"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر:
في القراءة السريعة لتعليق رئيس جبهة النضال الوطني "الاستقلالي" والذي جاء على طريقة "بحكيكي يا موسيقى لتسمعي يا قيادة"، يظهر "العداء" الجنبلاطي التاريخي للعسكر واضحا جليا. غير أن فك رموز النص وكلماته يبين ما هو أبعد من ذلك.
صحيح ان التغريدة استفزت الكثيرين من محبي الجيش، الا انها ارادت ايصال رسالة واضحة الى من يعنيهم الامر في اليرزة ، تحديدا قبيل ركوبه "الطائرة الحريرية" للقاء طارئ بالشيخ "المنفي قسرا"، مع ورود معلومات "خطيرة" ،بالتواتر الى المختارة، التي ارتضت قبل أشهر التمديد للعماد قهوجي تحت ضغط الظروف القاهرة "مكرهة لا بطلة".
ففي التفاصيل المتداولة في الكواليس ،ثمة من يتحدث عن خطة يجري الترويج لها من قبل مرجعيات في الثامن من آذار تقضي باعلان حال الطوارئ في البلاد لمدة شهرين ،استنادا لتقارير اعدت لهذه الغاية ،تتحدث عن اوضاع صعبة وعمليات ارهابية منتظرة ، ستخلف اعمال شغب وفوضى، ما يفرض استباقا تكليف الجيش استلام "دفة الحكم" عمليا، في ظل الفراغ والشلل القائمين ، ما يجعل من قائده رقما صعبا في المعادلة بعد تحوله الى "حاكم عسكري"، برضى من الطرف الاقوى على الارض اي حزب الله، وليعيده الى حلبة السباق الرئاسي او في اقل تقدير جعله لاعبا رئاسيا اساسيا.
أمر يزداد تشويقا اذا ما علم ان وزيرا سابقا عاد منذ مدة برسالة سورية واضحة "لجنرال اليرزة" مفادها باختصار"دمشق تؤيد خيار وصولكم للقصر الجمهوري". كلمات كانت كافية لتستنفر مجموعة من السياسيين ،تبدأ من الرابية ولا تنتهي بطبيعة الحال في المختارة، التي عانت في الفترة الاخيرة من تغطية القيادة لمعارضيها في الجبل وتسهيل تحركاتهم ، بعد ضغوط مورست في هذا الاتجاه.
من هنا ترى اوساط مراقبة التقاط "انتينات" "البيك" لاشارات مجريات اليوم الاستقلالي السلبية، حيث حاول البعض اظهار الجيش كشريك للحراك الشعبي، (تلميح ضمني الى انقلاب)،في تصرف هو الثاني، بعد الهتافات والحملة التي شهدتها موجة "الاحتجاجات" الاولى، يوم رفع فنانون معروفون بولائهم شعار "حكم العسكر"، في دعوة واضحة لاستلام العماد قهوجي الحكم باعتباره خشبة الخلاص الوحيدة.
بناء لكل ذلك وبعد عمليات الجمع والطرح والقسمة والضرب ، خرج النائب الشوفي بتغريدته ، محذرا ومستبقا ما قد يحمله الغد من مفاجآت قد تسحب البساط من تحت الجميع ، مستنسخة تجارب من الماضي لم تهضمها الاقطاعية الدرزية الجنبلاطية حتى اليوم .
لكن هل شاغل اليرزة اليوم هو بصفات من شغلها بالامس؟ وهل ظروف اليوم هي نفسها او اقله مشابهة لتلك التي كانت قائمة في الماضي؟ بالتاكيد الجواب كلا .... فلا قهوجي هو شهاب .... ولا جان هو ميشال .... وبالطبع لن يكون الوليد كمال ..... طالما ان سعد ليس رفيق....
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News