معضلة فرنجية ليست مع عون وجعجع بل مع حزب الله

ليبانون ديبايت - انطون الخوري حرب

كان لكلام النائب محمد رعد الهجومي على الرئيس سعد الحريري ان يقع ضمن التجاذبات المعروفة بين حزب الله وتيار المستقبل، لولا انه يرتبط عضويا بالتسوية الرئاسية المسوّقة عبر النائب سليمان فرنجية. وقد تكون ايضا رسالة موجهة ليس للحريري وحده بل له ولفرنجية حصراً.

لقد فات فرنجية مع انطلاق مبادرة تسميته لرئاسة الجمهورية ان قاعدة تركيبة الحكم المقبلة على اساس مجيئه للرئاسة مقابل عودة الحريري الى رئاسة الحكومة ليست مقبولة من قبل حزب الله. فان الحزب لم يزل عند قراره برفض عودة الحريري او اي شخص من تيار المستقبل الى رئاسة الحكومة وهذا القرار يعلم به فرنجية منذ اسقاط حكومة الحريري عام 2010 ورغم ذلك فانه حمل مبادرة ترئيسه على محمل الجد وسار بها لمحاولة تطبيقها حتى النهاية. وحتى عندما قابل فرنجية امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بعيد المبادرة فانه لم يسمع منه تمسكه بعدم عودة الحريري بشكل مباشر. لذلك اتى من يلفت نظره الى ان المعضلة الحقيقية امام وصوله الى الرئاسة الاولى ليست النائب ميشال عون بل هي معضلة حزب الله قبل غيره. كما ادرك فرنجية بان مبادرة ترئيسه لن تكون موضوع تفاوض مع الحزب خارج اطار سلة كاملة يقبل بها الجميع وتبقي "المستقبل" بعيدا عن السراي الحكومي ومن اهم بنود السلة ان يكون موضوع الرئاسة الثالثة توافقيا وليس انحيازيا مع فريق معين. بالاضافة الى معرفة فرنجية ان التوافق المطلوب لرئاسة الحكومة مطلوب ايضا لرئاسة الجمهورية و لايمكن الفصل بين التوافق والاشخاص المنتمين الى الاصطفافات الحالية.

ومن ناحية ثانية فان معادلة التوافق على الرئاستين الثانية والثالثة ما يفهمها حزب الله تنطبق ايضا على عون والحريري ايضا وهي بذلك معادلة ثابتة لن تغير منها المواقف الحالية شيئا.
ومن خلال ما سبق فان رئاسة الجمهورية ستشهد المزيد من الفراغ في الفترة المقبلة مع عودة الحديث عن محاولة تفعيل دور الحكومة كبديل مقبول عن الفراغ من دون السماح بانزلاق الاوضاع نحو الانهيار الدستوري او الامني او الاقتصادي لذلك يمكن تعريف المرحلة الحالية بانها مرحلة مراوحة مكانية بانتظار التطورات الاقليمية والدولية التي يبدو ان حزب الله غير مستعجل فيها طالما ان اوضاعه مستقرة فيما يحقق المزيد المكاسب الميدانية والسياسية.

اما توقيت كلام النائب رعد الاخير فهو في وجه محاولة بعض الديبلوماسيين والاساقفة الموارنة لاحياء مبادرة ترئيس فرنجية بعدما ساد الاعتقاد بانها مفاعيلها قد انتهت.