خاص "ليبانون ديبايت" – ميشال نصر:
رغم اعتقاد الكثيرين بان المعطل الاساسي للجلسة التشريعية هو التوافق المسيحي العالق عند عقدتي قانون استعادة الجنسية، التي ادرج على جدول اعمال جلسة تشريع الضرورة، الذي في حال اقراره سيكون تطبيقه غير عملي في ظل موجة هجرة وليس العكس، وقانون الانتخابات الذي لم ولن يدرج بادراك الجميع، لارتباطه بالتسوية الكبرى من شكل الحكم الى هوية الرئيس، وهو ما دفع برئيس جبهة النضال الوطني الى الانسحاب من الاتفاق المبرم مع الرابع عشر من آذار لجهة السير بالقانون المختلط، والذي كان يمكن تمريره بغالبية سبعين صوتاً.
غير ان الحقيقة المستترة، بعيدا عن انجازات "اعلان النوايا" الطيب، القابل للتعليق في حال قرر اي من الطرفين النزول عند رغبة الحليف، لارضاء حليف الحليف، تجد خباياها في الزيارة الملتبسة لنائب مدير وكالة الاستخبارات الاميركية البى بيروت، منذ ايام، حيث تناول في محادثاته مع المسؤولين السياسيين ضرورة اقرار لبنان لاتفاقات خاصة تتعلق بتجفيف مصادر تمويل الارهاب، سبق ان تعهدت بيروت بالسير بها، وهي : اتفاقية الامم المتحدة لعام 1999،القانون 318 المتعلق بان يكون لكل لكل دولة لائحة بالارهابيين المصنفين دوليا، قانون متعلق بادخال الاموال النقدية عبر الحدود، وقانون حول تبادل المعلومات بالنسبة للتهرب الضريبي، والتي ادرجها وزير المال تحت عنوان "قوانين اقتصادية ومالية"، وهنا بيت القصيد.
في هذا الاطار تعتبر مصادر دبلوماسية ان الولايات المتحدة الاميركية، ورغم الحديث المتداول عن صفقة ابرمت مع ايران حول حزب الله، انما الوقائع تبين عكس ذلك ، حيث ان التعليمات المعطاة الى جميع الادارات الاميركية تقضي بالتعامل مع الحزب بوصفه منظمة ارهابية، وبالتالي فان ما ينطبق على "داعش" ينطبق على الحزب، خاصة في ظل وجود أحكام صادرة عن المحكمة الفدرالية العليا تتعلق بقضايا عالقة امامها لا تسقط بمرور الزمن، وبالتالي لا يمكن لاي ادارة في البيت الابيض ايا كانت هويتها ان تتجاوز ذلك، مشيرة الى ان المسؤولين الذين زاروا لبنان ، من مختلف المستويات ابلغوا مستقبليهم ان القطاع المصرفي اللبناني سيكون في خطر في حال عدم التزام لبنان بما يترتب عليه. تحذيرات ارفقت باجراءات طالت مصارف وشخصيات ومرشحة للاتساع مع الوقت.
عليه تؤكد مصادر نيابية لبنانية ان حزب الله هو القطبة المخفية في لعبة الجلسة التشريعية المنتظرة، التي ايا كان مسارها، ستقود الى فتح ازمة جديدة، خاصة مع ادراك حارة حريك خوفاً من اشتداد الطوق المالي حولها، وصعوبة نقل الاموال بالشكل الذي كانت تتم به عبر صناديق تدخل من مطار رفيق الحريري الدولي بواسطة طائرات تابعة لشركة اميركية، شغل صاحبها مركزا رفيعا في العراق ابان الوجود الاميركي فيه، مستطردة بان الحزب رد التحية للاميركيين عبر تمريره رسالة غير مباشرة عبر الاعلام مفادها ان نزول العسكريين الاميركيين في سوريا على الارض، سيجعلهم في قبضة الحزب وستراهم واشنطن في الضاحية "لمبادلة الاسرى العسكريين في عرسال"، بحسب ناقل الرسالة.
ايا يكن يبقى مصير الجلسة معلقا على الكثير من الاحتمالات، في وقت تؤكد فيه احدى الشخصيات المخضرمة ان السيناريو الاوفر حظا حتى الساعة هو عدم اكتمال النصاب، بسبب الغياب المسيحي وانقسام نواب جنبلاط والحريري .... فيتحرر "الاستاذ" من الضغوط .... ويكسب حزب الله جولة جديدة لن تطول الى ابعد ....من شباط.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News