المحلية

طوني عيسى

طوني عيسى

الجمهورية
الأربعاء 28 تشرين الأول 2015 - 07:47 الجمهورية
طوني عيسى

طوني عيسى

الجمهورية

إهتراء مدروس ومعلومات خطِرة عن بعض الملامح

إهتراء مدروس ومعلومات خطِرة عن بعض الملامح

يتحدّث المطّلعون عن ملامح جديدة بدأت تبرز في لبنان، تؤكّد الاتجاه نحو الاهتراء، وهي الآتية:

1- لا انفراجات متوقّعة في الملف الرئاسي. وعملياً، لا أسماء سعى رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه إلى اعتماد أحدِها رئيساً للجمهورية.

وما حكِي عن المرشحين الثلاثة كان لجَسّ النبض لا أكثر، ولم يأتِ بجديد إلى لائحة الأسماء المتداولة في لبنان. وقد أعطِي الأمر أكثرَ من حجمه. وأمّا الوسطاء الآخرون، ولا سيّما الفاتيكان، فقد «رَفعوا العشرة»!

2- لن يستقيل الرئيس تمام سلام مهما تزايدت الضغوط، لأنّه سأل كبار الخبراء في الدستور عن الخطوات الممكنة. وهو يشعر بمخاطر خطوة من هذا النوع في ظلّ الفراغ الرئاسي.

لكنّه، في المقابل، لن يستمرّ فريسةَ التعطيل المتعمّد، هو وحكومته، إلى ما لا نهاية. وفي الأيام القليلة المقبلة، قد يتّخذ خطوات معيّنة تحت سقف الحِرص على مراعاة المصلحة العامّة.

3- فيما الصراع السياسي يتفاقم، تتسارع وتيرة الانهيار الاقتصادي- الاجتماعي. وفي الأسابيع الأخيرة، ترتفع شكوى عارمة في الوسط المصرفي من تزايد نسبة المدينين العاجزين عن التسديد للمصارف إلى مستوى غير مسبوق.

ويطالب بعض المدينين بإعلان إفلاسهم، لكنّ المصارف ترفض إفلاسَهم. فذلك ممنوع. وفي الفترة الأخيرة، وردت إلى حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة مطالبات بعدم إصدار المصرف حوافزَ حمائية للاقتصاد والمؤسسات الاقتصادية تمنعها من الإفلاس.

ووصَلت تقارير إلى بعض المعنيين تتحدّث عن أنّ نحو 60% من المؤسسات الاقتصادية تعاني وضعاً صعباً، وأنّ قسماً منها يقترب من إعلان إفلاسه.

ويشير البعض إلى أنّ المؤسسات التي تتلقّى دعماً من «حزب الله» مهيّأة للصمود أكثر، فيما المؤسسات الأخرى التي لا تنتمي إلى دائرة «الحزب» هي الأكثر معاناة. ومع تنامي هذا الموقف، قد يتمكّن الأقوياء من الانقضاض بأموالهم على الضعفاء.

وهذا ما سيبَدّل وجه لبنان واقتصادَه المعروف به تقليدياً، وربّما دوره الإقليمي. وهذا يشمل أيضاً ملكيات المصارف وتوزيع حصصها. وسيكون ذلك أكبر عملية «ترانسفير» اقتصادية وماليّة يشهدها لبنان منذ إنشائه.

وهذه المرحلة الماليّة والاقتصادية هي الأخطر لأنّها غير ظاهرة. والماكينة التي تتحرّك متكاملة، ولها عقل خارق وأدوات هائلة ومدعومة إقليمياً ودولياً. ومن هنا اقتناع «حزب الله» بأنّه سينتصر بعد التدخّل الروسي، في لبنان والعراق كما في سوريا.

4- تكشف معلومات أنّ زلماي خليل زاد، وهو أوّل سفير للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق بعد الحرب، وهو خرّيج الجامعة الأميركية ومعروف بحبّه للبنان، زار بيروت قبل أيام. وقال للّذين اجتمعَ بهم إنّ واشنطن ربّما تكون في صَدد إعادة بناء المنطقة على أسُس مدنية وديموقراطية، بدلاً من بعض الأنظمة القائمة على أسُس دينية وغير ديموقراطية. وفي رأيه أنّ إيران وقطر وتركيا وافقت على هذا الاتّجاه.

لكنّ خليل زاد انتقد غياب القادة الذين يتمتّعون بالمستوى المطلوب في لبنان. فالموجودون حاليّاً هم إجمالاً غير مؤهّلين لقيادة مرحلة العبور الصعبة. وقد زار الرجل عدداً من المسؤولين. وقال إنّ هناك سياسيين لا يهمّهم سوى الحسابات المصرفية وحماية المواقع.

فهناك حاجة إلى تغيير الطبقة السياسية في لبنان، بالتأكيد. ولكنّ السؤال المطروح: كيف سيتمّ التحضير لإسقاطها والمجيء بطبقة بديلة؟ وهل يستغلّ الأقوياء، ولا سيّما «حزب الله» موجة التغيير ليقوم بتركيب الطبقة التي تناسبه وتنسجم مع طرحه لمستقبل لبنان والشرق الأوسط؟.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة