في الاسابيع الاخيرة، مذ تقدمت مبادرة انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ما عداها، بعث السفراء الغربيون، وخصوصاً الاوروبيين، الروح في تساؤلات كانوا اهملوها لوقت طويل مع امتداد الشغور الرئاسي اشهراً.
يعكس السفراء الاوروبيين، امام زوارهم، بضع ملاحظات رافقت تتبعهم اقتراح انتخاب فرنجية:
اولاها، استغرابهم ان يُواجَه ترشيح الرئيس سعد الحريري نائب زغرتا بصدمة لم يقع مثلها عندما حاور الحريري الرئيس ميشال عون طوال اشهر عام 2014، وشاع في ذلك الحين ان الحريري يريد انتخاب عون رئيساً. بل يلاحظون ان الصدمة الفعلية وقعت ابان التفاوض الاول مع عون عندما وافق رئيس تيار المستقبل على انتخاب رئيس للجمهورية من قوى 8 آذار، بينما ترجّحت مواقف حلفائه في قوى 14 آذار بين تأييد ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وبين انتخاب مرشح توافقي لا يمت بصلة الى اي من هذين الفريقين.
ثانيتها، بات لديهم اقتناع بأنه سيكون من المتعذّر انتخاب رئيس من دون موافقة حزب الله، وهو ما يعنيه ترشيح الحريري فرنجية بعد اخفاق تفاوضه مع عون. يتحدث احد السفراء البارزين عن حجة كان اصغى اليها ابان جولات الحوار بين الحريري وعون، برّر فيها الاول دوافع موافقته على ترشيح عون حينذاك، وهي انه وحده ــــ كرئيس ــــ قادر على اقناع حزب الله بالتعاون مع الفريق الآخر ومن داخل الدولة، وفي ابسط الاحوال في وسعه احتواء الحزب في الداخل كما في علاقته بالحرب السورية.
ثالثتها، يقينهم بأن الاتفاق على سلة تفاهمات سياسية بات امراً لا مفر منه توطئة لانتخاب الرئيس. يعتقد السفراء الاوروبيون ان اجتماع الحريري وفرنجية في باريس أفضى الى إقرارهما بجزء من هذه السلة هو انتخاب رئيس للجمهورية من قوى 8 آذار في مقابل رئيس للحكومة من قوى 14 آذار.
الا انهما تداولا في سائر بنود السلة، ومنها قانون الانتخاب، من باب طرح الرئيس السابق للحكومة تساؤلات حيالها. الواضح في رأيهم ان حزب الله لن يتساهل حيال انتخاب رئيس للجمهورية وان من حلفائه ما لم يبرم مع تيار المستقبل سلة اتفاق سياسي على رزمة من الملفات العالقة بين الطرفين.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News