المحلية

placeholder

ريتا الجمّال

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016 - 08:48 ليبانون ديبايت
placeholder

ريتا الجمّال

ليبانون ديبايت

تدمير معراب ورمي عون وجعجع بالحجارة..

تدمير معراب ورمي عون وجعجع بالحجارة..

"ليبانون ديبايت"- ريتا الجمّال:

18 كانون الثاني 2016، تاريخ جديد يضاف الى لائحة الاحداث اللبنانية الطويلة التي حفرت في ذاكرتنا ولن يمحوها الحاضر او المستقبل..

بالامس، اكتملت ورقة اعلان النوايا بتوقيع تاريخي على التزامات ومقررات وصفحة من العلاقات المتينة المبنية على الثقة والوعد الصادق. "اعلان النوايا" عمل عليها عرابيها رئيس جهاز الاعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" الاستاذ ملحم رياشي وامين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان، فوضعا كل وقتهما وجهودهما في سبيل ترميم الصورة وتثبيتها في اطارها الصحيح ومداواة جراح قدر المستطاع ولو بقيت اثار بعض ندباتها. وهذان الرجلان يستحقان منا كل الشكر والتقدير.. ولكن..

كالعادة، اللبناني يحب " النق" و"الانتقاد" و"التعليق"، فيجد في كل حل مشكلة، وفي كل "حلحلة" عقدة، ولا يرضيه شيئاً، فإذ به فجأة يبكي على الاطلال ويحوّل الفرحة الى دراما، او يسخر مما يحصل ويريد بسحر ساحر ان يحول لبنان الى اميركا او يجعل منه دولة اوروبية متطورة تمنح كافة الحقوق لشعبها، وتؤدي واجباتها كاملة. فبينما كان عدد كبير من اللبنانيين ينظرون الى "الاتفاق المعجزة" بسعادة ودهشة وتفاؤل غير "مصدقين" خروج العماد ميشال عون مرشحاً من باب معراب هذه القلعة التي لم يزرها يوما، وُجد من ينغص هذه الفرحة بتعليقاته وهجومه واستهزاءاته، اذ ان البعض سخر من هذا "الانجاز" وراح يطالب بفرص عمل ومال وعلم وكهرباء وطبابة وحقوق وتداول سلطة وتغيير الطبقة السياسية.. وكأن باقي المواطنين لا يريدون تحقيق هذه الامنيات.. واخرون فسّروا هذه الخطوة بالرد المباشر على ترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير السابق والنائب سليمان فرنجية.. والقسم الاكبر نبش القبور وراح يستخرج اسماء الشهداء وكأنه لم يكن مشاركاً في الحرب الاهلية سواء معنويا او مادياً.. والى هؤلاء جميعا أقول:

نعم، نحلم بوطن الارز، فعلا وقولا، بدولة قوية متطورة تقوم بواجباتها تجاه المواطنين وتؤمن لهم حقوقهم، نعم نتمنى ان يأتي اليوم الذي لا ندفع فيه فاتورتي كهرباء، ومواد اولية باهظة، وبفرص عمل، ومعيشة محترمة، ان نعيش بحماية القوى الامنية الشرعية، ونمزق معا وصايا وتركات لسياسيين يكتبون المناصب والكراسي لاولادهم قبل وفاتهم، نعم نحلم برئيس شاب خارج الاقطاب الاربعة الذين نتذكر في كل واحد منهم ماض اليم، او شهيد، نعم والف نعم، ولكن للذين ينتقدون اسألوا انفسكم الم تشاركوا معا في هذا المصير؟ بسكوتكم الطويل، بانتماءاتكم السياسية وادمانكم للزعيم، وللدول الخارجية؟ الم تبيعوا الوطن لمصالح شخصية ومكاسب، وتفضلوا المذهب على الانتماء للبنان؟ الم تربوا اولادكم على حب هذا الزعيم وكره ذاك؟ الم ترووا لهم قصص انتم كتابها لتبيضوا صورة فلان وتسيئوا الى علان؟ الم تفوتوا الفرص للالتقاء والتغيير؟ واخرها الانتفاضة الشعبية التي امن بها اللبنانيون فنزلوا من مختلف الاعمار والانتماءات والمذاهب والطبقات، الى الشارع لينادوا بصوت واحد ضد كل الطبقة السياسية، قبل ان تتحول القضية الى قضايا وتدور الوجهة نحو القوى الامنية لاظهارها بصورة العدو الظالم ( رغم تسجيل ملاحظات كبيرة على تصرفاتها)، ونصبح امام حملات لكل واحدة اسمها وشعاراتها، حتى بات الخلاف يقع ضمن الحملة الواحدة على اتفه الاسباب؟ وهذا قبل ان يتجرع قادة الحراك كأس الشهرة والقوة والزعامة فباتوا اسوأ من الذين يطالبون باسقاطهم. فلهؤلاء فرصتكم التي لن تموت يوما لان الشعب جاهز لتلبية النداء عندما يثق بالنداء نفسه.. فبدل التعليق ابدأوا بتغيير انفسكم.

نعم، قد يكون الترشيح بالامس ردا على ترشيح الحريري لفرنجية وتخلي الاخير عن المرشح الاول الاساسي بالنسبة اليه كما كان يقول، ولكن على الاقل قام جعجع باعلان ترشيح عون بطريقة تليق بالجنرال وبموقعه، فحوّل معراب الى خلية نحل، وجمع الشخصيات لاستقباله، فكان الاعلان الصريح الجدي الشجاع، من قلب الدار، وقام بما لم يجرؤ الاخرون على فعله، ففرنجية تخلى عن عون بمجرد تسريب معلومات صحافية، ومبادرة شبه رسمية، اختلف على تسميتها "المستقبل" بين المبادرة والفكرة، حتى ان المعترضين عليها من داخل هذا "التيار" يساوون الموافقين عليها، فعن اي رد تتحدثون؟ رد على مبادرة لم يعلن عنها يوما الحريري بطريقة يستحقها فرنجية كزعيم سياسي، تاركا اياها بين ايدي الاوساط السياسية والرحلات الجوية من بنشعي الى الرياض فباريس؟

نعم، فرحة الامس لم تكتمل، وغصت عيون الامهات والاباء بالدموع على اولادهم، فكم كانوا يتمنون لو ان الحرب "الرخيصة" لم تندلع وتسقط هذا الكم من الشهداء، ولكن الحزن لن يعيد الينا الغوالي، او يغيّر الماضي، لكن من شأن هذا الحاضر، ان يحافظ على احفاد هذه العائلات، وينقذ الجيل الجديد، وينقيه من الاحقاد والكراهية، حتى يأتي الى هذه الدنيا وهمه بناء الوطن لا كره عون او جعجع، وبفضل هذه المصالحة، يمكننا ان نبني مستقبل جديد صلب ينشأ على قاعدة "عدم الموت من أجل زعيم، وانما الاستشهاد دفاعا عن الوطن".

فعذرا لشهداء الحروب، "كلنا يعني كلنا" نتحمل مسؤولية ما حصل، عذرا لان الصلحة تمت في وقت متأخر بعدما خسرنا وجودكم، عذرا الى كل ام واب وشقيق وصديق واخت لكن للامس فقط، علمنا ان دماء شهدائكم لم تذهب سدىً لاننا بفضلهم حمينا اولادهم وعوائلهم من حروب اهلية جديدة وانقسامات، فكم كان دمكن ليكون رخيصا لو لم نتعلم من اخطاء الماضي وكوارثه...

لهذا اشتموا واشمتوا بكل ما لديكم من أقلام، انا عن نفسي سعيدة برؤية الشباب معا، مجتمعين، متكاتفين، حتى على مواقع التواصل الاجتماعي التي ستخلو من النكايات والغضب والكره، على امل ان يمتد الاتفاق الى كل القوى المسيحية والاسلامية السياسية والشعبية لبناء وطن أفضل.

وفي النهاية، شكرا للعرابين رياشي وكنعان وللحزبين على راسهما الحكيم والجنرال.. شكرا لكم فلم ترتكبوا الخطأ نفسه بل اعدتم الالتئام الى ابناء الطائفة الواحدة، على امل اكمال المسيرة والحفاظ عليها.. فحتى لو لم يات عون رئيسا كنتم مثالا للوطنية.. شكرا على حكمتكم وقيادتكم. ولا يسعنا سوى القول:" من منكم بلا خطيئة فليرجمهما بالحجر.. ويهدم معراب " وعلى "الحب والتسامح والغفران" ووصايا الديانة المسيحية نحن سائرون.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة