مختارات

الأربعاء 06 كانون الثاني 2016 - 07:28 البناء

هل انتهى ردّ حزب الله؟

placeholder

بعد ساعات من تكرار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله توعّده بالردّ على اغتيال "إسرائيل" الشهيد سمير القنطار، خرج رجال المقاومة عن صمتهم عسكرياً ونفّذوا وعد سيد المقاومة في عملية بمزارع شبعا اللبنانية، حيث قامت مجموعة الشهيد سمير القنطار بتفجير عبوة ناسفة كبيرة على طريق زبدين – قفوة بدورية مؤلّلة معادية، حسب ما أعلن حزب الله في بيان إثر العملية، مؤكّداً أنّه تمّ تدمير آلية من نوع هامر، وإصابة من بداخلها.

يؤكّد الخبراء أنّ العملية التي جاءت في توقيت مدروس من قِبل المقاومة التي أعلن قائدها سابقاً، أنّ "الرد على اغتيال سمير القنطار في الطريق ونحن سنختار الزمان والمكان المناسبين"، وتُعتبر ردّاً قاسياً من قِبل حزب الله على اغتيال القنطار. العملية كشفت قدرة حزب الله على خرق منظومة الأمن "الإسرائيلي" بشكل مخيف، فمن يدرك طبيعة المنطقة، يدرك أنّ ما حصل إنجاز في ظل انتشار قوات "يونيفل"، إضافةً إلى التحذيرات التي تلقّتها إسرائيل وأدّت إلى استنفارها بشكل كامل، واستخدامها لأحدث أجهزة التحقيق والتتبّع والتنصّت، وبالرغم من جميع الاحتياطات التي قام بها العدو والتهديدات التي صدرت من قادته ورفعت منسوب التهديد الكلامي الذي يحذّر من أي مسّ بالجيش "الإسرائيلي"، حيث أعلن رئيس أركان العدو غادي ايزنكوت في 28 كانون الأول الماضي "أنّ أعداء الدولة سيتحمّلون نتائج خطيرة إذا حاولوا تقويض أمنها، ونحن نقف جاهزين لمواجهة أي تهديد من وراء حدودنا ومقابل التهديدات التي تتعالى في الشمال".

فكان الإسرائيليون يراهنون على أنّ هذه التصريحات والإجراءات ستردع المقاومة عن تنفيذ عملية في مزارع شبعا أو في الجولان المحتل، ولكن عملية أول من أمس أظهرت للعدو أنّ المقاومة اتّخذت قرار تنفيذ عمل عسكري ضدّه وعدم الرضوخ لتلك التهديدات. وهذا ما أشارت إليه القناة الثانية الإسرائيلية نقلاً عن مصادر من جلسة المشاورات الأمنية التي أجراها وزير الأمن موشي يعالون في مكتبه بتل أبيب أول من أمس بشأن الأحداث الأخيرة، حيث أعلنت المصادر أنّ عبوة زُرعت في منطقة تقع تحت السيطرة الإسرائيلية وخاضعة لرصد ومتابعة دقيقين منذ أسبوع، بل ويعمد الجيش بين الحين والآخر إلى استهدافها بالقذائف لمنع تسلّل أي مجموعة باتجاه مناطق السيطرة الإسرائيلية في المزارع ومع ذلك استطاع عناصر حزب الله تجاوز الحدود وكل الإجراءات وزرع العبوة، الأمر الذي تعتبره جهات أمنية إسرائيلية حادثاً خطيراً، ليصبح السؤال المركزي لدى صنّاع القرار الإسرائيلي بعد تلك العملية: "هل ما حصل هو بداية الردّ أم نهايته، وهل يكتفي حزب الله بهذه العملية؟".

وفي السياق، نقل المحلّل للشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مصادر أمنية رفيعة المستوى قولها، إن حزب الله لم يقل كلمته الأخيرة في الثأر من إسرائيل لاغتيالها القنطار.

فالعملية الأخيرة تُظهر أنّ قيادة المقاومة لم ولن تلتزم بخطوط حمراء جديدة حاولت حكومة العدو رسمها بعد اغتيال القنطار، وعلى الرغم من أنّ حكومة الاحتلال لم تعترف بالخسائر بعد، إلّا أنّ ثمّة من يعتقد أنّ هذا الردّ قد يكون لتحويل الأنظار عن عمل آخر يحضّر له حزب الله في المنطقة المحتلة أو خارجها، وهو ما عبّر عنه محلّل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة ألون بن دايفيد، الذي قال إنّ من المبكر اعتبار أنّ حزب الله انتهى من الردّ.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة