هذه نسبة فشل التوافق في الرابطة المارونية

ليبانون ديبايت - لارا الهاشم

من اجواء المصالحة المسيحية التي ترجمت بعد مسار طويل في لقاء معراب، انطلقت فكرة التوافق في انتخابات الرابطة المارونية، اذ كان لا بد من ان ينسحب جو التقارب على مختلف مؤسسات المجتمع المسيحي.

وفي هذا الاطار نشطت مساع قادتها شخصيات مارونية ذات صلة وطيدة بالرابطة، كالوزير السابق ميشال اده ورئيسها الاسبق حارس شهاب والمحامي بول يوسف كنعان، بمباركة بكركي والاحزاب المسيحية للتوصل الى لائحة توافقية عوضا عن الخوض في غمار المعارك الشرسة.

وبالنتيجة انسحب المرشح لمنصب الرئيس، رئيس الرابطة لمرتين على التوالي جوزيف طربيه المدعوم من النائب نعمة الله ابي نصر، لصالح نقيب المحامين الاسبق انطوان قليموس على ان يسعى الاخير لتأليف لائحة توافقية تمثل كل المجموعات الوازنة في الرابطة وكل التوجهات. فتحول وجه المعركة الى تنافس بين الفريق المحسوب على قليموس والفريق الاخر المحسوب على ابي نصر.

قبل شهر تقريبا من الانتخابات المفترضة في 19 اذار، يقول قليموس لـ "ليبانون ديبايت" ان اللائحة لا تزال موضوع تجاذبات الا انه يسعى للتوافق ولن يقبل الا به ويسعى لان تكون اللائحة شاملة حتى تغطي اوسع ما يمكن من جغرافيا وطاقات وتمثل اكبر شريحة من الفعاليات، والا لكانت اعدّت العدة لخوض معركة انتخابية بكل الطرق المشروعة.

تبدو الامور متعثرة عند نقطة سحب المرشحين. فالمجلس يتألف من 15 عضوا الى جانب الرئيس ونائبه لكن عدد المرشحين يبلغ اليوم 34 من الطرفين المتنافسين. وبالتالي فان غربلة الاسماء واقناع بعضها بالانسحاب يصعّبان عملية تأليف لائحة توافقية تعبّر عن هواجس الجميع. لكن ابي نصر يؤكد ان التوافق حاصل بمعزل عن السياسية اذ ان الرابطة لا يمكن ان تكون حزبية فأعضاؤها يجب ان يتقنوا قراءة الساسية وخلفياتها من دون ان يمتهنونها والاولوية هي للتعبير عن ارادة وضمير الطائفة المارونية بالتعاون مع بكركي.

وعلى الرغم من تأكيد الطرفين على ان التوافق هو القاعدة، تلفت اوساط متابعة لـ "ليبانون ديبايت" الى ان المشكلة هي في تمسك كل من قليموس وابي نصر بمرشحيهما وتحوّل الاستحقاق الى عملية شد حبال ومحاصصات، من دون الاخذ بعين الاعتبار ضرورة تمثيل قوى ومجموعات من المجلس الماروني والرابطة المارونية لهم حضور تاريخي كما تقول الاوساط. هذا الواقع اثار امتعاض مرشحين كانطوان عقل والنقيب السابق ميشال خطار ورؤساء الروابط السابقين الذين اجتمعوا يوم امس في منزل الوزير السابق ميشال اده مطالبين بأن تتمثل كل الاطراف، كما سيلتقون يوم الخميس البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للتأكيد على اعتراضهم على تركيبة اللائحة التوافقية. وتخشى المصادر عينها من انه في حال بقيت الامور على ما هي عليه، ان يستخدم البطريرك الراعي صلاحيته على غرار البطريرك مار نصرالله بطرس صفير عبر تعيين لجنة تتألف من وجوه بارزة لادارة الرابطة لفترة معينة على ان تجرى انتخابات لاحقاً.

في المعلومات ان التوافق رسى حتى الساعة على توفيق معوض لمركز نائب الرئيس وتينا ملاح للعضوية المطروحان من قبل العماد ميشال عون، كما تم التوافق على مدير عام شركة SNA د. انطوان واكيم لمركز امين عام، الى جانب المحامي لوران عون والدكتور مارون سرحال والمحامي ميشال قماطي وعبدو جريس والمحامية عليا الزين ونقيب اطباء الاسنان السابق انطوان خوري. وسمى رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، المحامي وليد الخوري، ونال تيار المردة حصته من خلال عضوية العميد ابراهيم جبور وسمى جوزيف طربيه ابن شقيقته جورج الحاج. مع الاشارة الى ان الجزء الاكبر من الاسماء المتوافق عليها مرشح من قبل احد الفريقين المتنافسين.

وعليه فقد وصل حد التوافق في الرابطة اليوم الى نسبة 90%، لكن نجاحها لن يكتمل بمجرد اكتمال اللائحة، اذ ما ينقص الرابطة الهرمة اليوم هو ضخ دماء جديدة تمثل تطلعات الشباب الماروني وتقدم له خطط عمل عملانية وان يتألف مجلسها من شخصيات نخبوية في المجتمع لا من المحاصصات ومن شخصيات المجتمع المخملي. فالرابطة المارونية يجب ان تحاكي تطلعات موارنة يتوزعون على 965 بلدة من مختلف الشرائح الاجتماعية والثقافات. فهل تنجح في ترميم بيتها المتصدع ام سيأتي يوم ويندم فيه الساعون للتوافق على تلك اللحظة؟