المحلية

مرلين وهبة

مرلين وهبة

الجمهورية
الثلاثاء 20 تشرين الأول 2015 - 08:06 الجمهورية
مرلين وهبة

مرلين وهبة

الجمهورية

من طرابلس... 28 ألف طلب جواز سفر للمغادرة

من طرابلس... 28 ألف طلب جواز سفر للمغادرة

القلق يخيّم على أهالي عاصمة الشمال بعدما تخطّت أعداد المهاجرين الثلاثة آلاف مع عائلاتهم، في وقت تحدثت معلومات عن ارقام مخيفة تجاوزت الـ28 ألف طلب قدّمت للحصول على جوازات السفر استعداداً للمغادرة.دبّ الذعر بين أهالي مدينة الميناء عند انتشار خبر كاذب عن غرق قارب يقلّ هاربين من المدينة الى اوروبا، وعلى متنه أفراد من عائلة الصيداوي، وقد مرّ الوقت عصيباً قبل التأكد من أنّ جميع المغادرين من طرابلس الى تركيا فأوروبا بخير حتى الآن.

تختصر هذه الحادثة حالة التوتر الشديد الذي تعيشه طرابلس عقب موجة الهجرة الجماعية التي تجلّت مظاهرها بالزّحمة الشديدة عند مرفأ طرابلس أمام السفن المغادرة الى مرافئ تركيا. وكان الملفت تضارب المعلومات عن عدد المغادرين الذين لجأوا الى شبكات التهريب بهدف التخلّص من واقع البطالة والفقر المأسوي الذي تعيشه المدينة.

تجاهل تام للمسؤولين

منذ بداية هذه الموجة، لم يخرج تصريح سياسي لزعماء المنطقة تعليقاً على هذه الأزمة الاجتماعية الخطيرة في عاصمة الشمال وضواحيها في وقت ابتلع نوّاب المدينة ألسنتهم.

تأتي الميناء في طليعة المناطق التي تشهد هجرة جماعية وعائلية، ويتجلّى ذلك باليافطات المنتشرة فيها للإعلان عن منازل ومحال وسيارات معروضة للبيع بأبخس الاسعار.

وبعد الميناء، تحتلّ منطقة «القبة» الدرجة الثانية بحكم وجود أعداد كبيرة من أهلها في المانيا وقد وعدوا بمساعدة المهاجرين في الاقامة والمعيشة في المرحلة الاولى. بعدها تأتي منطقة الزاهرية وحي الحدادين والاسواق الداخلية التي عاشت الويلات نتيجة جولات القتال الطرابلسية، وها هي اليوم تلجأ الى الهجرة هرباً من المجهول بعدما وُعد أبناؤها بفرص عمل بعد الجولات العشرينية، لكنهم لم يتذوّقوا سوى الوعود في وقت هم بأمسّ الحاجة الى لقمة تُشبعهم مع اطفالهم الجائعين.

Tripoli Mazad

تشكّل الهجرة حديث الساعة في طرابلس، فمَن استطاع تأمين المبلغ المطلوب والذي يتراوح بين 1000 و 2000 دولار وفق عدد أفراد العائلة، يكون قد أمّن ثمن الرحلة المجهولة النهاية.

مصادر مواكبة كشفت عن دفعة جديدة ستنطلق قريباً، منتصف الاسبوع المقبل من منطقة الاسواق الداخلية، وأنّ هناك استعدادات حقيقية للمغادرة في وقت خرق إعلام طرابلس موقعاً جديداً على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو مُغاير لمواقع طرابلس الاخبارية التي كانت تبثّ أخبار جولات القتال.

هذا الموقع يحمل اسم Tripoli Mazad يعرض عبره أهالي المدينة أثاث منازلهم للبيع، وحتى «كراسي الهزاز» للاطفال والالعاب البلاستيكية والاواني المطبخية وذلك بداعي السفر والهجرة.

وفي السياق، أكّدت قريبة احدى العائلات لأنّ عائلتها باعت أثاث منزلها وكل ما تملك، عبر الموقع المذكور بما فيها «الكرسي الهزاز» لصغيرة العائلة «التي فضّل أهلها ترحيلها مع إخوتها الثلاثة الأكبر منها والمخاطرة بحياتها بالسفر بحراً عوض البقاء والعيش في الذلّ واللاعدالة تحت سماء الوطن»، وفق تعبيرها.

رحلة الموت

رحلة الموت كما يطلق عليها من تجاوَز هذه المغامرة تبدأ من شواطئ تركيا حيث يُهرّب المواطنون بقوارب صيد او قوارب مطاطية نحو جزر اليونان، ومن هناك ينقلون عبر القطارات أو الحافلات نحو حدود صربيا فمقدونيا والمجر قبل الوصول الى جنوب المانيا حيث يحتشد مئات الآلاف هناك.

كلّ ذلك وسط مخاطر كثيرة تبدأ بإمكانية ملاحقتهم من قبل سلطات هذه البلدان في حال وقوع المهرّبين في قبضة حرس الحدود وإبعادهم قبل الوصول الى الحدود الالمانية، لكن لا تنتهي هناك.

أمّا الأصعب فيُحدثنا عنه اهالي المدينة:

1 - محاولات مشبوهة لبعض عناصر مخابرات حرس الحدود لإغراق القوارب المطاطية الممتلئة عمداً.

2 - وقوع المهرّب في قبضة حرس الحدود في عرض البحر فيجبرونه على الاختيار: امّا العودة أو توقيقه.

3 - إكتظاظ المراكب المطاطية، والثقل الذي يعرّض المركب للغرق بالاضافة الى سوء أحوال البحر والموج الذي قد يتقاذَف المراكب والمهاجرين.
لكنّ الجدير ذكره أنّ هذه المخاطر تبقى «على ذمّة الراوي»، في وقت يخبر «ابو احمد»، وهو سائق أجرة قرب ساحة التل، كيف نجح ابنه (عمر ابو شنب) في الوصول مع زوجته واولاده الى المانيا.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة