الإنتخابات البلدية بين التأجيل والواقع

"ليبانون ديبايت"

بدأت الإنتخابات البلدية تأخذ طابعاً جدّياً في ظل أجواء عن انطلاق العمل في القوائم الإنتخابية وكل ما يتعلّق بالأمور الإدارية واللوجستية. وما يميّز هذا الإستحقاق أنه بات اليوم مرتبط بالفرز والإصطفافات داخل فريقي 8 و 14 آذار، وتحديداً التحالف المرتقب بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" بعد "تفاهم معراب".

في المقابل، أبدت مرجعية سياسية شكوكاً في إمكان إجراء هذه الإنتخابات في ظل الإنقسامات السياسية، وصولاً إلى المناخات المتواترة عن إمكانية حصول تطوّرات دراماتيكية في سوريا، من شأنها "خربطة" الأوضاع على الساحة اللبنانية، وهذا ما يفرمل كل الإستحقاقات، بما فيها البلدية، خاصة وأن انتخاب رئيس للجمهورية بات أمراً متعذّراً في هذه المرحلة الإقليمية.

وفي هذا السياق، يؤكد رئيس بلدية الشياح المهندس إدمون غاريوس، أنه على الرغم من الظروف الحرجة في لبنان والمنطقة، والتي تبدو مفتوحة على أكثر من احتمال، فإنه يعمل من خلال موقعه في الإعداد للإستحقاق الإنتخابي البلدي.

وشدّد على أن المرحلة الحالية قد تكون الأصعب في تاريخ لبنان، ولكن الوقت لا يلغي الحفاظ على الديمقراطية وعلى إنجاز الإستحقاقات الدستورية، وخصوصاً الإنتخابات البلدية لكي يكون المجال متاحاً أمام المواطنين للتعبير عن إرادتهم واختيار ممثّليهم سواء عبر الإنتخابات النيابية أو البلدية، لافتاً إلى أهمية الإلتزام بالقرارات الإدارية الصادرة عن وزارة الداخلية والسلطات المختصة.

كذلك لفت غاريوس إلى أهمية وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، وذلك لكونه المركز الماروني الأوحد في المنطقة وعلى امتداد الساحة العربية، ومن دون إغفال رمزيته الوطنية، وبالتالي لا يجوز تحت أي طائل أن يبقى هذا المركز شاغراً، وموضع تجاذبات وخلافات بين القوى السياسية.

وأضاف، أنه من الضروري احترام إرادة بكركي والفاتيكان اللذين يدركان أهمية هذا الإستحقاق، وذلك في سياق الحفاظ على الوجود المسيحي في هذا الشرق، حيث يعاني المسيحيون من فلسطين إلى العراق فسوريا.

ورحّب غاريوس بأي تقارب على الصعيد المسيحي أو على الصعيد الوطني، كونه يعزّز الإستقرار، ويؤمّن مناخاً من التعايش بين كل مكوّنات الوطن.