"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر:
عشية تبلّغه بالموعد السّري لزيارته للملكة العربية السعودية، خرج وليد جنبلاط على اللّبنانيين مفجراً قنبلته معلناً استعداده لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. في تلك الليلة كثر الهمس في الكواليس البيروتية عن مغزى المفاجئة وظروفها وتوقيتها. احدا لم يكن على دراية بان "بيك" المختارة حزم حقائبه حضر ملفاته للانتقال الى الرياض ، حاملا معه "ملامح" مبادرة يتوقف البوح بها على ما سيسمعه من المسؤولين السعوديين.
تنطلق المبادرة من نقطة التعويض على العماد عون بعد سقوط تسوية ترقية العميد شامل روكز، عل ذلك يفتح الطريق نحو دمشق، حيث تكشف المعلومات المتوافرة ، بانها سلة متكاملة: انتخابات رئاسة جمهورية، قانون انتخابات نيابية على اساس نسبي وبخمسة عشر دائرة مع تعديلات بسيطة ،حكومة وحدة وطنية برئاسة المستقبل، يضمنها اتفاق سعودي - ايراني بضمانة اميركية - روسية تعيد فصل الملف اللبناني عن ازمات المنطقة وبخاصة تداعياتها السورية ، مع نجاح الاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية في ابعاد كأس الارهاب المر بشكل كبير عن لبنان.
غير ان حسابات حقل رئيس جبهة النضال الوطني لم تتطابق وحسابات البيدر السعودي، اذ بعيدا عن العموميات التي جرى تسريبها بعد "القمة" التي جمعته بالعاهل السعودي ، فان النائب جنبلاط عاد الى بيروت غير مطمئن لما سمعه والتقطه من اشارات ، تصب كلها في خانة استبعاد الحلول والاتجاه نحو مزيد من المواجهات في المنطقة ، والابرز بحسب مصادر دبلوماسية متابعة، إصرار المملكة على عدم السكوت عن التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا والذي يرمي الى اعادة خلط الاوراق لصالح الرئيس السوري ونظامه ، خلافا للاتفاق السري الموقع مع موسكو، وبالتالي قرار بالمواجهة المفتوحة مع "محور الممانعة" بكامل مقوماته ، مقابل اعادة ضخ الدم في عروق قوى الرابع عشر من آذار وازالة الفتور الذي اصاب العلاقات بين مكوناتها على خلفية الانقسامات الحادة في المواقف حيال بعض الملفات الاساسية المطروحة، ما يسقط عمليا بالضربة القاضية المبادرة التي ولدت ميتة.
وحده الوزير السابق وئام وهاب، طبعا بعد الرابية التي بدات تشتم رائحة عودة الابن الضال، تلقفها موجها رسالة واضحة لجنبلاط، متناسيا تغريدته الشهيرة، "اذهب الى الحاج وفيق صفا وابلغه بانك ستنتخب ميشال عون .... عندها ستفتح لك الكثير من الابواب والآفاق المغلقة". فالرسالة تقرأ من عنوانها وناقلها يتمتع بمصداقية لدى مرسليها.
يبدو ان الزيارة السعودية ، التي جاءت ايجابية لجهة كسر الجليد في العلاقة الشخصية ، ستتبعها بعد ايام زيارة الى ايران محاولا احداث خرق عجز عنه في المملكة ،مسوقا لنتائج الحوار الاسلامي - الاسلامي بين المستقبل وحزب الله. لكن هل طوت زيارات الساعات الصفحة الخلافية بين الطرفين؟ هل يختلف ما بعد الزيارة عما قبلها؟ هل ينقلب وليد جنبلاط على عادته ليصبح في حضن الثنائي تيار-حزب؟وماذا عن تموضعه السياسي واين ؟ في "حضن" الثنائية السنية - الشيعية، ام في كنف الرابع عشر من آذار ؟ ام بحثا عن فريق وسطي ينضم اليه في لعبة بيضة القباض التي تستهويه ؟ وماذا عن الفرحة العونية التي لن تكتمل على الارجح.
عشرات الاسئلة التي تبقى ..... دون جواب. فالبيك نفسه ومرافقوه عاجزون عن حل طلاسم "الحزورة" الجديدة في زمن الانقلابات .... حتى على الذات ....والحروب المقدسة الاورثودكسية - السنية التي يعمد البعض على النفخ في بوقها.... حاملا راية "دولة المافيا" المتسترة وراء غطاء الكنيسة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News