناسبة الاعياد، ستنطفئ لكن ليس لفترة طويلة، فالاب الحنون على عائلته مسكت بيده السيدة ميريام جبران طوق الزوجة المحبّة التي سارت مع رفيق دربها المشوار السياسي والخيري من خلال مؤسسة الياس جوزيف طعمة سكاف الخيرية الاجتماعية، ووقفت الى جانبه في حياته ومرضه وستحرص على احياء اسمه في مشاريع كثيرة كما عودتنا ويأمل منها كل الزحليين والبقاعيين. وكما سيفعل ولديه اللذين سيثبتان مقولة " من خلّف ما مات".
الياس سكاف "الآدمي" عريس البقاع أعطى عروسه زحلة كل ما يملك ورحل، تاركاً وراءه ارثاً ثميناً من الانجازات السياسية والخيرية، ووصية كشف عن محتواها الصحافي جوني منيّر، الذي قال ان " سكاف طلب من زوجته أن تكون امينة وتتحمل المسؤولية السياسية من بعده. ليبقى بيت آل سكاف مفتوحا لجميع الناس"، كما طلب منها على الصعيد السياسي ان تسير بالخط الذي اعتمده مؤخرا، اي الوقوف مع زحلة والتمسك بالاستقلالية لمصلحة زحلة، ولم ينسى الناس فتمنى عليها تفعيل مؤسسة جوزيف سكاف الاجتماعية.
وداعاً الياس سكاف.. لبنان يشهد على اعمالك، وزحلة تشهد على تاريخك.. ونحن شاهدون على ذلك.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News