لماذا لا يقطع الأردن علاقاته الدبلوماسية بإيران؟

تساءل محللون سياسيون عن سبب اكتفاء الأردن، ببيان يُدين الاعتداءات على مقر السفارة السعودية في طهران، والتصريحات المحرضة ضد السعودية، دون اتخاذ قرار بقطع العلاقة الدبلوماسية، أو تخفيض التمثيل الدبلوماسي لدى طهران.

وقال أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي، عامر ملحم، إن الأردن وعبر السنوات الماضية تعرض لكثير من الإساءات الإيرانية، ولم يتخذ أي قرار حاسم يردع إيران. لكن ملحم يرى أن بلاده لن تتردد في قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران كما فعلت سابقاً، حال تطورت الأزمة المشتعلة بين الرياض وطهران، إلى ما أبعد من التصريحات والقطيعة الدبلوماسية.

أما المحلل السياسي حسن الخالدي، فيرى أن العلاقات الأردنية الإيرانية على مدار السنوات الماضية التي لا تتجاوز "الصبغة الرسمية البحتة" لا تتجاوز التمثيل الدبلوماسي المتبادل، إلى مستوى العلاقات القائمة على المصالح الثنائية المشتركة. ويرى الخالدي أن بلاده لم تتقدم بخطوات ملموسة فيما يتعلق بطبيعة العلاقات مع إيران، مضيفاً "لا أعتقد أنها قادرة على ذلك".

وعاد الخالدي إلى إعلان الأردن مشاركته في الحرب على الإنقلابيين المدعومين من إيران في اليمن، التي تثبت برود العلاقة بين الأردن وإيران، رغم أنه لا عداوة مباشرة بين البلدين، وبما يُثبت أيضاً أنه عاجز عن إقامة علاقات استراتيجية معها.

وعلى مدار السنين الماضية، لم يسلم الأردن من مخططات إيران لضرب المنطقة العربية، وإشعال نار الحروب فيها كما فعلت في اليمن، وفي سوريا، وفي العراق سابقاً.

وقبضت الأجهزة الأمنية الأردنية قبل أشهر، على عراقي منتمٍ إلى فيلق القدس الإيراني، كان يخطط للقيام بأعمال إرهابية في الأردن، وضبطت 45 كغم من مادة الـ"RDX" شديدة الانفجار، التي كانت مخبأة في شمال المملكة.

وقبل ذلك، حاولت إيران، فتح باب السياحة الشيعية لمواطنيها إلى مقامات الصحابة في الأردن، مستغلة الأوضاع الاقتصادية الصعبة لعمان، وسعت بشكل متكرر لإقامة حسينيات، وأماكن عبادة شيعية على أرض المملكة، إلا أن السلطات الأردنية رفضت ذلك. وعرضت إيران على الأردن مقابل ذلك، عقوداً لتزويدها بالنفط بأسعار شبه مجانية.

ولم يسلم الأردن من تهديدات قائد فيلق القدس الإيراني، الفريق قاسم سليماني، الذي قال إن بلاده حاضرة في لبنان والعراق، فضلاً عن قدرتها على تحريك الوضع في الأردن أيضاً.

ورغم أن عمّان لا تعادي طهران علناً، إلا أنها لم تتردد في وضع الحرس الثوري الإيراني وميليشيات شيعية في سوريا، على قائمة الجماعات الإرهابية، التي لن تشارك في المفاوضات المرتقبة لحل الأزمة في سوريا.