مختارات

الأربعاء 30 كانون الأول 2015 - 07:07 الديار

شعوذة...!!

placeholder

هذا ليس مجرد حجر في مياه راكدة...

اين هو الرئيس سعد الحريري الا اذا كان صدى قهقهاته، وقهقهات الخلاّن، يتردد في ارجاء القصر؟ الكل في ضياع، الكل في بلبلة بابـلـية. هل هذا حـقا جـزء من السيـناريو؟
لم يجد تيار المستقبل سوى النائب احمد فتفت ليبعث به الى الدكتور سمير جعجع، المتربص، والمتوجس، والذي يقرأ الكلمات بالطول والعرض، كما قال ملحم رياشي، لاقناعه بأن ما طرح مجرد «افكار» ولا ترقى الى المبادرة. ما قاله رئيس جهاز التواصل والاعلام في «القوات اللبنانية» يعني ان ما طرح اكثر من مبادرة، والدليل «ان ما حصل بعد ترشيح النائب سليمان فرنجية ليس كما قبله».

الطلاق مع «الشيخ سعد» ليس وارداً. الوارد اسوأ منه. ترشيح العماد ميشال عون هو الورقة، الورقة المتفجرة والمفجرة، التي في يد «القوات».

الوزير نهاد المشنوق، الاشد مراسا في اللعبة اللغوية، وفي اللعبة الفلسفية، نفى، بدوره، ان تكون مبادرة. قال انها «حركة تتواصل». تواصل مع من؟ النائبة بهية الحريري اكثر وضوحا... انها مبادرة وانها قائمة. من هو التائه في هذه الحال اذا ما اخذنا في الاعتبار ان من غسل يديه من المبادرة ظل يسوّق لها، ويدافع عنها، لاسابيع. ثقافة «الهوارة» في العمل السياسي...

عبثا يحاول البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الدخول الى ادمغة الاخرين بالقول ان المبادرة جدية ومدعومة دوليا. بعضهم بلغت به الفظاظة حد التساؤل «هل غبطته تحوّل الى ناطق باسم الشيخ سعد؟ واين هو صاحب المبادرة ليقول لنا من هي الجهة او الجهات التي تدعم؟»...

النائب وليد جنبلاط قال ان السعودية ايدت وايران رفضت. ايدت ماذا؟ وهل باستطاعة رئيس تيار المستقبل ان يطرح بمفرده اسم رئيس تيار المردة؟ لنقل ان ثمة «راجح» واخترع المبادرة، وهو يلاحقها من اسلام آباد.

لا يكفي ان يتفوه ديفيد هيل باسم سليمان فرنجية لكي يبادر الرئـيس الحريري الى الاتصال به. اذا كان السعوديون قد وافقوا، فلماذا كل ذلك الاعتراض من «الحكيم»، وهو الحليف الاستراتيجي، الا اذا كان هناك في الخارج من يعتبر ان مهمة حلفاء الداخل ان يطأطئوا رؤوسهم ويتلقوا الاوامر من ثقب ما في العباءة؟

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي قال ان الايرانيين هم الذين اعترضوا. لم يقل «حزب الله»، ربما لان كلمة «ايران» اشد وقعا لدى المراجع العربية، بوجه خاص، والمراجع الدولية بشكل عام، وربما ايضا لانه لا يريد ان تزداد العلاقة سوءاً او فتورا مع الحزب الذي قال امينه العام السيد حسن نصرالله انه سيد نفسه لبنانيا و لا احد يملي عليه مواقفه.

طهران لم تعلّق. على الاقل لم يعد النائب جنبلاط يصفهم بـ «المجوس». الايرانيون يدركون جيدا كيف تتم فبركة المصطلحات في لبنان وكيف يتم تسويقها. هم حائكو السجاد، وباعهم طويل في التأني وفي الرد على الاقوال بالافعال...

كثيرون ويطلبون من «الشيخ سعد» ان يتكلم. اذا تكلم فقد لا ينطق، هذه المرة، باسم النائب سليمان فرنجية بل باسم العماد ميشال عون الذي لن يغفر له البعض موقفه من وثيقة الطائف، ومن ورقة التفاهم، ومن حرب تموز 2006. المثير ان يقول احدهم في 14 اذار «غريب ان الجنرال الذي هو العقدة هو الحل».

كل ما يحدث في تلك الزاوية المهملة من المسرح يثبت ان غالبية الساسة عندنا زوبعة في فنجان. اي دولة نحن، واي ديموقراطية، حين يكون التقاطع (التناقض) الملتبس بين الليبرالية والطائفية، بين المقدس و الخديعة، بين الشيزوفرانيا والبارانويا. هل ترى المراجع الزمنية واللازمنية في اللبنانيين اكثر من قطيع من الدجاج؟

بكركي قالت بالمبادرة المدعومـة. بعد حين قالت بالفصل بين المبادرة والشخص، مع ان جوهر المبادرة هو الشخص وما يعـنيه. والنـائب غازي العريـضي يـؤكـد أن لا غطاء دوليا او اقليمـيا للمبادرة الـتي لم تكتمل عناصرها. الوزيـر وائل ابو فـاعور يرى ان تطبيقها بات مستعـصيا. من يستطيع ان يفك كل تلك الطلاسم؟

هذه ليست دولة، وهذا ليس شعبا. دولة قائمة على الشعوذة السياسية والدستورية، وشعب يتناثر بين جاذبية الطوائف وجاذبية الازمة. النخبة لا تدري ما اذا كانت على خطى هيفاء وهبي ام على خطى جبران خليل جبران...

اين الحاجة هنا لرئيس جمهورية؟ نحن في ذلك البرزخ القاتل. لا مجال لا لتفكيك الدولة ولا لتركيبها. ظاهرة مثالية ليظل انصاف الالهة، انصاف الابالسة، على ظهورنا!!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة