مختارات

الجمعة 15 كانون الثاني 2016 - 10:12 البلد

التيار يختبر النسبية في انتخاباته المناطقية

placeholder

بين التطورات الاقليمية، والتحديات على الساحة السياسية، اختار التيار الوطني الحر الذهاب الى صناديق الاقتراع، لتأمين تداول السلطة على مستوى الاقضية والمناطق. وعلى هذا الصعيد، تتحدّث دوائر التيار بفخر عما تصفه بالتجربة الحزبية الأولى من نوعها. القاعدة ستقترع على اساس النسبية ليتأمّن تمثيل كل عائلة الوطني الحر في القيادة المحلية.

الثامنة صباح الاحد تفتح الصناديق لتقفل عند الرابعة. وبما أن الاستحقاق النيابي مؤجّل بحكم التمديد، فلا تمديد على الصعيد الداخلي في "التيار".وبناء عليه، سيتوجّه نحو 17 الف منتسب الى صناديق الاقتراع ليقترعوا بحسب انتسابهم المناطقي في صندوقين مختلفين، للهيئة المحلية وهيئة القضاء ومجلس القضاء، لاختيار من سيمثلهم في القيادة الحزبية المناطقية لولاية من سنتين. استحدث مركز اقتراع في كل قضاء، بالاضافة الى مراكز اقتراع لسكان المناطق البعيدة ،كعكار وبعلبك الهرمل مثلاً، في مقر التيار في ميرنا شالوحي حيث غرفة ادارة العملية الانتخابية.

في الوقائع، ستجرى الانتخابات على مستوى هيئات الاقضية في 7 اقضية، فيما التزكية طاولت 12، ولم تكتمل الترشيحات واللوائح في صيدا وراشيا والضنية والبقاع الغربي. فسيتم اللجوء الى تعيينها في وقت لاحق.

اما على مستوى مجالس الاقضية، والتي تضم النواب والوزراء الحزبيين الحاليين والسابقين، بالاضافة الى اعضاء منتخبين، فستجرى الانتخابات في 10 اقضية، فيما فازت المجالس في بيروت الثالثة وعاليه بالتزكية.

السبت الماضي اقفلت ابواب سحب الترشيحات للانتخابات الداخلية التيار. وبعد التوافق الذي ظلل وصول وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى رئاسة الحزب، تنشط الماكينات الانتخابية المناطقية للتيار لحشد التأييد لانتخابات السابع عشر من الجاري.

وعلى هذا الصعيد، يقول نائب رئيس التيار للشؤون الادارية رومل صابر نحن متصالحون مع انفسنا، وما نطالب به من تداول للسلطة واعتماد للنسبية على المستوى الوطني، نطبقه في تجربتنا الحزبية.

ويعبّر صابر عن سعادة التيار باللجوء الى صناديق الاقتراع، "ونحن فخورون بما نقوم به. فهي اول انتخابات حزبية وتجربة فريدة من نوعها". وفي حين يعتبر صادر أن الانتخابات ستفعّل حركة التيار، يؤكد ان "احداً لن يخرج منها خاسراً، لان الجميع سيجلس على طاولة واحدة بدءاً من الاثنين المقبل".

ضمن هذا المشهد، يبتعد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون عن الحسابات الحزبية منصرفاً الى الملف الأكبر، الانتخابات الرئاسية وما يرافقها من مساع. اما باسيل، فتقول اوساطه إنه لم يتدخّل الاّ في المكان الذي كان يمكن ان يسهم فيه في حلحلة العقد وارساء التوافق، في الوقت الذي يجهّز لاصدار التعيينات الجديدة على مستوى اللجان المركزية، والتي ستشكّل عدة الشغل بالنسبة اليه في ولايته الرئاسية الحزبية.

وتحضيراً للاستحقاق، نظّمت اللقاءات وعقدت المؤتمرات الصحافية للاعلان عن اللوائح، ونشطت الدعاية التسويقية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما اقتصرت الاطلالة الاعلامية على الـ"otv" وصوت المدى. وفتح المجال امام المرشحين على منسقيات الاقضية للمشاركة في حلقة تلفزيونية استضاف فيها الاعلامي جان عزيز عبر "بلا حصانة" باسيل مع المتنافسين في كل الاقضية، والفائزين بالتوافق في ما بينهم حيث منح كل مرشح دقيقة ونصف للترويج للائحته. وبعدما توقفت الدعاية عبر الاطلالة التلفزيونية اوائل الاسبوع، استمر اعلان اللوائح بعيداً من الاعلام.

وفي الوقت الذي نجح التوافق على صعيد هيئتي المتن الشمالي من خلال الدور الاساس الذي لعبه أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان، وفي بعبدا من خلال مساعي نواب القضاء، يبدو التنافس على اشده في اماكن أخرى كجبيل وكسروان وبيروت وجزين وعاليه خصوصاً.

في جبيل، تتنافس لائحتان، الاولى برئاسة منسق القضاء الحالي طوني بو يونس، والثانية يرأسها أحد الطامحين للترشح الى الانتخابات النيابية مكان النائب سيمون ابي رميا، طارق صادق. وبالتالي، لن تخلو العملية من حسابات المرحلة المقبلة. وبينما يتحدّث البعض عن ان لائحة صادق تتصرف من منطلق قربها من باسيل، بما ان صادق احد مستشاريه في الخارجية، تؤكد اوساط رئيس التيار انه على مسافة واحدة من الجميع.

وفي بيروت، تستمر تداعيات انتخابات رئاسة الحزب على هذا الاستحقاق ايضاً، حيث فشلت محاولات التوفيق ما بين خياري الوزير السابق نقولا صحناوي والناشط في "التيار" زياد عبس، حيث يخوض رفاق اللائحة الانتخابية النيابية الواحدة الاستحقاق بدعم لائحتين مختلفتين في كل دائرة من دوائر بيروت، في عملية لا تغيب عنها حسابات اثبات الوجود للمرحلة المقبلة.

اما في جزين، فالتنافس على اشده ايضاً بين ثلاث لوائح، كترجمة لتداعيات التنافس الحاصل داخل البيت البرتقالي منذ الانتخابات النيابية في العام 2009، والبلدية في العام 2010. وفي عاليه، تنافس لا يقل اهمية عن مثيلاته في الاقضية الأخرى لجهة تنافس ثلاث لوائح في عملية تكتسب بعداً آخر: فللمرة الأولى سيكون صوت محازبي التيار فاعلاً في صناديق الاقتراع في ضوء ذوبان صوتهم في الانتخابات النيابية في بحر النظام الاكثري المعتمد.

اما في كسروان، فللعملية الانتخابية نكهتها اذ انها الدائرة التي يترشّح فيها العماد ميشال عون. هنا لم ينجح التوافق، فيبرز التنافس بين لائحتين، الاولى برئاسة الدكتور اندريه قزيلي والثاني برئاسة المحامي جيلبير سلامة.

بعد اقفال صناديق الاقتراع، يؤكد صابر سنأخذ كل الملاحظات في الاعتبار، ونستفيد من التجربة لاصلاح اي نواقص".

في السابع عشر من كانون الثاني 2016، يبدو التيار كمن يختبر للمرة الأولى ديموقراطيته الداخلية. فالحزب الذي يدعو للعودة الى الشعب رئاسياً وبرلمانيا، سيعود الى شعبه الحزبي لاستفتائه بالاقتراع لمن يراه مناسباً ليكون الجسم القيادي للحزب للسنوات المقبلة، بعد حسم معركة رئاسة الحزب، وسط امل المراقبين بأن تجرى العملية الديموقراطية من دون شوائب او تداعيات.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة