لكأنه الاستنفار النووي وينفجر. هل نتفق، اذا، مع باحثين غربيين بدأوا يتحدثون عن «موت الشرق الاوسط». لن يكون هناك سوى الشيطان(وقد تناهت اليكم قهقهاته) لكي يواريه الثرى..
ابحاث على ضفتي الاطلسي وتذهب الى ان ازالة "داعش" من مجتمعات المنطقة كمن يحاول ازالة الرمال من الصحارى. هذه ظاهرة تضرب في التاريخ، كما تضرب في الايديولوجيا. التاريخ والايديولوجيا التقيا في تلك النقطة الهائلة حيث لا مكان سوى للمجانين او للموتى...
لا حل في سوريا ولا حل في العراق بل لا حل في سائر البلدان العربية او الاسلامية سوى البقاء داخل هذه الدوامة، المتاهة، المقبرة، الى ان تحل القيامة. ها ان العديد من رجال الدين يبشرون بقربها. كل شيء متروك لذلك اليوم العظيم. تكاد تشعر، وانت تصغي الى مواعظهم، ان جبرائيل عاد فجأة من الظل ليهمس في آذانهم، بالموعد الذي ستقوم به الساعة...
ألا يتماهى الذهاب في لعبة الغيب الى هذا الحد مع الذهاب في لعبة العدم؟ هكذا يتحول الاسلام من حالة الهية، وفيها كل اشكال التجلي، الى حالة عدمية وتختال على جدران المقابر...
الابحاث الغربية تسأل عن البديل من تنظيم الدولة الاسلامية. وهل ان ديكتاتورية، وتوتاليتارية، ابي بكر البغدادي اقل هولا من ديكتاتورية وتوتاليتارية انظمة تتولى ادارة الدماء، الدماء على اشكالها، في ارجاء الشرق الاوسط، حتى ان استطلاعا جرى في تركيا، وحيث الاسلام المعتدل (اسلام الليموزين وربطة العنق) اظهر ان 70 في المئة من الشباب في حزب العدالة والتنمية يتعاطف مع "داعشط.
هذا في دولة اختبرت العلمانية، والليبرالية، لعقود، كما انها متطورة اقتصادية وتقع على تقاطع بين ثقافات وحضارات (واسواق) شتى. ماذا، اذا، عن البلدان المغلقة التي لم تعرف يوما ما هو الدستور، وما هي الانتخابات، وترى في الحداثة، شرا مستطيرا يتنافى، جذريا، مع النصوص المقدسة؟
دولة الخلافة قامت. لا مجال لزعزعتها ولا لزحزحتها. الكل له مصلحة في بقائها، وان في حدود تكتيكية. الدواعي استراتيجية، او جيوبوليتيكية. ثمة دول تعتبر ان بقاءها يرتبط ببقاء "داعش". لا مكان لها في القرن الا اذا بقي التأجيج المذهبي او التأجيج الايديولوجي (وقلنا ...تأجيج العدم) في ايقاعه الراهن.
الخليفة يدرك ذلك. لا ريب ان حوله ادمغة تحلل وتخطط وتنفذ، وهي ليست معزولة قط. لديها قنواتها الاستخباراتية، وقنواتها المالية، وقنواتها السياسية. ولو شاء ابو بكر البغدادي لاشعل النيران في دول توصف بالمستقرة فيما هي تقوم على كومة من الحطب. كما الكوليرا التي تستشري هذه الايام في المنطقة يستشري «داعش» الذي لا ريب ان له امتداداته في الجامعات، وفي الاسواق، وحتى في القصور كما في المؤسسات العسكرية و الامنية..
هذا ليس تهويلا، ثمة مفكر سياسي لبناني، وهو مسيحي، يسأل "لو كان لبنان احدى ولايات دولة الخلافة، هل تعتقد انه كانت فيه ازمة كهرباء، وازمة مياه، وازمة طرقات، وازمة نفايات، ولكان استشرى فيه الفساد، واستشرت فيه الصفقات، وما وراء الصفقات، الى هذا الحد؟".
ربما كان الجانب الوحشي من اداء «داعش» هو الذي تقشعر له الابدان. هذا للذين لم يسعدهم الحظ ليكونوا ضيوفا، ولو ضيوف شرف، على اقبية التعذيب وعلى الزنزانات التي تمضي فيها كائنات بشرية ناطقة حتما بالعربية سنوات وسنوات دون ان تعلم "بأي ذنب وئدت".
يا لمظفر النواب حين قال في الجاهلية كان اهل ذلك الزمان يئدون الاناث لدى ولادتهن. في زمن ما بعد، ما بعد، الجاهلية، يئدون الذكور ايضا الا اذا ولد الصبي مبرمجا على حب السلطان، والجثو بين قدمي السلطان...
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News