المحلية

placeholder

ميشال نصر

ليبانون ديبايت
الجمعة 29 كانون الثاني 2016 - 14:34 ليبانون ديبايت
placeholder

ميشال نصر

ليبانون ديبايت

ابعدوا الجيش عن السياسة وابتعدوا عنه

ابعدوا الجيش عن السياسة وابتعدوا عنه

ليبانون ديبايت - ميشال نصر

ما اشبه اليوم بالامس.. بتلك الجلسات الحكومية في زمن الوصاية والاحتلال.. حوادث كثيرة،تجارب خطيرة، تحديات مصيرية،مرت هددت وتطاولت على الجيش والوطن، دون ان ينتفض.. ذاك الذي قرر ان يكون "الصامت الاكبر" على الدوام.. حتى يوم حاول "التمرد" منتفضا، سقط في محظور السلطة والتسلط،فتراجع وكبت، ليتقدموا ويهجموا، يتناتشوه حصصا فيما بينهم.

اسئلة كثيرة تخطر في البال. علامات استفهام على وجوه من تسال سعيا وراء جواب. اتهامات بالتقصير تكاد تصم الآذان وليس من يردها او يحاول التبرؤ منها. الهذا الحد اقتنع الجيش بواقعه فرضخ تاركا للآخرين ان يفعلوا فيه؟

في الشعارات الرنانة حدث ولا حرج.. ما من امر يوم الا وتحدث بابعاد الجيش عن السياسة.. وما من وزير دفاع الا وطالب بابعادها عنه،لتكون النتيجة "اسمع تفرح جرب تحزن"، مزيد من الغرق في رمالها، وكثير من التطاول على الحرمات، الكرامات والبطولات، في اسواق المزايدات، التسويات والمقايضات.. بعيدا عن المبادئ والقيم والضمير.. ولكن من المسؤول؟ كيف ذلك؟ ولماذا؟ خدمة لمن؟

دفعوه ثمن صراعاتهم لحماً حيا، من نهر البارد الى فضيحة عرسال.. ونزف كرامة مهدورة من حرب تعيين قائد للجيش الى تشكيل آخر جندي.. جاعلين منه دائما أبد عنوانا رئيسيا للمنافسة والتجاذب السياسي.
استغلوا عقدة "المارونية الرئاسية" لدى قيادة الجيش، مصوبين عبرها للنيل منه، متناسين ان بين القيادة والجيش فرق كبير.. الاولى ترحل الى محاكم التاريخ فيما يبقى الثاني كالارزة شامخا، متحديا، مرفوع الجبين، تسري في عروقه دماء طاهرة.

هكذا ببساطة تعامل اهل السياسة معه..
أدخلوا "زعرانهم" بين صفوفه بحجة الدمج، فانتصر وحولهم الى رجال.. قطعوا المال عنه، حرموه الدواء والطبابة، حتى الطعام والملبس.. قاوم، عض على الجرح واكمل الطريق غير آبه، تتقدم صفوفه ثلل ابطال كانوا رجالا ليس كالرجال.. فاعادوا اليه عنفوانه.. وكللوه باكليل من غار الشرف والتضحية والوفاء.

اخترعوا له الوقائع الواحدة تلو الاخرى.. فها هي "مار مخايل" تمهد للسابع من ايار.. و"فخ الكويخات" مؤامرة عجز عن الحل في طرابلس.. لائحة طويلة حبلها على الجرار.. مؤامرات تكاد لا تحصى ولا تعد.. أولياء دم واصحاب حق.. لا من يحاسب ولا من يسأل.. لا فرق بين طالح وفالح.

قلة قليلة خرجت من صفوفه، اغراها شيطان السلطة، فسقطت في التجربة.. تسكعت على ابوب السياسيين باحثة لاهثة عن حظوة منصب من هنا وترقية من هناك.. تنازلت عن امانة وقسم، تخاذلت امام دماء رسمت خطوط القوانين والانظمة بالاحمر الارجواني.. لتقع عليها مسؤولية استدراج عقود السياسيين، ولتتفلت الامور ويضعف الايمان بالمناقبية والانضباط.

وبعد ايها اللبناني، كيف تريد من ضباط هذا الجيش وجنوده ان يقدموا، ان يهجموا ويبادروا مرفوعي الراس.. ان ينتصروا على من دئب يضرب القوانين والانظمة غير آبهين بقاعدة، محولين استثناء زمن المحتل قاعدة.. لا يسألون عن تراتبية ولا كفاءة.. يسقطون طليع الدورة والمستحق أمام صاحب النفوذ.. يوصلون من لا احقية له على حساب الجدير بالتقدير والمركز.. فالحزب والزعيم اختارا.

وبعد.. كيف يقبل راعي وزير الدفاع السياسي بكل تلك الارتكابات؟كيف يوافق قائد الجيش السابق و"الرئيس العتيد" على فرض الشواذ؟ والمصيبة الاكبر كيف يغطي من اعطي مجد الحفاظ على المؤسسة وقيادتها هكذا مساومات؟ لعلها "عداوة الكار" في حرب جنرالات لا تنتهي؟ أم هو صراع النزول من اليرزة الى بعبدا في زمن رئاسي رديء؟ انه كل ذلك واكثر.

الى كل أولئك.. ابعدوا الجيش عن مطامعكم الشخصية وابتعدوا عنه.. فعسكريوه ليسوا للبيع ..كفوا شركم.. فغيرتكم مضرة، صداقتكم مؤذية، ومونتكم في غير مكانها.. اتركوا الجيش في حاله فهو الادرى بمصلحته، دعوه يطهر نفسه ليكون جيشنا كما لبنان لبناننا.

عليه نراهن، جيش كل لبنان وكل اللبنانيين.. دعوه على مسافة واحدة من الجميع، لعل في ذلك حكمة لا تدركونها.. نتمنى ان تفهموها او على الاقل تتفهموها.. لانكم واهمون ان اعتقدتم انكم تستطيعون التلاعب بالمؤسسة، او النيل من معنويات ابطالها.. فكفى تطاولا ومزايدة.. كفى استغلالا لصمتها.

في النهاية استميحكم عذرا يا رفاق والدي في السلاح لانني نطقت باسمكم.. لاني قلت اين اخطاتم وترددتم وتراجعتم، واين اقدمتم وفعلتم ونجحتم.. اين اخطأ السياسيون بحقكم.. ولكن قبل ذلك كيف خرج "دود الخل" من بين صفوفكم.. رغم كل التجارب، الناجحة والفاشلة، ورغم كل ما قيل ويقال.

في النهاية اودعكم وصية غالية حفظتها من جندي مجهول.. كان والدي واخي وصديقي ذات يوم.."الجيش الذي يحتضنكم يدعوكم للعمل والمثابرة ويطلب منكم العطاء بسخاء وجهد..فان قوي بكم تنتصرون على كل شيئ.. وان اضعفتموه خسرتم كل شيئ" فمن أولى منكم وأحق ليبقى هو الحل ؟

لكل ذلك،الى من قهر وظلم من صفوفكم الف تحية وسلام.. انتم القدوة والمثال.. انتم العنوان في كل زمان ومكان.. ليحيا الجيش ويعيش لبنان.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة