مختارات خاصة

الخميس 19 تشرين الثاني 2015 - 07:59 الانوار

الرعب يلفُّ العالم ونحن نتلهَّى بنفاياتنا

placeholder

الفارق في التوقيت بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية قرابة التسع ساعات، ننام حين يستفيقون، والعكس صحيح، لكن الأخبار العاجلة على هواتفنا جعلت العالم كله ينام في وقت واحد ويستفيق في وقتٍ واحد، وليست الأخبار العاجلة وحدها التي وحَّدت العالم بل الإرهاب الذي يملأ هذا العالم.

في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، إجتاح الرعب العالم ولم ينم أحدٌ:
تم تحويل مسار طائرتين فرنسيتين أقلعتا من الولايات المتحدة الأميركية، واحدة إلى كندا والثانية إلى مدينة أميركية أخرى.
وتم إلغاء مباراة ودية في كرة القدم في المانيا بين المنتخبين الهولندي والألماني.
وجرى تبادل إطلاق النار في شمال باريس وتوقفت حركة المترو.
إنه الرعب في حدِّ ذاته، ولم يعد له أيُّ إسمٍ آخر، كما لم يعد له مكانٌ موضعيّ بل أصبح على امتداد الكرة الأرضية، وهذا يعني الإستنتاجات التالية:
لقد دخل العالم مرحلة جديدة إسمها مرحلة مواجهة داعش، ولم تعد هذه المواجهة تقتصر على بلدٍ واحد ولا على منطقة واحدة، بل إنَّ الإرهاب يكاد أن يساوي بين كندا واليمن، وبين فرنسا والصومال، وبين الولايات المتحدة الأميركية ونيجيريا!

لم يعد أحدٌ يجرؤ على ركوب الطائرة إلا بعد أن يحسب ألف حساب.
إنَّ أيَّ تغريدةٍ على مواقع التواصل الإجتماعي تتعلّق برحلةٍ جوية ما، من شأنها أن تدفع بقائد الطائرة إلى إلغاء الرحلة.
هذا في الجو، أما على الأرض فإنَّ من شأن معلومة واحدة أو حتى تغريدة واحدة أن تُخلي مباراة من المتفرجين الذين قد يناهز عددهم المئة ألف.
أين وصلنا؟
وأين وصل العالم؟
وإلى أين نتَّجه وإلى أين يتَّجه العالم؟
لا أحد يملك الجواب!
عملية في سان دوني في باريس لفرقة مكافحة الإرهاب، تجعل العالم يتسمّر أمام شاشات الهاتف والكمبيوتر والتلفزة، ليعرف كيف ستنتهي.
إخلاء ملعب يجعلنا نتخاصم مع النوم.
وزِدْ على ذلك الكثير الكثير من الأخبار والتطورات، فماذا يعني كلُّ ذلك؟

الجواب هو أنَّ المواجهة لم تعد كلاسيكية، لا من حيث التجهيزات ولا من حيث العديد، فكما أنَّ الإرهابيين يعتمدون على قلة قليلة من الخلايا، ربما تفتَرض مواجهتهم الطريقة ذاتها.

أما نحن في لبنان، فماذا نفعل؟
الأمن في مكان والسياسة في مكان آخر!
الأمن واعٍ، سواء من شعبة المعلومات أو من الأمن العام أو من مديرية المخابرات، والمداهمات تكشف المتفجِّرات والمواد المستخدمة في تجهيز الأحزمة الناسفة والعبوات.
أما السياسة ففي غيبوبة، تصوّروا مثلاً أننا دخلنا في الشهر الخامس على أزمة النفايات، وما زلنا كأننا في اليوم الأول، وللمفارقة فإنه في 17 تشرين الثاني، أي في ختام الشهر الرابع على هذه الأزمة الكريهة، كان الزعماء يجلسون حول طاولة الحوار، لغياب طاولة مجلس الوزراء، فماذا فعلوا؟
ترحيل النفايات!
ولكن لماذا لم يُطرَح هذا الخيار منذ اليوم الأول؟
لماذا بعد أربعة أشهر من الإنتظار والإرتباك؟
هل الترحيل سيكون لسنة ونصف سنة، إلى حين جهوزية البلديات؟
لماذا كان تجهيز مطمر سرار إذا كان القرار بالعودة عنه؟
هل صحيح أنَّ الترحيل سيُكلِّف خزينة الدولة نصف مليار دولار؟


نشكر الله أنَّ الذين يتولّون أمننا ليسوا من هؤلاء السياسيين، وإلا كان البلد في كارثة أين منها كارثة النفايات.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة