ليبانون ديبايت- ميشال نصر
بسمة، عناق، قبلة، ضحكة، تجاهل وفراق. هكذا بدأ احتفال البيال وهكذا انتهى، لتسقط الرابع عشر من آذار بعد احد عشر عاما من ولادتها، ليطيح تكتيك "الانا" المتبادل باستراتيجية الجماعة. فالسين - السين التي حكمت توازن هذا الفريق هي نفسها التي قسمت ظهره، في مفارقة تعادل فيها الاثنان يوم وضعا "بيضهم" في سلة الثامن من آذار الرئاسية.
بعيدا عن حفلة "التبويس" خلافا لنصيحة "الصحة"، التي اطلع عرابها صباحا على الخطوط العريضة للخطاب، قبل ان يقرر متابعته من عين التينة برفقة "الاستاذ"، موفدا نجله، فيما اكتفى البيك الآخر باتصال هاتفي وتمثيل معبر بقي دون المأمول، وغياب، درجت عليه العادة، لحزب الله الذي لم يدع اساسا.
قد يكون من المرات القليلة التي وازن فيها الشكل المضمون، في معادلة شعارات دون رصيد سياسي يصرف. فوجود الحريري بذاته شكل حدثا في ضوء التهديدات الامنية الواضحة، بعد رسالة النائب محمد رعد. عودة ما كانت لتكتمل لولا نجاح الاتصالات في تأمين النصاب الآذاري، الذي يعول عليه كثيرون لاعادة رسم خارطة جديدة، يمهد لها الكلام عن الاستعداد لنصف تنازل والذهاب نحو مرشح وسطي، بدعم دولي واقليمي.
في الشكل نجحت الرابع عشر من آذار في اختبار وحدتها، ونجح "المستقبل" في اعادة ترميم جزء من تحالفاته. فباستثناء شيخا الكتائب، اللذان احاطا "بالمنفي العائد"، كابرز "المحظيين" بالاستقبال الحار واللافت، والذي حمل اكثر من رسالة، يمكن وصف "يوم البيال" بيوم الشمال بامتياز، من حضور "الحكيم"، "بمواكبة" قواتية طغت صيحاتها في أكثر من محطة، فكان سلام وكلام و"لطشات"وضحكات وقبلات حارة، لتنتهي الصورة "بفراق" بارد من البيال، قبل ان ينفجر هجوما قواتيا عنيفا على وسائل التواصل الاجتماعي تصدره مسؤولون حزبيون، نافسه تواجد الثلاثي المرعب ريفي-المرعبي-الضاهر، فيما قد يكون ردا على اعلان التحالف الطرابلسي الجديد.
اما مضمون المصارحة والمكاشفة، فقد حافظ على ثابتة الهجوم النهاري على حزب الله والذي تمحيه جلسات الحوار المسائية، من المقدمة التي "ما خلت ولا بقت" مرورا بالشريط الوثائقي وصولا الى كلمة الشيخ العائد. "اسطوانة" لم تلغي حقيقة واضحة مفادها ان الحل الرئاسي ما زال بعيدا، ذلك ان "خارطة طريق" ايصال فرنجية تنطبق على غيره، معيدا المشكلة الى أصولها المسيحية، محملا فروعها المسؤولية، من صراع "اقويائها الاربعة" الذي لم يبق "في الميدان الا سليمان"، شارحا القصة بالاسماء والوقائع حتى تاريخه، الى تاخر المصالحة العونية-القواتية، منهيا بأن حدود التنازل ليست مفتوحة، ما يفتح الباب أما التفسير والاجتهاد عن "قطبة مرشح مخفية" لن تفكك في القريب العاجل.
عود الى بدء.. مع اكتمال الطلعات الاعلامية، غدا، باطلالة السيد نصر الله، الذي سيرسم القسم المتبقي من المشهد، يبدو ان صورة لم الشمل عززت جوهر التباعد السياسي القائم وزادت الهوة مع جمهور القوات، ليظهر باليقين أن "الحق معك يا جمهور ثورة الارز.. واليوم أكتر من أمس". فماذا بعد "بق البحصة الحريرية" التي فتحت اللعبة على عدم ترشيح الاول والتسليم بتبني الثاني؟ هل يكتفي شيخها بالصورة الجامعة أم يذهب أبعد؟ وهل يغير السيد حسن في مضمون خطابه المنتظر؟ الثمن المبكر التكهن بالجواب وان كان الاكيد "بكرا وبعده اكتر من اكتر".. Vraiment C'est Trop
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News