لليوم الثاني على التوالي، تجدّدت المعارك بين تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" في جرود عرسال وجرود القلمون السوري، موقعةً قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، وسط جهوزية تامة للجيش اللبناني على مختلف مواقعه.
ومع توقُّف دوائر متابعة عند أن التنظيم حاول التمدُّد من جهة منطقة الجراجير في جرود القلمون السوري ورأس بعلبك اللبنانية، وهما المنطقتان اللتان كان "حزب الله" قال انه سيطر عليهما في إطار معاركه في القلمون، يتخوّف المتابعون من جرّ عرسال إلى صراع داخلي بين مؤيدي "داعش" ومؤيدي "النصرة". ولا يُخفي أهالي البلدة أن يكون هذا المستجد سيناريو جديداً للإنقضاض على عرسال، بحجة "داعش".
ووفق مصادر مطلعة، فإن التنظيم "لم يكن عديد عناصره في الجرود كلها يصل الى أكثر من 175 عنصراً مع آلياتهم، في حين أن هذا الرقم بلغ اليوم أكثر من 1500 عنصر"، ما يطرح سؤالاً "من أين أتت تلك الأعداد، ما دامت هذه المنطقة محاصَرة من الجهتين السورية واللبنانية، ويصعب استقدام هذه الأعداد عبر طرق سرّية، خصوصاً أنه في تلك المنطقة لا مجال للأنفاق، كونها منطقة جبلية عالية ووعرة وتمتدّ لمسافات طويلة".
ويقول مصدر وزاري إن التموضع الأخير لتنظيم داعش عند بعض المعابر المحورية في جرود عرسال يشكل خطراً، لكن ليس بـ"الخطر النوعي"، إما لأن الجيش اللبناني أقام تحصينات بالغة الفاعلية ويمتلك قوة نارية أكبر بكثير مما لدى المسلحين، أو لأن عديد مقاتلي "داعش"، على شراستهم وأسلوبهم الانتحاري في المواجهة أو في الاقتحام، يظل محدوداً إذا ما قورن بعديد مقاتلي "جبهة النصرة".
يضيف المصدر انه "كان لدينا مخاوف منذ أشهر بأن تندلع معركة تدمر، وإذ ذاك قد ينسحب مسلحو "داعش" باتجاه منطقة القلمون، ومنها إلى الجرود اللبنانية بتضاريسها المعقدة، وهو ما يفرض على الجيش اللبناني واقعاً جديداً وخطيراً".
وأشار الى ان "كل المعطيات تؤكد ان معركة تدمر ليست واردة في الوقت الحاضر، وحتى في حال اشتعالها فلن نألو جهدا من اجل ان يكون الانسحاب في اتجاه مناطق اخرى في سوريا وليس باتجاه السلسلة الشرقية".
حتى الآن لا يبدو ان مسلحي "داعش" قد قاموا بأي تحرك منذ سيطرتهم على معابر جديدة في جرود عرسال، ليؤكد المصدر ان عمليات الرصد دقيقة وفعالة وتتم بأجهزة حديثة على مدار الساعة لتعاود الاشتباكات امس بين "داعش" و"النصرة". الى اشعار آخر، جبهة الجرود "نائمة" دون ان يعني ذلك ان الجيش سينام على حرير.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News