"ليبانون ديبايت" -فادي عيد:
التشاؤم هو سمة المرحلة المقبلة في ظل انسداد الأفق حيال أي انفراجات قريبة بالنسبة للإستحقاقات الدستورية، أو الأزمات الداخلية وفي مقدّمها أزمة النفايات المستعصية حتى اليوم. فالتصعيد السياسي غلب على كل مساعي التسويات، وأدخل الساحة الداخلية من جديد في نفق المجهول، لا سيما بعد ارتفاع نبرة الخطاب السياسي بين "المستقبل" و"حزب الله". ويدرك الرئيس تمام سلام، تمام الإدراك، الوضع المعقّد الذي وصلت إليه حكومة "المصلحة الوطنية"، الأمر الذي قد يحمله على تجميد وفرملة أي دعوة إلى جلسة حكومية في الأمد المنظور، إلا في حال تبلورت قضية النفايات ورست على تسوية سياسية تسمح بطي هذه الصفحة من خلال جلسة حكومية يتيمة.
فعلى الرغم من اعتبار الحكومة قد دخلت بحكم الأمر الواقع في طور تصريف الأعمال، فإن لا مصلحة مباشرة لأي طرف سياسي مشارك فيها سواء كان من فريق 8 أو من فريق 14 آذار، أن تسقط هذه المؤسّسة الوحيدة التي ما زالت قائمة بصورة شرعية ودستورية، وتمثّل الصورة شبه الوحيدة على استمرارية الدولة اللبنانية، خصوصاً بالنسبة للخارج. لا سيما وأن سقوط الحكومة السلامية، يعني من الناحية العملية سقوط معادلة الإستقرار الأمني القائمة في البلاد، وبالتالي، انهيار المؤسّسة الوحيدة التي تؤمّن مصالح الناس المباشرة، علماً أنه من الصعب توقّع أي انفراجات في ضوء المناخ الإقليمي المتفجّر.
وفي ظل تنامي المخاطر الحقيقية على الوضع الحكومي، فإن استقالة مجلس الوزراء تبدو مرجّحة في حال انهار الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، واستمرّ التراشق بين مكوّنات الحكومة وعملية تعطيلها. فالرئيس سلام يعيش منذ فترة في أجواء مثل هكذا سيناريو، بعدما تبدى له بشكل واضح أن هناك فريقاً داخل الحكومة لا يترك مناسبة إلا ويسعى من خلالها إلى "وضع العصي في دواليب حكومته"، في حال لم يتم التجاوب إلى ما يطالب به، فهل بدأت الحكومة تلفظ أنفاسها الأخيرة؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News