أطلقت مساء أمس، وثيقة لقاء الربوة التاريخية وألقى وزير السياحة ميشال فرعون كلمة قال فيها: "ها نحن نجتمع مجددا في المركز العالمي لحوار الحضارات "لقاء" حول مبادئ وقيم إنسانية تؤكد على دور لبنان الفريد النابع من تاريخه ومركزه الجغرافي وتنوعه وتطوره منذ آلاف السنين حتى اليوم. بلد الانفتاح والاعتدال والعلم والثقافة والحرية والديمقراطية، لبنان الرسالة والشراكة والحوار الدائم للاديان الذي تطور نظامه منذ عقود، ينحني شعبه احيانا تحت وطأة الاحتلال والمطامع الخارجية وموجات التطرف، او محاولات الهيمنة ليعود الى أصوله وتربيته ورمزيته كبلد الأقليات باحثا عن الصيغ التي تؤمن حماية واحترام الآخر لبناء مستقبل كريم لجميع أبنائه".
أضاف: "نجتمع تحت عناوين مختلفة مثل "المواقع الدينية الاثرية والتاريخية" أو"العائلة وتحديات العصر في الشرق الأوسط" أو"المرأة ودورها الفريد في تطوير المجتمع الصالح" أو "الرحمة الإلهية" التي نؤمن بها بكل قوتنا مهما تفاقمت مظاهر الظلم والعنصرية والعنف والتطرف والديكتاتورية التي تذل كلها الإنسان في منطقنا اليوم بشكل خاص، ومنذ عقود وتدفع الإنسان فيها الى اليأس والعنف والهجرة".
وتابع: "سيدنا البطريرك تأتون كل فترة من سوريا والدمعة في عينيكم حيال ما يجري من تدمير الأرض والإنسان وتطور الأوضاع التي تنفي كل ما تؤمن به الديانات السماوية وبعض ابغض هذه الأفعال تأتي باسم الدين فتدفعنا الى التمسك بالإيمان والتحدي والمقاومة ورفض الانجرار نحو المواجهة باسم الدين، ورفع راية المحبة وتعاليم المسيح والكتب المقدسة"، وتتكلم عن ضرورة الحفاظ على السلام في لبنان والحوار بين الجميع والتعالي عن الجروح، لان هذه البقعة هي رسالة وشهادة حية عن تاريخنا وحضارتنا في منطقة مهد الاديان مهما حاولوا تدمير تاريخنا وحضارتنا، وثقافتنا التي تبقى منذ الفينيقيين ملك جميع الديانات ويجب ان نحافظ عليها للأجيال القادمة لأننا أصبحنا نحمل مسؤولية خاصة في هذه الشهادة عن كل الشرق. فإننا نعدك باسم اللبنانيين إننا سنبقى أوفياء لتاريخنا وتربيتنا. سنبقى متمسكين بعروبة لبنان وبتحييد لبنان عن صراعات المنطقة بعد أن دفعنا ولا نزال عن إخوتنا العرب ثمن التزامنا بالقضايا العربية وعلى رأسها المواجهة مع إسرائيل. سنبقى متمسكين بالقرارات الدولية وبمبادئ الدولة والحرية والديمقراطية وسيبقى مجتمعنا المدني مجتمع الإبداع والحضارة والفن والتراث والانفتاح وقبول الآخر، بالرغم من الاستفزازات التي تأتي من هنا وهناك، من داخل وخارج السلطة والتي يجب ان تتوقف لانها تتجاوز مبادىء الشراكة والمساواة في الحقوق والواجبات، وتؤثر على وحدتنا في وقت نحتاج فيه الى الطمأنية وتبديد الهواجس وتحصين وحدتنا".
وشدد على "ان لعائلة اللبنانية بخير، والحوار بخير، والاتفاق السياسي الداخلي الخارجي لحماية استقرارنا الامني بخير، والإيمان المسيحي بلبنان بخير، كما هو ارادة تطوير الشراكة الإسلامية - المسيحية في مختلف المجالات لنعطي النموذج الصالح للعالم، إلا انه لا تزال مخاطر تهدد نظامنا مما يحتم ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية، وتفعيل مؤسساتنا الدستورية، وتطبيق الدستور ومبادئنا الديمقراطية بما فيها المحاسبة".
واكد " اننا نعد ان نبقى أوفياء لكثلكة الأمور، وهنا طبعا بمعنى العمل على إيجاد الحلول لما فيه مصلحة اللبنانيين، كل اللبنانيين وليس بمعنى ضبضبة المشاكل أوتأجيلها أوعدم مواجهتها. كما اننا نعمل، الى حين انتخاب رئيس، على تطوير برنامج شامل للسياحة الدينية يسلط الضوء على معالم لبنان الدينية كأرض ذكرت 96 مرة في الإنجيل، عبر المسيح والسيدة العذراء ورسله على أرضه ومنح أكثر من ثلاثة قديسين تحتوي ثروات دينية وثقافية لكل الطوائف والمذاهب الموجودة على أرضه".
وختم: "على أمل ان يبقى مركز "لقاء" جامعا المرجعيات المؤمنة بالحوار من اجل لبنان والعالم العربي والانسانية جمعاء التي تمر بفترة دقيقة من تاريخها تحت عنوان صراع الحضارات وصراع الأديان. على أمل ان يتحول لبنان، كل لبنان، الى مركز لحوار الحضارات والأديان تحت رعاية الأمم المتحدة كما طرحه الرئيس ميشال سليمان في مؤتمر انتوريو. نحييك سيدنا، كما نحيي الرسول الباباوي ومن خلاله قداسة البابا المبادر الدائم من أجل السلام في العالم وتطوير الكنيسة وأصحاب المعالي وكل الشخصيات الدينية والمدنية التي تعمل من دون حساب من اجل تغليب منطق العقل ومصلحة الإنسان، بكل ما في الكلمة، على منطق الدمار والغريزة الذي يبعد امال العيش الكريم والتمتع بالحضارة لكثير من شعوب المنطقة، شاكرا القيمين على مركز "لقاء لجهودهم في تنظيم اللقاءات لما فيه مصلحة شعوبنا".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News