"ليبانون ديبايت" - فادي عيد:
شكّل الإتفاق الأميركي ـ الروسي المفاجئ على الإختلاف حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد في لقاء "فيينا2" منعطفاً بالغ الأهمية في المقاربة الغربية عموماً، والأميركية خصوصاً للأزمة السورية، انتقلت فيه القوى التي كانت تحرص على استبعاد النظام عن أي تسوية إلى الحديث عن دوره في مرحلة انتقالية مرتقبة. وبصرف النظر عن بعض الإعتراضات الغربية المسجّلة على هذا الإتفاق، كشفت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت، أن الإنخراط الأميركي الكامل بالمبادرة الروسية السياسية للأزمة السورية، يخفي في طياته نوايا مبيّتة لدى واشنطن التي تسعى لتوريط موسكو، وإن حرصت منذ بداية التدخّل العسكري الروسي في سوريا على وضع أطر معيّنة لما يمكن أن تصل إليه العمليات العسكرية من مستويات متقدّمة، خصوصاً لجهة التدخّل البرّي.
ولاحظت المصادر، أن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى مناطق النفوذ الروسي بعد ساعات على مؤتمر "فيينا2"، تحمل دلالات بارزة على التحوّل الواضح والكبير في الموقف الأميركي، وليس تجاه النظام السوري فقط، بل في اتجاه ازمات المنطقة، وذلك لجهة التنسيق مع روسيا وإيران في سوريا، وفي الوقت نفسه استفزاز موسكو، في محاولة لتسجيل أكثر من هدف في المرمى الروسي أولاً، كما في المرمى الإيراني ثانياً، وفي المرمى السوري ثالثاً. وأوضحت أن من أبرز هذه الأهداف السعي إلى استدراج الطرفين الحليفين للنظام السوري إلى مواجهة مباشرة على "طاولة فيينا2"، حيث طرح كل منهما أوراقه لتناقشها الأطراف الأخرى المشاركة.
وأشارت المصادر نفسها، إلى أن الديبلوماسية الأميركية قد تعلّمت درساً من السنوات السابقة، وخصوصا من تجربة المفاوضات النووية مع إيران، ولذلك، فهي حرصت اليوم على إشراك طهران في التسوية في سوريا، وذلك من زاوية إعادة التوازن وإفساح المجال أمام الديبلوماسية التي انتصرت في إنجاز الإتفاق النووي، لتحقيق إنجاز مماثل من خلال التوصّل إلى الحل في سوريا عبر المفاوضات، وليس عبر التدخّل العسكري.
وفي هذا المجال، تحدّثت المصادر الديبلوماسية ذاتها، عن اتجاه أميركي لتوظيف مفاعيل الإتفاق النووي الإيراني من خلال العمل للحصول على مكاسب، لقاء الإفراج عن الأرصدة الإيرانية والإقرار بالدور الإيراني في المنطقة، بدءاً من الساحة السورية. وأكدت أن كل طرف في لقاء "فيينا2"، يحمل أجندة سياسية مختلفة عن الطرف الآخر، ولكن وحدها واشنطن تحمل أجندة مخفية لن تتكشّف ملامحها إلا بعد الإنغماس الروسي في سوريا، حيث كانت الإدارة الأميركية أبدت تردّداً لافتاً في الحسم، فيما هي تصوّب على أهداف أخرى داخل الخريطة الروسية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News