المحلية

placeholder

ميشال نصر

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 27 تشرين الأول 2015 - 08:40 ليبانون ديبايت
placeholder

ميشال نصر

ليبانون ديبايت

حزب الله – السعودية ضرب تحت الحزام

حزب الله – السعودية ضرب تحت الحزام

خاص "ليبانون ديبايت" - ميشال نصر"

السبت 24 تشرين الاول ....اطلالتان وتحديان، اسرائيلي وتكفيري، يجمع بينهما آل سعود ، اقله بالنسبة لجمهور حزب الله، في زمن استعادة جرح الحسن والحسين.... فمن الضاحية الجنوبية خرج امين عام حزب الله فاتحا النار على المملكة العربية السعودية وقيادتها، مستفيدا من الاتفاق الروسي-الايراني، المرعي الاجراء بموجب "الخط الاحمر" المفتوح بين تل ابيب وموسكو، تحت غطاء "السو" ، كما حصل في مهرجان النصر ابان حرب تموز 2006 ، بمفارقة وحيدة ان الاجواء الممتدة شمال الليطاني يومها كانت مسرحا "للميراج" والرافال " الفرنسيتين.

واذ تؤشر المعطيات المتوافرة الى ان حارة حريك قررت "كسر الجرة " مع الرياض عن سبق اصرار وتصميم ، بعد سقوط الحرب الباردة بين الطرفين وانقطاع "شعرة معاوية" في الزمن العشورائي، التي حوفظ عليها سابقا رغم الاتهمات المتبادلة من العيار الثقيل، يرى الكثيرون ان قراءة حزب الله للموقف تنطلق من ان الوجه السعودي للمنطقة، وبالتالي السني الى افول ، خاصة بعد الاتفاق النووي بين الغرب وايران من جهة، والتدخل الروسي الذي يصب في مصلحة محور الممانعة الشيعي، من جهة اخرى، والذي يشكل لبنان احد ابرز ساحات صراعه، الذي ما زال حتى الساعة على البارد، رغم محاولة "الممانعين" استثمار الميدانيات السورية بتحقيق ارباح سياسية في الداخل اللبناني.

من هنا يؤكد الحزب على قناعته بان الكلام الذي ساقه امينه العام ضد السعودية سيمر دون ان يترك اي تداعيات، ابعد من ردود الفعل الكلامية للوكلاء في بيروت، خاصة ان المظلة الحامية للبنان اصبحت دولية، لا تحتل السعودية على رقعتها دورا محوريا، وهو ما يجد ترجمته في استمرار الحوار بين الحزب الاصفر والتيار الازرق. فما كان في السر اصبح علنيا، وما تقوله طهران في الخفاء اعلنته الحارة للملئ، لتنقلب بذلك الادوار.

الا ان اخطر اوجه تلك المواجهة يتجلى في جانبه الامني، الذي طالما حمل في سنتيه السابقتين اتهامات بالتلميح للامير بندر بن سلطان بالوقوف وراء عمليات التفجير التي استهدفت المناطق الشيعية بقاعا وضاحية، وتصريحا بالمشارمة في اغتيال عماد مغنية، لتنقلب الصورة عام 2015 ويتحول حزب الله الى المتهم الاول بالوقوف وراء تدريب وتسليح وتجهيز شبكات تعمل في الخليج من الكويت الى البحرين مرورا بالسعودية، بهدف القيام باعمال ارهابية ، فضلا عن دور الحزب في العمليات التي يشنها الحوثيون ضد الجيش السعودي عند الحدود وداخل المناطق اليمنية. وفي هذا الاطار تكشف التقارير الدبلوماسية النقاب عن توقيف شبكة للحزب تعمل جنوب المملكة، كانت تعد لمهاجمة اهداف داخل المملكة، بقيت المعلومات حولها بعيدة عن الاعلام ،وقادت اعترافات اعضائها الى خيط يمتد الى بيروت، حيث بينت متابعته صحة التسريبات الاعلامية عن تحضيرات لاغتيال السفير السعودي في لبنان من قبل جهاز العمليات الخارجية في الحزب ، في عملية مركبة تتبناها احدى المجموعات المحسوبة على الجماعات الاسلامية.

