مختارات

داود البصري

داود البصري

السياسة الكويتية
الاثنين 23 تشرين الثاني 2015 - 07:01 السياسة الكويتية
داود البصري

داود البصري

السياسة الكويتية

حملة أممية مقدسة لإبادة أطفال سورية والعراق

placeholder

من يتابع حملات الإبادة البربرية التي تنفذها الطائرات الروسية وهي تقصف الشعب السوري في المدن والقرى البعيدة عن سيطرة أو قبضة تنظيم الدولة، سواء في ريف حلب الجنوبي أوفي درعا وأماكن أخرى، سيعلم على الفور من أن هدف الضربات الروسية ليس استئصال الإرهاب والمتطرفين، بل الإنتقام الفظ والعدواني من الشعب السوري! الذي تحمل على مدى خمسة أعوام من الصراع من الأذى ما لم يتحمله شعب في تاريخ الصراعات الدموية في العالم.

الغارات الروسية وطريقة ضرباتها تؤكد حجم الاستهتار الروسي بالعالم العربي، فهي تضرب المدنيين وتبيد عشرات الأطفال يوميا وهي محصنة بالكامل من أي ملاحقة قانونية أو حتى إدانة لفظية من دول العالم أجمع والروس يمارسون عربدتهم في الأجواء السورية وفوق المدن والقرى المنكوبة بعنجهية قل نظيرها، وباستهتار غير مسبوق لا تعادله إلا الفظائع التي اقترفها جيش الاحتلال الروسي السوفياتي بسكان برلين والمناطق الألمانية الخاضعة له بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وهي أيضا جرائم مروعة ضد الإنسانية سكت عنها العالم ولم يعد أحد يتذكرها اليوم!

رغم أن الجرائم ضد الجنس البشري لا تسقط أبدا بالتقادم. فصور عشرات جثث الأطفال السوريين لا تعني للكرملين وقادته الإرهابيين أي شيء كما أنها لا تعني العالم الذي نام نومة اهل الكهف عن مصارع السوريين وبات يتفرج على الإرهاب الروسي المقيت، وعلى حملات الإبادة الممنهجة والمستمرة، فالقانون الدولي لم يعد يحمي الضعفاء والشعوب المظلومة!! وتحول لورقة يدوس عليها قادة الدول الكواسر.

أما الرأي العام فلم يعد أحد يحسب له أي حساب في ظل الاستهتار الفظيع فالبراميل المتفجرة القذرة والقنابل العنقودية الرهيبة ووحشية الصواريخ الروسية في انتقاء ضحاياها تحولت لواحدة من أبشع حالات الإرهاب في التاريخ البشري! وهو إرهاب محمي من دول وحكومات تمارس القتل الشامل بذريعة محاربة الإرهاب، فالروس يحكمون الشام اليوم وبشار مجرد مأمور ينفذ من خلاله الروس كل أجنداتهم الإرهابية الحاقدة المريضة…

والثمن هو جثث عشرات الضحايا اليومية من الأطفال والنساء والشيوخ، وفي الطرف المقابل فإن حملة الإبادة الشعبية في العراق يتكفل بتطبيقها على الأرض النظام الإيراني فيما يتكفل بتنفيذ صفحاتها السوداء جوا طيران قوات التحالف في تحالف عجيب بين "المؤمنين" و"الشيطان الأكبر" الشياطين من السماء والمتقين من الأرض في لقاء عجيب وغريب للمصالح على الجثث العربية وجثث الأطفال والنساء تحديدا بذريعة محاربة الإرهاب في واحدة من أبشع سيناريوهات الكوميديا السوداء!، ولعل ما يجمع بين العدوان الروسي في الشام وعدوان قوات التحالف في العراق هو استهداف الأطفال والنساء والشيوخ بشكل مريع، حتى اختلطت دماء أطفال الشام والعراق في فرن إبادة نازي غربي جديد من إنتاج وإخراج الدول الكواسر التي ليست حريصة أبدا على حرب الإرهاب والا لوقفت موقفا من الإرهاب الاسرائيلي المزمن ضد الشعب الفلسطيني لكنها في دفاعها عن نظام دمشق المجرم وبقية الحثالات الطائفية في المنطقة ترسم حدودا حقيقية للأجندات التخريبية في العالم العربي.

والحملة الدولية القائمة اليوم والمستهدفة لأطفال الشرق أضحت عارا برقبة الإنسانية ووصمة في جبين المنظمات الدولية ومنها "اليونسيف" التي لا نراها إلا في تعيين المغنين والمطربين كسفراء للطفولة بينما الطفولة الغضة تسحق تحت أقدام طغاة الشرق وفاشيي الغرب، لابد لحملات الإبادة الشعبية الشاملة أن تتوقف وأن تصحو المنظمات الدولية من غفوتها قبل الانفجار الكبير أطفال العراق والشام يتعرضون اليوم لأبشع إبادة دفاعا عن أنظمة إرهابية وعميلة وبأيدي الإرهاب الدولي للدول الكواسر كم هو مخز ما يحدث؟ وتبا وسحقا للقوم المجرمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة