خاص "ليبانون ديبايت" - فادي عيد :
كشف رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، أن مفتاح التسوية الرئاسية اللبنانية هو اليوم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تنتظر أن يوافق الغرب والدول العربية المعنية على بقاء نظام الرئيس بشّار الأسد، مقابل السماح بانتخاب رئيس لا طعم ولا رائحة له. وأوضح أن هذا الموقف معروف بالنسبة لعواصم القرار في المنطقة والعالم، وأن التعاطي معه يتم من خلال ترقّب نتائج ما ستؤول إليه التسوية التي ستكون شبيهة بتسوية "الدوحة" في العام 2008، والتي أتت بالرئيس ميشال سليمان إلى قصر بعبدا، رغم كل المواقف السياسية اللبنانية المعترضة، والتي ساهم يومها "حزب الله" بتمريرها.
وشدّد على وجوب مواجهة "حزب الله" وانتخاب رئيس للجمهورية، بغض النظر عن أهداف المعطّلين ومصالحهم. وأكد أن "حزب الله" هو المستفيد الأول من تعطيل الإستحقاق الرئاسي، لأنه ينتظر القرار الإيراني الذي لم يُتّخذ حتى الساعة، وفي هذه المرحلة يسعى إلى تحقيق مكاسب داخلية من خلال العمل على الوصول إلى قانون إنتخابات نيابية توفّر له السيطرة الكاملة على مجلس النواب، وهو لذلك يطرح النسبية التي تؤمّن له هذا الأمر. وأكد أن قوى 14 آذار تقف في وجه المخطّط الإستراتيجي الحقيقي ل"حزب الله"، وهي لن تسمح له بأن يعزّز مكاسبه على هذا الصعيد، وهي مستمرة في المواجهة حتى النهاية.
وإذ توقّع الدكتور جعجع تصاعد وتيرة الصراعات العسكرية في المنطقة، لاحظ أن ما من تسويات قريبة تلوح في الأفق على الرغم من كل ما يُطرح عن تزامن التطوّرات الدراماتيكية في سوريا مع حلّ سياسي وشيك. وتوقّع استمرار المعركة لفترة طويلة في سوريا، مشيراً إلى أنه مقابل التدخّل العسكري الروسي ستدعم واشنطن بشكل جدّي المعارضة السورية، وقد سلّمتها في الساعات الماضية أسلحة نوعية ربما تصل إلى حدود منحها القدرة على إسقاط الطائرات. ورفض كل التحليلات حول استقرار الوضع الإقليمي بعد الإتفاق النووي بين إيران ودول الغرب.
وأشار الدكتور جعجع إلى أن قوى 14 آذار لم تنتهِ، وهي ما زالت موجودة، ولو كانت تواجه خطأً استراتيجياً بأسلوب تكتيكي في بعض الأحيان، لكنها، وبعدما خاضت الكثير من المعارك، ما زالت قادرة على السير إلى النهاية، وإن كان فيها من يتّجه إلى المهادنة في المرحلة الحالية مثل تيار "المستقبل" الذي له ظروفه الموضوعية التي تبرّر أداءه. وخلص إلى أنه من دون قوى 14 آذار، لن يكون هناك مشروع للدولة. مؤكداً أن موازين القوى، حتى في هذه المرحلة، هي لصالح قوى 14 آذار، داعياً إلى الإستمرار في الطرح السياسي ل"ثورة الأرز" والضغط باتجاه تحقيقه.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News