مختارات خاصة

الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2015 - 06:43 الانوار

عسكريون يُستَشهدون حتى من دون أن يقبضوا رواتبهم

placeholder

حين يصعد النائب إلى سيارته وينظر في عيني مرافقه الذي يكون من أمن الدولة أو من قوى الأمن الداخلي، فأيُّ شعور ينتابه بأنَّ مَن يحميه لم يقبض راتبه بعد، فيما سعادته قبض راتبه والمخصَّصات وحتى كمية الزفت المخصصة له من وزارة الأشغال؟

ما هو شعور وزير الدفاع حين يسير في موكب فضفاض من المرافقين من الجيش اللبناني الذين لم يقبضوا رواتبهم، فيما هو مطمئن إلى أنَّ راتبه وصل إلى حسابه؟
إنها المفارقة المضحكة المبكية حيث أن الحامي محروم من راتبه فيما المحمي يتمتّع بكلِّ ما له.

لكن هذه المأساة لن تمرَّ هكذا، فالراتب لم يُؤخَّر عن العسكري فقط، بل عن أولاده وزوجته، وقد يكون معيلاً لوالديه، وهكذا يكون الحرمان قد ضرب عائلات بكاملها، فمَن يتحمَّل هذا العار؟
إنها العلاقة بين الجنة والجحيم:
النائب يعيش في جنة والعسكري في جحيم، والإثنان في سيارة واحدة، هذه السيارة، وهي للنائب بالتأكيد، معفاة من الرسوم الجمركية ومن الميكانيك ومن التسجيل، لأنَّ سعادته، لكي تكتمل سعادته يحقُّ له بسيارة معفاة من كلِّ ما سبق.

هذا النائب إذا ما أصبح سابقاً فإنَّه يتقاضى ٥٥% من راتبه، هذا إذا كان نائباً عن دورة واحدة، أما إذا كان نائباً عن دورتين فإنَّه يتقاضى ٦٥% من راتبه، وإذا كان نائباً عن ثلاث دورات فإنَّه يتقاضى ٧٥% من راتبه.
وإذا عرف الرأي العام ولا سيما العسكر وعائلاتهم أن هناك أكثر من 150 نائباً سابقاً مازالوا يتقاضون رواتب، كما أن هناك 100 عائلة من عائلات نواب سابقين مازالوا يتقاضون رواتب أيضاً، يتبيَّن حجم الإهدار في خزينة الدولة في دفع رواتب باهظة وهائلة لأكثر من خمسمئة شخص، بين 128 نائباً حالياً و150 نائباً سابقاً و100 عائلة لنواب متوفين.
في أيِّ بلدٍ في العالم تُدفَع مثل هذه الرواتب؟
كما في أيِّ بلدٍ في العالم يُحرَم العسكريون من رواتبهم؟
وللمفارقة، بالأمس فجراً استُشهد عنصران من الجيش في مواجهة مع زعران، وقد ذهبا في مهمتهما حتى من دون أن يتلقيا رواتبهما، فهل من قهر أكثر من هذا القهر؟

ليس هذا فقط بل إنَّ النائب يتقاضى 150 مليون ليرة من موازنة وزارة الأشغال كمكرمة زفت.

أيها النواب، أيها الوزراء، أيها المسؤولون إنه القهر بعينه:
عسكريون يُستشهدون حتى من دون أن يتلقوا رواتبهم.
عسكريون مرابضون في عين الخطر، من عرسال إلى الجنوب، ولم يتقاضوا رواتبهم.
عسكريون مخطوفون، وعائلاتهم لا تعرف مصيرهم ولا مصير رواتبهم.
حضرات السادة، قدِّموا رواتبكم للعسكريين، وإذا إنعقدت جلسة مجلس النواب، خَفِّضوا رواتبكم، حتماً أُلغوا رواتب النواب السابقين، ألغوا مخصَّصات الزفت، إدفعوا الجمرك والرسوم عن سياراتكم. عندها، وعندها فقط بالإمكان البدء بالتفتيش عن مصادر إضافية لتمويل الرواتب، أما إذا لم تقوموا بهذه الخطوات فإنَّ كلامكم يبقى شعارات جوفاء.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة