"ليبانون ديبايت"
تجمع المعطيات المتوافرة حتى الساعة على نجاح "مبادرة معراب" في خلق دينامية جديدة شبيهة بتلك التي أطلقتها "اللقاءات الباريسية"، رغم اقرار القوى السياسية بأن الانتخابات لن تجري قريبا، رغم انفتاح ابواب الاتصالات على مصراعيها داخليا بين مختلف المقرات، مع اعطاء العماد عون اشارة الانطلاق لتسويق ترشيحه، وسط ليونة واضحة خلال اطلالته التلفزيونية، التي طغت عليها سياسة مد اليد لتطمين الحلفاء قبل الخصوم، من "خطاب القسم" الذي حددت خطوطه العريضة "وصايا اعلان النوايا العشر".
وفيما جال "الصهر" لحشد الدعم "للعم"، حيث سمع من "الاستاذ" كلاما واضحا عن أن ما حصل في معراب لا يكفي للوصول الى بعبدا، مستغربا أن تكون البداية من عين التينة، كان وزير المالية يقود مساع لتفعيل العمل الحكومي، من دون أن يغيب الملف الرئاسي عن لقاءاته، عارضا اقتراحا بخصوص التعيينات العسكرية يقضي بان تسمي الرابية عضوا مسيحيا والعضو الشيعي على أن يسمي "اللقاء الوزاري" المسيحي الثاني، على أن يصار في آذار الى تعيين مدير مخابرات جديد يحوز على تاييد مختلف الاطراف.
من جهته زار رئيس حزب القوات اللبنانية بكركي، حيث شرح للبطريرك اهمية ما انجز، مطالبا اياه بعدم مساعدة الاخرين على تجاوز موقف اكبر حزبين مسيحيين، مصرا عليه لاتخاذ موقف واضح وصريح في هذا الاتجاه، وتأمين الغطاء الكنسي للمبادرة خلال زيارته الى الفاتيكان غدا، بحسب المصادر التي اكدت ان البطريرك بارك خطوة الحكيم دون اعلانه التزاما واضحا بها، بانتظار لقاءاته الفاتيكانية، والتي ينتظر ان يزورها فرنجية الجمعة بعد ترتيب موعد له للقاء الكاردينال ساندري.
حزب الله الذي باشر مسعى بعيدا عن الاعلام لاقناع فرنجية بالانسحاب "مقابل ثمن"، أكدت اوساطه انه يراعي في تحركاته التوازن الدقيق بين "الجنرال" والبيك"، وهو غير مستعد للمساهمة في عزل الاخير وتهميشه، مع خروج من وصف ما حصل "باهدن سياسية" هذه المرة، رادا على انخاب معراب وضحكاتها "بانه يضحك من يضحك اخيرا"، معربا عن اطمئنانه للمستجدات الاخيرة التي زادت الامور تعقيدا، مستغربا عدم انطلاق جولة "الحشد" من منزل البيك المعني الاول، كاشفا أن رئيس تيار المردة سيبلغ باسيل استعداده للانسحاب في حال اعلن عون بنفسه ومن بنشعي أنه في حال عدم فوزه من الدورة الاولى فانه سيؤيد فرنجية في الدورة الثانية.
اما في الرياض، التي زارها وزير الصحة للتنسيق، فان "الشيخ سعد" الذي لم يحصل على موقف محدد من المسؤولين السعوديين، لم يتمكن من تبديد شكوكه حول امكانية وجود "تيار" سعودي أمن التغطية المطلوبة لموقف "الحكيم"، خصوصا ان "الخط الساخن" الذي امنه السفير السعودي في بيروت لرئيس القوات مع "القناة" السعودية المعتادة، لم يثن جعجع عن قراره، وسط تعثر "فكفكة الشيفرة الاقليمية والدولية" بانتظار نضوج كلمة السر، ما طرح اكثر من علامة استفهام حول الجهة التي امنت له الغطاء الاقليمي، الذي قد يكون في المملكة او في دولة خليجية أخرى، لم تتاخر على ما يبدو في تظهير صورتها اذ جاء موقف وزير الخارجية القطري لافتا في توقيته، مع تسرب معلومات عن مشاورات سرية تمت مع الدوحة، أكدت فيها الاخيرة استعدادها لتبني الحكيم، بعدما شغلت زيارة القائم بالاعمال الاميركي الخميس الماضي معراب ولقائه الجمعة وزير الخارجية، فيما بدا "غض طرف" أميركي لما شهده مقر جعجع.
حتى الساعة لا احد قادر على الجزم بما سيكون عليه مشهد النهاية في الفيلم الرئاسي الطويل، بين ال54 صوتا لعون وال74 لفرنجية لن يؤمن احدا منهما الاكثرية المطلوبة لانطلاق سباق القاعة العامة،حيث الكتل النيابية تدرس الاحتمالات في ظل أسئلة عن خفايا اعلان معراب، ماذا في كواليسه؟ وهل تنحصر المسألة في دعم سمير جعجع لميشال عون في الرئاسة؟ أم أن حكيم القوات سيقبض أثمانا فيما بعد وما هي؟
وسط كل ذلك تعريجة لافتة "لحصان اليرزة" في بكركي "بناء لموعد عاجل".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News