ليبانون ديبايت - عباس صالح
تؤكد المعلومات الخاصة التي حصلنا عليها اليوم بشأن عملية خطف هنيبعل القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، قبل نحو اسبوع من منطقة آمنة نسبيا في سوريا ونقله في وقت لاحق الى الاراضي اللبنانية عبر طرق غير شرعية...وإخضاعه لعملية تحقيق مطولة استنفدت معها اسباب الخطف.
وفي هذا الاطار، تشير معلومات مؤكدة استقيناها من جهة على علاقة وطيدة بالخاطفين ، أن العملية أدت اغراضها على كل المستويات، وبناء لذلك تم تسليم هنيبعل الى الاجهزة الامنية المعنية لاكمال المشوار المفترض، وذلك بعد اخضاعه لتحقيقات مطولة تم في خلالها افراغ كل ما في جعبته من معلومات خاصة وهامة عن ملف خطف الامام موسى الصدر اخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في ٣١ آب اغسطس من العام ١٩٧٩.
وتشير المعلومات الخاصة في هذا الصدد، والتي سننشرها تباعاً، الى ان القذافي الابن قال لخاطفيه ان المعلومات المتعلقة بملف الصدر وغيره من الملفات الامنية الحساسة والهامة في ليبيا، كانت محصورة بحلقة ضيقة جداً محيطة بالقذافي الاب، وحتى ضمن هذه الحلقة الضيقة هناك من لا يحق له بالمعرفة والاطلاع على هذه القضية، وإن كان من الاحياء بين العارفين بخبايا الملف كثر.
كذلك يشير الخاطفين الى حصولهم من القذافي الابن على معلومات حول القضية هي في غاية الخطورة، على المستويات الخارجية عربياً ودولياً، باعتبار ان للملف أوجه عربية ودولية متعددة تتعلق بأكثر من دولة ، والتي تتمحور بمجملها حول خلاصة واحدة هي ان معمر القذافي المنفِّذ المباشر لمؤامرة كبرى تورطت فيها اكثر من جهة ودولة.
كما لفت الخاطفون الى عامل كان بمثابة الحافز الذي دفعهم الى خطف هنيبعل القذافي تحديدا وهو ان الرجل صهر لبنان وبالتالي فإنه بهذه الاجواء كان متهماً ومطلعاً بما فيه الكفاية على ملف العلاقات اللبنانية الليبية، بل كان يتولى عملياً موضوع هذا الملف وبالتالي فإنه حكما كان يعرف جيدا كل القنوات المفتوحة مع سياسيين في لبنان ابان حكم والده لليبيا، ويعرف تاليا على من كان يتم التركيز من منطلق الاولوية والمصلحة الليبية .
وتضيف الجهات المرتبطة بالخاطفين الى ان هنيبعل القذافي كشف لخاطفيه عن معلومات مهمة جداً وحساسة جداً ومن شأنها ان تقلب موازين سياسية اذا ما تم الافصاح عنها بتفاصيلها، علماً انه لا يملك في قضية خطف الصدر ويعقوب وبدر الدين كل المعطيات.
وفي قراءة باردة لأبعاد واسباب ومؤديات عملية خطف هنيبعل القذافي، تقول المصادر ان الخاطفين أصابوا عددا من النقاط دفعة واحدة واول هذه النقاط، هو أسبقية هذه الخطوة اذ ان ما جرى عمليا هو أول خطوة عملانية جدية تحدث على مستوى قضية خطف الصدر، بحيث انه اول شخص من عائلة القذافي شخصياً يخطف من اجل هذه القضية، ولهذا ابعاد أخرى تتعلق بصورة الفئة التي ينتمي اليها الصدر ويعقوب وبدر الدين، لا سيما لجهة انها فئة لا تترك حقها يضيع ولن تتركه وهذا الرد العملاني الاول بعد ٣٨ عاماً...
اي ان ما حدث هو اول عمل ثأري مباشر ضد عائلة القذافي.
ثانياً، اعادت العملية احياء الذاكرة المتعلقة بقضية الصدر ويعقوب وبدر الدين ووضعت امام القضاء اللبناني احداثيات ملموسة ووازنة ودسمة، بحيث سلمته عنصرا أساسياً من شأنه ان يحول القضية ويوجهها باتجاه مسارات اكثر عملانية وهو عامل ملموس حيث ان القضاء اللبناني الذي فتح القضية منذ العام ١٩٨٢لم يكن لديه شيء، والجهة المدعى عليها، لم يمثلها احد يوماً منذ بدء القضية، وبالتالي فان هذه العملية أحيت الذاكرة من جديد .
النقطة الثالثة، كرست العملية خلاصة ان الخاطفين عملوا بمبدأ العفو عند المقدرة،
واثبتوا انهم قدموا العوامل الاخلاقية السامية وفقاً للمبدأ القرآني القائل: "ولا تزر وزر اخرى". وهذا تماثل باخلاق المغيبين، وقد مارسها محبوهم فعلا وليس قولا عندما تركوا ابن خاطف أحبائهم معمر القذافي تحت مبدأ العفو عند المقدرة، ولتأكيد صورة الغدر والخيانة التي ارتكبها القذافي الاب بحق المغيبين ضارباً الشهامة والقيم ومباديء واصول الضيافة العربية.
النقطة الرابعة، اصبح معروفاً ان الجهات الخاطفة هي من البقاع، بعد اعلان الجهة الامنية انها استلمته من منطقة في بعلبك، وبالتالي تم تكريس ان ثمة جهات معنية في منطقة بعلبك تتمتع بقدر كبير من التحرك بمعزل عن القرار السياسي الشيعي الموزع بين "حزب الله" وحركة امل.
(الكلام في هذا السياق طويل، سننشره تباعاً.)
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News