انفجار الغضب السعودي بعد صبر طويل بوجه عتاة النظام الإيراني الذين أفرطوا في التخريب والتدمير الممنهج لدول المنطقة ، وأرتكبوا جرائم فظيعة بحق شعوبها في العراق والشام واليمن، كان نتيجة منطقية وحتمية وكرد دفاعي واقعي على انتهاكات إرهابية إقترفها نظام الإرهاب توجت بجريمة خرق القانون الدولي وجلب الرعاع والسوقة من أهل "الباسيج" الإيراني لتدنيس سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد في فعل إرهابي مسخ وممجوج تكرر كثيرا في الممارسات الإيرانية الإرهابية الرثة، فالتدخل الإيراني في قضايا سيادية داخلية قد تجاوز كل الحدود.
الموقف الساخن على الساحة الخليجية قد عبر عن نفسه بشراسة من خلال تصاعد التدهور في العلاقات السعودية ـ الإيرانية، الذي كان نتيجة حتمية لتراكمات وأحداث ومواقف بعضها قديم و بعضها مستحدث، في ظل ظروف تشابك والتحام وتناقضات سياسية إقليمية ألقت بظلالها على الأحداث المتوترة والتي زادت اشتعالا بعد قيام المملكة العربية السعودية بتنفيذ عمليات القصاص الشرعي السيادية ضد متهمين أدينوا من قبل محاكم شرعية قامت بكل إجراءات التقاضي ووفق الضمانات والضوابط القانونية.
رد الفعل الإيراني على الإجراءات السعودية اتسم بإبتعاده التام عن الإلتزام بالقوانين الدولية أو بالحدود الدنيا من مبادئ حسن الجوار، وخرق فاضح لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وإمعان في النفخ في تيارات الفتنة المجتمعية التي تغذي تيارات التطرف وتساهم في تمزيق المجتمعات، أما هجوم رعاع "الباسيج" الإيراني المدبر من قبل خلايا وشبكات الإرهاب الإيراني على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد، فهو عمل بربري عدواني متكرر ومعروف وله نسخ سابقة و متكررة وسوابق معروفة في تصفية الحسابات وإمعان في فرض أساليب بربرية في سياق العلاقات الدولية وبالضد تماما من القوانين الدولية أو الأخلاق الإسلامية الكريمة!
التدهور في العلاقات الخليجيةـ العربيةـ الإيرانية ليس بالأمر المفاجيء في ظل صدام المواقف وتناقضات السياسة وإدارة أوراق الصراع الإقليمي، فما يحصل هو تكرار لما يحدث في الساحات العراقية و السورية واللبنانية, وهو صيغة من صيغ إدارة الحرب الشرسة بكل أشكالها السياسية والإعلامية والعسكرية، ومن المؤسف أن تفشل كل جهود نزع التوتر و تنفيس الإحتقان بعد أن تحول الشرق القديم لساحة لتصفية الحسابات, وعبر الإستعانة بالقوى الدولية الكبرى التي لم يكتف بعضها بتغذية تلك النزاعات, بل قام بنفسه بمهمة المشاركة في حروب الإبادة القذرة فيها مثلما فعلت روسيا الإرهابية في الساحة السورية التي فتحت الطريق بمواقفها العسكرية والسياسية المتطرفة والموغلة في العدوانية لتوسيع آفاق و مديات الصراع بدلا من إحتوائه, والواقع إن حجم التمدد العسكري والأمني الإيراني في المنطقة كان سيؤدي في نهاية المطاف لصدام إقليمي كبير ليس من السهل تجنبه في ظل تصاعد الصراع وامتداداته في العمقين السوري والعراقي ووصول الثورة السورية لمرحلة صعبة من الهجوم الدولي عليها و محاولة إنهائها وفتح الطريق لتعويم النظام السوري من جديد بعد إعادة صقله وتهذيبه وهو ما يحاول حلفاؤه تحقيقه، كما أن التورط الإيراني المباشر في الحرب السورية سواء من خلال ميليشيات جماعتها في المنطقة, وهي العصابات العراقية واللبنانية والأفغانية وغيرها أو قوات الحرس الثوري ذاتها وإزدياد الخسائر البشرية الإيرانية قد رسم علامات إثارة وتوتر كبيرة بما يمهد لحالة إنفجارية وشمولية وعلنية من الصراع.
إذن كل العوامل المحيطة بأدوات إدارة الصراع كانت تمهد الأرضية لتشابكات اقليمية واسعة بعد وصول الحلول السلمية والسياسية لآفاق مسدودة، والواقع إن حملة التهديدات ضد السعودية والمنطلقة من أطراف معروفة وجماعات معينة مثل عصابات أبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي وهادي العامري العراقية العميلة لإيران وكذلك عصابة "حزب الله"، لايمكنها أبدا أن تشوه مقاصد السياسة والديبلوماسية السعودية الهادفة لرد الأذى عن المنطقة وتجنيبها ويلات الخراب والحروب الأهلية المدمرة، فالسياسة السعودية في نهاية المطاف ملتزمة بثوابت ستراتيجية وأمنية هدفها تثبيت السلم الإقليمي وعدم الإنجرار وراء المغامرات والحروب العبثية، مع إحترام إرادة وخيارات الشعوب الحرة، ومن واقع عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول صاحبة السيادة، والتصرف السعودي كان دفاعا عن النفس وعن أمن الإقليم ولا يهدف لتصفية حسابات ولا لصب الزيت على النيران المشتعلة، فدول "مجلس التعاون" الخليجي وفي طليعتها السعودية حريصة على البناء و التنمية و التطور ولا تحتاج لفتح ملفات فتنة هوجاء من شأنها تدمير المنطقة، على الآخرين من أهل المشاريع السياسية والعقائدية المعدة للتصدير مراجعة أنفسهم ومواقفهم والإلتزام بوقفة تعبوية مع النفس تتم فيها مراجعة تصرفاتهم و أساليبهم وأجنداتهم ، من يزرع الريح يحصد العاصفة ، والعواصف الهابة على الخليج العربي في مطلع العام الجديد تحمل معها شحنات إنفجارية ندعو الله أن يجنب المنطقة وشعوبها تداعياتها الضارة! وحدة مواقف دول مجلس التعاون الخليجي ستبدد كل رياح الفوضى والدمار التي ستتلاشى ، فإرادة قادة المنطقة وشعوبها تدعو للأمن والسلام.
من الضروري على العالم العربي, ودول الخليج العربي, إرسال رسائل واضحة لا تقبل التأويل للنظام الإيراني بأن زمن العبث و الفوضى قد انتهى وإن أيدي الحسم والعزم العربية السعودية قادرة على قلب الطاولة على من يريد الإضرار و الإساءة للأمتين العربية والإسلامية، عواصف الغضب السعودية ستقتلع قلاع الطغيان وتدك معاقل الإرهاب.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News