غير ان الساعات الماضية شهدت تطورا نوعيا، رأت فيه الاوساط المتابعة، جرعة اضافية من التصعيد بعد الهتافات والتجييش "العاشورائي " ضد آل سعود، والاتهامات "بالقطارة" للرياض بتسليم 16 مسؤولا ايرانيا رفيعا لتل ابيب ابان حادثة تدافع "منى"، تمثل "بالعملية النوعية" المبهمة، التي شهدتها باحة الطيران الخاص في مطار بيروت، مع اكتشاف ٢٥ طردا وست حقائب، احتوت حوالي طنين من حبوب "الكبتاغون" موضبة للتهريب الى المملكة، على متن طائرة خاصة تابعة للامير عبد المحسن بن وليد بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود، متجهة الى منطقة حائل، تقصد المعنيون ابراز اسمه في وسائل الاعلام من خلال الاوراق الملصقة على الصناديق والتي اكدت السفارة في بيروت بانها لم تكن من ضمن الحقيبة الدبلوماسية، معتبرة ان ذلك ياتي بمثابة رد تحذيري اولي على خطوة المحكمة العليا السعودية مصادقة قرار حكم الاعدام بحق الشيخ نمر النمر، رغم تضارب المعلومات حول حقيقة ما حصل ، بين من يدعي اكتشاف سرية التفتيشات في قوى الامن الداخلي للعملية نتيجة تطبيق اجراءات التفتيش الروتيني المتبعة، وبين تسريب عن وقوف جهاز امني لبناني ، ذات صبغة طائفية معينة وراء العملية بعد وصول المعلومات الى رئيسه الاحد اثناء قضائه لعطلته الاسبوعية في قريته، ليخابر الامن الداخلي طالبا اتخاذ الاجراءات اللازمة.يشار الى ان معطيات التحقيق الاولي حملت الكثير من التساؤلات ، اولها حول "الفان" الذي سلم الحمولة "الملغومة" والجهة التي قدم منها،حيث تجري عملية فحص لما توفر من كاميرات المراقبة المنتشرة على طول طريق المطار، وثانيها ان الطائرة وبيع المعاينة تبين انها بالكاد تتسع لخمسة اشخاص، فاين كانت ستوضع الصناديق والحقائب ؟ والاهم ما هو السبب الغامض الذي جعل الامير يؤخر سفره لمدة اربع عشرين ساعة؟ حيث تركز التحليلات على مراجعة داتا الاتصالات العائدة لهاتف الامير واحد مرافقيه .الاكيد ان الاجابات لن تكون سهلة ، خاصة ان هناك من يتحدث عن كمين نصب "للضيف" السعودي ، وانه في حال ثبت ذلك فان الرد سيكون من "العيار الثقيل".

عليه تبدو المواجهة بين الحزب، الذي نجح بالتحول الى لاعب اقليمي، والمملكة الساعية الى الحد من التمدد الايراني، في الطريق نحو التفلت من الضوابط التي حكمت علاقة "اللاثقة" طوال السنوات الماضية. "فمسرحية المطار"،بحسب مقرب من السفارة السعودية ليست سوى اول الغيث في رحلة الالف ميل من رسم خريطة المنطقة الجيوسياسية ومناطق النفوذ على "رقعة شطرنجها" بالدم والمآسي، الممتدة من سوريا الى اليمن .... والتي قد لا تبقى بعيدة عن لبنان، حيث الحديث المتزايد عن حدث امني كبير يعيد خلط الاوراق، فاتحا باب الحلول على قاعدة "اشتدي ازمة تنفرجي" .... فهل يصدق التنبؤ من البوابة السعودية هذه المرة؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة