ليبانون ديبايت – ميشال نصر:
لا يخف على المتابعين للحركة السياسية المرافقة لتسويق التسوية الحريرية، الدور المحوري الذي تلعبه الكنيسة بشكل عام، والصرح البطريركي بشكل خاص، هذه الايام، حيث يسعى كل من الافرقاء للحصول على بركتها للسير في معركته شاهرا سيفها في وجه خصومها.
فرغم نجاحها الجزئي في تأمين موعد البيك مع الجنرال، في مسار مواز لآخر بدأه حزب الله، الا انه يبدو بان الامور غير ميسرة، كما يشتهي البعض على الجبهة الكنسية، وهو ما تجلى في "التشنج" و"المناكفات" التي سادت خلال جلسة مجلس المطارنة الموارنة الشهرية،على خلفية الانتقادات للمواقف التي اطلقها النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم، واضعا الكنيسة كطرف، وما ظهر من لغط حول دعوة البطريرك الراعي لعقد قمة "للاربعة الكبار" نفاها علنا الرئيس الجميل من الرابية، وأكد المطران مظلوم "أنها غير واردة في المدى المنظور.
وبحسب المطلعين على الاجواء الكنسية، فان مجموعة عوامل بدأت تلعب ضد النائب فرنجية، أولها تحريك الاحزاب المسيحية لمحركاتها تجاه الرهبنات والمطارنة، حيث عقدت سلسلة لقاءات بعيدا عن الاعلام، في اطار الحشد وتشكيل "لوبي" ضاغط، وثانيها ابلاغ البطريرك الراعي الثلاثي المسيحي المعترض استعداده بالسير باي قرار يتخذونه في خصوص الاستحقاق الرئاسي، سواء بتأييد البيك الزغرتاوي، أو شخصية أخرى من بينهم أو من خارجهم، انطلاقا من أن بكركي وبدعم فاتيكاني، ترغب بعدم تفويت فرصة تحريك مياه الرئاسة الراكدة خارجيا، ضمن ثابتة واضحة برفض معادلة "فرنجية أو الفراغ" أي بعنى آخر فرنجية أو أي رئيس آخر.
في هذا الاطار اشارت مصادر دبلوماسية الى أن موفدا فاتيكانيا زار باريس بعيدا عن الاضواء مستكشفا الأجواء الايرانية والسعودية، رفع بعده تقريرا الى الدوائر المعنية وصفه "بالسلبي"، رغم حماسة ظاهرة لدى الدوائر البابوية بالدفع نحو اتفاق بين الاقطاب المسيحيين الاساسيين، ينتج اتفاقا على رئيس "اتفاقي" ، باتت هويته معلومة، يحظى بتأييد فاتيكاني واضح ، وبقاعدة دولية تسمح له بحكم البلاد في الفترة المقبلة.
كل المؤشرات تؤكد أن الكنيسة لن تقف مكتوفة الايدي امام الفرصة المستجدة، والتي قد لا تتكرر، آملة بان ينتج اتفاق الثلاثة الكبار رئيسا، بعدما قرر رابعهم التغريد خارج سرب التوافق مرتضيا "ترشيحه" من خارج "بيئته"، رغم اقرار الاساقفة بحصول بعض "الهفوات" التي على قلة أهميتها قد تطيح بكل ما تحقق مسيحيا حتى الساعة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News