المحلية

محمد علوش

محمد علوش

ليبانون ديبايت
الجمعة 19 كانون الأول 2025 - 07:27 ليبانون ديبايت
محمد علوش

محمد علوش

ليبانون ديبايت

بعد خطاب "الاحتواء": اللوبي اللبناني في واشنطن يبخّ السمّ على السفير الأميركي الجديد

بعد خطاب "الاحتواء": اللوبي اللبناني في واشنطن يبخّ السمّ على السفير الأميركي الجديد

"ليبانون ديبايت" - محمد علوش


بعد تصريحات السفير الأميركي الجديد في بيروت ميشال عيسى، والتي اتسمت بنبرة سياسية هادئة نسبياً حيال ملف السلاح، ولا سيما استخدامه عبارة "احتواء السلاح" على مسمع نواب معروفين بعدائهم العلني للمقاومة ولسلاحها، بدت الإشارات أبعد من مجرد اجتهاد لغوي في توقيت حساس، وهو ما أزعج الكثيرين على ما يبدو.

"لم تمرّ هذه المقاربة الأميركية بهدوئها النسبي من دون ردّ فعل مضاد"، تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"ليبانون ديبايت"، مضيفة أن هذا المسار للسفير الأميركي حرّك ما يُعرف باللوبي اللبناني في واشنطن، وبدأت حملة منظمة لبثّ السم السياسي في صورة السفير الجديد، عبر اتهامه بمراعاة الثنائي الشيعي، وبالتأثر برئيس مجلس النواب نبيه بري، وباعتماد سياسة مهادنة لا تخدم، بنظرهم، "المعركة الكبرى" التي يخوضونها منذ سنوات تحت عناوين متعددة، من السيادة إلى السلاح إلى النفوذ الإقليمي.


هذا المسار، الذي يتّبعه هذا اللوبي في واشنطن بالتعاون مع نواب أميركيين من أصل لبناني ومجموعات متشددة داخل الشارع السياسي الاميركي، ليس جديداً، بل يتكرر بحسب المصادر منذ ما بعد الحرب العام الماضي، وربما من قبلها، ويبدو بحسب هؤلاء أن كل مقاربة دولية لا تذهب إلى الحد الأقصى في المواجهة مع المقاومة تُصنَّف فوراً في خانة التراخي أو التواطؤ، وكل محاولة لإدارة الملف اللبناني بمنطق الاحتواء وتخفيف الانفجار تُواجَه بحملة تشكيك وتحريض، تطال الجميع، من رئيس الجمهورية إلى رئيس المجلس النيابي وقائد الجيش، ومؤخراً السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى.


المشكلة، كما ترى المصادر، أن هذه القوى لا تنظر إلى السلاح بوصفه ملفاً قابلاً للنقاش ضمن توازنات داخلية وإقليمية، بل تتعامل معه كذريعة لحرب شاملة، هدفها الفعلي ليس نزع السلاح فحسب، بل تدمير فئة لبنانية واسعة وإقصاؤها من المعادلة السياسية والوطنية.


في هذا السياق، يصبح الحديث عن "احتواء السلاح" خطراً بنظرهم، لأنه يسحب فتيل المواجهة الكبرى التي يراهنون عليها. هؤلاء يريدون عودة الحرب الإسرائيلية على لبنان كفرصة سياسية لإعادة رسم التوازنات بالقوة في هذا البلد، والتوجه نحو مسار التطبيع أو السلام مع إسرائيل. من هنا، يقول هؤلاء في واشنطن أن خطاب السفير الاميركي لا يواكب هذا المنحى التصعيدي ويُعدّ انحرافاً يجب تصحيحه، سواء كان التصحيح عبر السفير نفسه أو من خلال تغييره.


الأخطر، وفق المصادر، أن الاستهداف لا يقتصر على المقاومة وسلاحها، بل يمتد إلى محاولة إقصاء مكوّن سياسي كامل من الحياة الوطنية، تماماً كما يجري السعي لإقصاء الرئاسة الثانية عن طاولة المفاوضات التي تخوضها الدولة عبر الميكانيزم، وهي مسألة أثارها وزراء القوات اللبنانية في جلسة الحكومة منذ فترة متحدثين عن رفض التشاور القائم بين الرئاسات الثلاث لانه يشكل نوعاً من "ترويكا" مرفوضة بالنسبة إليهم.


من هذا المنظار، يمكن فهم الحساسية المفرطة تجاه أي تقاطع، ولو محدود، بين السفير الأميركي ورئيس مجلس النواب، أو تجاه أي قراءة واقعية لدور الثنائي الشيعي في المعادلة اللبنانية. فبالنسبة إلى هذه القوى، المطلوب أميركياً تبنّي رواية واحدة، هي الرواية الإسرائيلية، وخوض معركة كسر عظم بلا هوامش ولا مخارج، وكل من يخرج عن هذا الخط، دبلوماسياً كان أم سياسياً، يصبح هدفاً مشروعاً لحملات الضغط والتشويه وبخّ السموم التي تحدث عنها رئيس الجمهورية جوزيف عون مؤخراً.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة