الى متى سيظل الرئيس الفلسطيني محمود عباس يبرر تعاطيه مع الاستخبارات الاسرائيلية وتنسيقه معها في ظل قتل الجنود الاسرائيليين لشعبه؟ الى متى سيظل موقفه متخاذلاً واسرائيل تقضم فلسطين قطعة تلو الاخرى؟ الى متى سيظل آملاً ان اسرائيل ستقبل بحل الدولتين فيما التوسع الاستيطاني قضى على فكرة الرجوع الى حدود 1967؟
الانتفاضة الثالثة اتت متأخرة لان الفلسطينيين كانوا يعانون من الرقابة المفرطة من داخل البيت ومن اسرائيل على حد سواء. لم تتوقف يوما اسرائيل عن التوسع على حساب الاراضي الفلسطينية ولم تتبدل نظرتها العنصرية تجاه الفلسطينيين فالجدار العنصري ازداد وسياسة البغض والكره المعتمدة من الدولة العبرية مستمرة والان تسعى اسرائيل الى تقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا فيما يبقى عباس متمسكا بسياسة الحوار مع الدولة العبرية متغاضيا عن كل ارتكاباتها وجرائمها.
للأسف اقنعت السلطة الفلسطينية نفسها بأن الحوار ينفع مع اسرائيل واستمعت للاستخبارات الاميركية بان عليها التنسيق مع الاستخبارات الاسرائيلية لتحصل على دولة. انما الغريب هنا ان السياسة الاسرائيلية واضحة ومكشوفة بأنها لا تؤمن بحدود 67 ولا بدولة فلسطينية انما السلطة الفلسطينية هي التي لا تريد ان ترى ما يحدث امامها. وهنا نتساءل الم يتعلم عباس من تجربة ياسر عرفات في اوسلو مع الاسرائيليين؟ ان ياسر عرفات كما عباس أراد تصديق اسرائيل بأنها ستفي بوعودها الا ان الاخيرة نكثت بكل ما قالته في اتفاق اوسلو ولم تنفذ البنود بل بقي الاتفاق حبرا على ورق. وها هي التجربة العرفاتية تتكرر مع عباس مع المزيد من التنازلات والتضحيات لصالح الدولة العبرية.
والحال ان اسرائيل تقتل الشعب الفلسطيني دون ان ترحم امرأة حاملاً او طفلاً صغيراً او شاباً اعزل من رصاصها الغدار في حين تتخذ السلطة الفلسطينية موقفا متخاذلاً لا يليق بدماء الشهداء الذين سقطوا في هذه الانتفاضة الثالثة او انتفاضة السكاكين والانتفاضات السابقة ولا بدماء شهداء فلسطين كلهم. ان الشباب الفلسطيني اشد معرفة بعدوهم من رئيسهم فهم يعلمون ان الاسرائيليين يعميهم الكره والوحشية ولا يؤمنون بمنطق الحوار فيما رئيسهم عباس ومجموعته يعميهم الغباء والتخاذل والانحراف عن مسار تحقيق العودة واسترداد الارض.
وقصارى القول ليس غريبا ان تناور اسرائيل وتضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات التي تجريها مع الفلسطينيين اذا كان زعماءهم لا يرفعون سقف مطالبهم ويذلون انفسهم.
فكم نجد الامر حزيناً عندما نشاهد الشباب الفلسطيني يُقتل وزعيمه ينسق مع الاستخبارات الاسرائيلية.
كم الامر حزين ان يعيش الفلسطيني حياة لا تشبه حياة الاخرين.
الى متى سيظل الفلسطيني يعيش في ظروف غير طبيعية وغير انسانية؟ الى متى سيظل الفلسطيني مهدور الحقوق على ارضه، مشرداً في وطنه؟ اما السؤال الاهم الى متى سيتخاذل الزعماء الفلسطينون بحق شعبهم منتظرين ان تحدث اعجوبة من الجانب الاسرائيلي الذي لا يعرف الرحمة ولا يعرف الا الدمار والقتل؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News