المحلية

ليبانون ديبايت
السبت 22 تشرين الثاني 2025 - 12:07 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

"تعلم من الدرس"...وسقطتان للرئيس في خطاب الاستقلال مستفزتان للحزب!

"تعلم من الدرس"...وسقطتان للرئيس في خطاب الاستقلال مستفزتان للحزب!

"ليبانون ديبايت"


في الذكرى الحادية والثمانين للاستقلال، حمل خطاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مجموعة رسائل سياسية لافتة، بدا بعضها موجّهًا بشكل مباشر أو غير مباشر إلى حزب الله، ما أثار سلسلة ردود فعل وتحليلات حول دلالاتها. ويقدّم الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم قراءة نقدية لطريقة ترتيب بنود الخطاب وما تخلّلها من ثغرات، معتبرًا أنّ الرئيس حاول التأكيد على ثوابت جديدة، لكن بعض تعابيره بدت خارج سياق التوازن الدقيق المطلوب في هذه المرحلة الحساسة.


ويرى بيرم، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن تراتبية البنود الخمسة التي تناولها خطاب الاستقلال معقولة، فتناول موضوع التفاوض في آخر بند، خلافًا لكل المرات التي كان موضوع التفاوض يأخذ الأولوية بين البنود كافة، وهو أمر جيّد في ميزان المقاومة.


لكنه يشير إلى ثغرة أساسية؛ ففي البند الأول الذي يتناول الانسحاب الإسرائيلي وتسَلّم الجيش للنقاط المحتلة، لم يأتِ فيه على ذكر وقف إطلاق النار. فالانسحاب لوحده لا يكفي، فالعدو سيعود إلى إطلاق النار ساعة يريد رغم انسحابه، لأنه ليس من ضمانة. وكان الأجدر به أن يذكر ضرورة التعهّد بوقف الاعتداءات، ومن ثم الانسحاب، لتتدرّج البنود الخمسة ويكون التفاوض وفق خطاب 22 تشرين الثاني.


وبرأيه، إنّ الرئيس "تعلّم الدرس" واستطاع فهم الوقائع كما هي، ولم يعد مستعجِلًا بموضوع التفاوض.


ولكن بيرم يتوقف عند المعادلة التي يعتمدها الرئيس اليوم، حيث ذكّر البعض بأن حزب الله لم ينتهِ، وتحدث عن شقّين: بأن الحزب لم ينتهِ، والطائفة الشيعية لم تنتهِ أيضًا، لكنه في المقابل توجّه إلى حزب الله ليقول له إنه عليه أن يستوعب التحوّلات والتغيّرات، وبالتالي لا يجب أن يبقى على موقفه.


ويعتبر بيرم أن هذه المعادلة سطحية كما قال عنها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، كما لا يمكن للرئيس اتهام الحزب بعدم فهم التحولات، لأن الحزب في رسالته المفتوحة تحدّث عن واقع جديد تقبّله واستوعبه، والدليل أنه التزم بوقف إطلاق النار منذ بدء الاتفاق ولم يخرقه، عكس الطرف الآخر أي العدو الإسرائيلي. منبّهًا بأن الرئيس ما كان ليتمكن من الحديث عن البنود وضرورة انسحاب العدو لو أن الحزب لم يستوعب التغيّرات ويلتزم بوقف إطلاق النار.


كما أن بيرم، في قراءته للخطاب، تلمّس سقطة أخرى للرئيس من خلال ما تناوله بمصطلح "الدويلة"، فهذا غير مقبول عند الحزب من رئيس الجمهورية، لا سيما أن هذا المصطلح هو منطق فريق سياسي يستخدمه في حربه على الحزب، أي فريق 14 آذار والقوات اللبنانية. فلم يكن على الرئيس أن يتبنّاه، لأنه لم تكن هناك دويلة وهو يعرف هذا الأمر تمامًا.


وإذ يُسجَّل له أنه خرج من سقطاته السابقة باستخدام مصطلحات "حرب الآخرين على أرض لبنان" أو "قوة المنطق بدل منطق القوة"، فهو تجاوز هذه السقطات، لكنه وقع في سقطتين جديدتين بالحديث عن "دويلة تتوغّل على الدولة"، فهذه الصورة ليست صحيحة بالمطلق.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة