تنتج المستشفيات اللبنانية ما بين 10 الى 12 طنا من النفايات الطبية يومياً، تسلمها الى جمعية «arc en ciel» التي ترسلها بعد تعقيمها الى الطمر في الناعمة. اليوم، وبعد مرور اكثر من ثلاثة أشهر على إقفال المطمر، ما هو مصير هذه النفايات وأين تذهب؟لفت نقيب المستشفيات سليمان هارون الى أن غالبية المستشفيات متعاقدة مع جمعية«اركنسيال» التي تتولى جمع نفايات المستشفيات وتعقيمها، اما ماذا تفعل بها بعد تعقيمها، في ظل تفاقم أزمة النفايات حالياً، «فلا علم لي خصوصاً وأنها كانت في السابق ترسلها الى المطمر بعد تعقيمها». وأشار الى ان الجمعية (arc en ciel) شكت أخيراً من وصول مخازنها الى قدرتها الاستيعابية القصوى، لكنها حتى الساعة لا تزال تأخذ نفايات المستشفيات.
وإذا كانت «اركنسيال» لا تزال ملتزمة جمع النفايات الطبية من المسشفيات فلماذا أنذرت وزارة الصحة اخيراً ثلاث مستشفيات بسبب رميها النفايات الطبية من دون معالجة. عزا هارون السبب «لأن هذه المستشفيات لا تسلم كل نفاياتها الى هذه الجمعية. لكنه أكد أن هذه الانذارات تم أخذها بالاعتبار وأن المستشفيات تجاوبت وحسّنت أوضاعها وهي اليوم تسلم كل نفاياتها لـ «اركنسيال».
أما عن ايجاد مخلفات طبية في البحر والتهم التي سيقت في حق المستشفيات عن انها تتخلص من نفاياتها برميها في البحر، أوضح هارون: أن نقابة المستشفيات تتابع بجدية هذا الموضوع، فلا أحد يمكنه ان يؤكد أن هذه النفايات الطبية التي وجدت في البحر تعود للمستشفيات، خصوصاً وأن القسم الاكبر من المستشفيات في لبنان متعاقد مع «اركنسيال»
ولا مشكلة لديه في التخلص من الادوية أو النفايات الطبية، فيما المشكلة أو ما يجب الاضاءة عليه هو كيف تتخلص العيادات الطبية من نفاياتها خصوصاً وان بعضاً منها مخالف ويجري عمليات جراحية ضمن العيادات الطبية الوضع الذي نبهنا منه تكراراً. كذلك نتساءل كيف تتخلص المستوصفات من نفاياتها الطبية؟ والمختبرات؟
وغيرها... والمؤسف ان وزارة البيئة لا تشدد ولا تراقب عمل هؤلاء وكيف يتخلصون من النفايات. بناء عليه، أكد هارون ان النفايات المرمية في البحر لا تعود الى المستشفيات خصوصاً وأن وزارة البيئة كشفت على القطاع وأجرت مسحاً شاملاً في السابق، وأبدت ملاحظاتها تجاه بعض المستشفيات فتبلغوا بها وحسّنوها.
عمل «اركنسيال»
بعد جمع النفايات الطبية ماذا تفعل بها جمعية «اركنسيال» وكيف تتخلص منها في غياب المطامر؟ والى اي مدى قادرة على استيعاب المزيد منها؟ اسئلة أجاب عنها المعني بشؤون النفايات الطبية في الجمعية روماريك كازاريان الذي أوضح أنه بعد تعقيم النفايات الطبية تصبح مشابهة للنفايات المنزلية، وتالياً يمكن التصرف بها كأي نفايات منزلية.
اضاف: في الوقت الراهن نحن نخزّن النفايات في مستودعاتنا كما اننا في الوقت نفسه بدأنا بالتواصل مع المحافظ ومع المسؤولين للتوصل الى صيغة تسمح لنا بالتخلص من هذه النفايات ووضعها في مكانها الصحيح، وذلك وفق ما تراه الدولة مناسباً.
وإذ أكد ان لدى الجمعية راهناً كمية كبيرة من هذا النوع من النفايات، لفت الى ان الجمعية باشرت بارسال رسائل الى المعنيين لمناشدتهم ايجاد حل، وأشار الى ان كمية الاستيعاب المتبقية ترتبط بكمية النفايات التي تنتجها المستشفيات. ورداً على سؤال، اكد كازاريان ان نشاط «اركنسيال» يغطي نحو 80 في المئة من المراكز الصحية الموجودة في لبنان من ضمنها مستشفيات وعيادات بيطرية ومستوصفات وعيادات اطباء الاسنان...
وعن اسباب الانذارات المتكررة التي يصدرها وزير الصحة وائل ابو فاعور للمستشفيات بسبب عدم معالجتها للنفايات الطبية، أوضح: إن «اركنسيال» تعمل منذ العام 2003 على جمع ومعالجة النفايات الطبية، وقد ابرمت عقوداً مع عدد كبير من المستشفيات والمراكز الصحية، لكن ما يحصل ان بعض المستشفيات تنتظر حتى يصلها انذار من وزارة الصحة حتى تبرم اتفاقاً مع الجمعية لمعالجة نفاياتها الطبية. ولفت الى ان الجمعية تتوسع في عملها وتركّب معدات جديدة لتتمكن من استيعاب عدد اكبر من المستشفيات.
نفايات المنازل
الى ذلك، تنشط «اركنسيال» في جمع واستقبال النفايات المفروزة، خصوصاً بعد تفاقم أزمة النفايات، وفي هذا السياق، لفت المسؤول عن النفايات المنزلية كريس ديرسركيسيان الى أن هذه الخدمة متوفرة في الجمعية منذ العام 2009 حيث كنا نجول على المنازل لجمع النفايات المفروزة، اي البلاستيك والورق والتنك، اما بعد ازمة النفايات حاولنا تلبية اكبر نسبة طلبات حتى وصلنا الى الطاقة القصوى ولم يعد بإمكاننا جمع المزيد من المنازل، اذ كل ما نملكه 4 شاحنات لم تعد تكفي حاجة كل لبنان، لذا اكتفينا بجمع النفايات من زبائننا المعتادين لكننا نستقبل في مراكزنا النفايات المفروزة من المنازل.
وتقع مراكزنا في سن الفيل جسر الواطي، سن الفيل جسر الباشا، بعبدا والحدث. ورداً على سؤال، أوضح ان الجمعية لا تستقبل الزجاج لأن ليس في لبنان اي مصانع لاعادة تدوير الزجاج.
اما الكرتون والبلاستيك والتنك المفروز فيوزع على المعامل المختصة، ويكمن دورنا في التأكد من ان الفرز صحيح، وحتى اليوم تقدّر نسبة الاخطاء في الفرز بـ35 في المئة. أضاف: نحن نتعامل مع نحو 11 بلدية، إذا وجدت اخطاء في الفرز اي وجد بين النفايات مواد غير قابلة للتدوير نُعيدها الى البلدية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News